359
روح و ريحان ج4

ان الانقطاع الى مضطجع تلك التربة الطاهرة كىّ كل علّة ورى كلّ غلّة ؟ !
وقد خصّ اللّه سبحانه اهل هذا البيت باتاحة الشفاء لغبرة جنابهم واجابة الدعاء فى ظلّة قبابهم ، فعند ذلك أفقتُ من غفلتى وركضت برجل عزيمتى الى هاتيك البلدة الطيبة والمقام الكريم لاجئاً الى ربّها سيدنا ابى القاسم عبدالعظيم عليه السلام .

لعلّ المامة بالجزع ثابتهيدبّ منها نسيم البرء بالعلل
فاذ وردت الحرم الشريف طفقت أنا فى التضرّع مبتهلاً والدمع فى الترقرق متهّللاً ۱ وقلت : يا سيّدى و مولاى ! هذا مقام اللائذ بجوارك والعائذ بمزارك .

وانت من رجال اعزة فى بيوتاذن اللّه ان يعزّ حماها
وتربتك :

وكم لاهل الشّجى بها رقفاتاوقفتها على بلوغ شفاها
فعزمت عليك بالائمّة من كابريك والائمة ۲ من عابريك أن تشفع عند اللّه فيما وردت عليك فيه حتى ما اصدر عنك الاّ وظنّى بلا محقق ورجائى منك مصدّق .
ثم اندفعت فى تلاوة الالواح وزيارة الارواح ارواح الائمة والانبياء والشهداء والاولياء « أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِن رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ »۳ ، فاذا فرغنا من الزواره ۴ وقضينا من منى كل حاجة وازمعنا على الافاضة من حيث افاض الناس واخذ شارع الشئنة ۵ فى السيلان باعناق الافراس ، استشفيت بغبرة القبر وانا على عقد صحيح ، فمددت يدى من خلل شبابيك الضّريح واَخَذْتُ غباراً مما يلى الرِّجْل ، فامررتُه على سلعة الرأس وخرجت من الروضة محججاً ، وحملنى الجواد الى الجادة مزعجاً ، فواللّه ! الذى يُخرج المجترئ على اسمه من حوله وقوته ويُدخله فى حول الشيطان

1.كذا .

2.در چاپ سنگى : منهّللاً .

3.بقره : ۱۵۷ .

4.كذا ، شايد : التسمية .


روح و ريحان ج4
358

بندقة كبيرة ، وكثيراً ما كانت تعترينى من جهتها غضاضة فاحشة لا سيّما عند الكشف عن الرأس على رأس المنبر ، فانّى ـ على ما تعلمون من طبّى ۱ ـ ربما ارفع عما متى لدى تذكار مصائب الائمّة صلوات اللّه عليهم حسبما تقتضيه الحال علماً منّى بأنّ ذلك ممّا يؤكّد تعظيم امرهم ويكمل خطر ذكرهم ، وان عرض للخاطر فى هذه الاواخر تأمّل فى سوق هذه الصنعة حيث إن مجلس الوعظ فى تلك الازمنة لا يخلو من النساء وهنّ ناظرات الى المذكّر لا محالة ، والرأس عورة للأجنبيّة بالاجماع ، فمنذ وقع ذلك فى خلدى احتلت للخروج عن حرمة هذه الشبهة ببسط عذبة العمامة على الرأس عند رفعها جمعاً بين مقتضى التكليف والشعار .
وقبل هذا كله ربما تلحقنى من عوار تلك الضّوأة خجل فظيع ، فقلت لجماعة من مهرة متطبّبى دار الخلافة فى ذلك ، فقالوا : علاجها أن تشق الجلدة وتبتّ القدّه ثمّ تأسّى الشجّة وتلأم الجرحة وليس غير .
قلت : معاذ اللّه من ذى المداواة المُدوية ! وحاش للّه أن يقطع باختيارى الاسى بالحديد رأسى ! فأكون كالباحث عن الشِقرة بظلفه ، فثنيت عنهم الكشح وثنّيت استعلاج الجرح بالرّجوع إلى هولاء الفتية الذين نشأوا بمدرسة النظام ممّن ربّاهم معلّم العصر ربُّ الفنون وزير العلوم اعتضاد السّلطنه ـ شفّع اللّه عزّه في هذه بالسّعادة فى الأخرى ـ ؛ اذ اولئك الاحداث قد جمعوا بين الصناعتين الافرنجيه والايرانية ، ولهم فى عمل اليد يد طولى ، والسّلعة داخلة فى موضوع هذا الباب .
فاستطببتُ غير واحد منهم فلم يزيدوا في ذكر العلاج على ما قاله الاوّلون ، فقلت : اذاً اظنّك ـ يا سلعة ! ـ غير مفارقة لمفرقى ما غبا غبيس .
وكان الناس يومئذ محرمين ، والشهر اول الرجبين ، وانا على عزيمة زيارة عبدالعظيم عليه السلام برسمى الذى اعتدته مذ عدت من مشهد سيدنا الامام ابى الحسن على بن موسى صلوات اللّه عليهما ، وجاورت دار الخلافة باذن اللّه تعالى ، فنوديت فى روعى أن : يا ايّها الانسان ! ما اغفلك هذا الحدثان ؟ ! يسميك فيه الاساة حرّ الحديد وانت لا ۲ تاوى الى ذلك الركن الشديد ولا تدرى

1.كذا .

2.در چاپ سنگى : الى .

  • نام منبع :
    روح و ريحان ج4
    سایر پدیدآورندگان :
    حسيني اشكوري، سيد صادق
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1382
    نوبت چاپ :
    اوّل
تعداد بازدید : 152276
صفحه از 400
پرینت  ارسال به