ان الانقطاع الى مضطجع تلك التربة الطاهرة كىّ كل علّة ورى كلّ غلّة ؟ !
وقد خصّ اللّه سبحانه اهل هذا البيت باتاحة الشفاء لغبرة جنابهم واجابة الدعاء فى ظلّة قبابهم ، فعند ذلك أفقتُ من غفلتى وركضت برجل عزيمتى الى هاتيك البلدة الطيبة والمقام الكريم لاجئاً الى ربّها سيدنا ابى القاسم عبدالعظيم عليه السلام .
لعلّ المامة بالجزع ثابتهيدبّ منها نسيم البرء بالعلل
فاذ وردت الحرم الشريف طفقت أنا فى التضرّع مبتهلاً والدمع فى الترقرق متهّللاً ۱ وقلت : يا سيّدى و مولاى ! هذا مقام اللائذ بجوارك والعائذ بمزارك .
وانت من رجال اعزة فى بيوتاذن اللّه ان يعزّ حماها
وتربتك :
وكم لاهل الشّجى بها رقفاتاوقفتها على بلوغ شفاها
فعزمت عليك بالائمّة من كابريك والائمة ۲ من عابريك أن تشفع عند اللّه فيما وردت عليك فيه حتى ما اصدر عنك الاّ وظنّى بلا محقق ورجائى منك مصدّق .
ثم اندفعت فى تلاوة الالواح وزيارة الارواح ارواح الائمة والانبياء والشهداء والاولياء « أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِن رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ »۳ ، فاذا فرغنا من الزواره ۴ وقضينا من منى كل حاجة وازمعنا على الافاضة من حيث افاض الناس واخذ شارع الشئنة ۵ فى السيلان باعناق الافراس ، استشفيت بغبرة القبر وانا على عقد صحيح ، فمددت يدى من خلل شبابيك الضّريح واَخَذْتُ غباراً مما يلى الرِّجْل ، فامررتُه على سلعة الرأس وخرجت من الروضة محججاً ، وحملنى الجواد الى الجادة مزعجاً ، فواللّه ! الذى يُخرج المجترئ على اسمه من حوله وقوته ويُدخله فى حول الشيطان