213
مكاتيب الأئمّة ج3

الفصل الّثاني : المكاتيب الّتي لم يعثر على نصّها و الكتب المنسوبة إليه عليه السلام

11

كتابُه عليه السلام إلى يزيد

بعد واقعة الحرَّة

قال عبد الملك بن نوفل : حدَّثني حبيب ، أنَّه بلغه في عشرة ، قال : فلم أبرحْ حتَّى رأيت يزيد بن معاوية خرج إلى الخيل يتصفَّحها ويَنظر إليها .. . وفَصَل ذلك الجيش من عند يزيد وعليهم مسلم بن عُقْبة ، وقال له :
إنْ حدَث بك حدَثٌ فاستخلفْ على الجيش حُصين بن نُمَير السَّكونيّ ، وقال له : ادعُ القوم ثلاثاً ، فإنْ هم أجابوك وإلاَّ فقاتلهم ، فإذا أظهرتَ عليهم فأبِحْها ثلاثاً ، فما فيها من مال أو رِقَةٍ ۱ أوْ سِلاح أو طعام فهو للجند ، فإذا مضت الثلاثُ فاكفُف عن النَّاس ؛ وانظر عليّ بن الحسين ، فاكففْ عنه واستَوصِ به خيراً ، وأدنِ مجلسه ،
فإنَّه لم يدخل في شيء مِمَّا دخلوا فيه ، وقد أتاني كتابُه .. . ۲
أقول : لم يذكر لفظ الكتاب .

1.في حديث : «فهاتوا صدقَةَ الرِّقَة» يُريدُ الفضّةَ والدَّراهِمَ المضروبةَ منها (النهاية : ج ۲ ص ۲۵۴ «رقَه») .

2.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۸۴ ، الكامل في التاريخ : ج ۴ ص ۱۱۲.


مكاتيب الأئمّة ج3
212

49 ـ وأمَّا حقُّ أهل مِلَّتِكَ عامَّةً :

۰.فإضْمارُ السَّلامَةِ ، ونَشْرُ جَناحِ الرَّحْمةِ ، والرِّفْقُ بمُسِيئِهم ، وتألُّفُهُم ، واسْتِصْلاحُهم ، وشكرُ محسِنِهم إلى نفسهِ وإلَيكَ ، فإنَّ إحسانَهُ إلى نفسِهِ إحسانُهُ إلَيكَ إذا كَفَّ عَنكَ أذَاهُ ، وكفاكَ مَؤونَتَهُ ، وحبَس عَنكَ نفسَهُ ، فعُمَّهم جَميعاً بِدَعوَتِكَ ، وانْصُرْهُم جَميعاً بِنُصْرَتِكَ ، وأنزلهم جميعاً مِنكَ مَنازِلَهم ، كبيرَهم بِمَنزلَةِ الوَالدِ ، وصغيرَهم بِمَنزلَةِ الْوَلَدِ ، وأوْسَطَهم بِمَنزلَةَ الأخِ ، فمَن أتاك تَعاهَدتَهُ بلُطْفٍ ورَحمَةٍ ، وَصِلْ أخاكَ بِما يَجِبُ للأخِ على أخيهِ .

50 ـ وأمَّا حَقُّ أهلِ الذِّمَّةِ :

۰.فالحكمُ فيهم أنْ تَقْبَلَ مِنهم ما قبِلَ اللّه ُ ،وتَفِيَ بِما جعَلَ اللّه ُ لَهُم من ذمَّتِهِ وعَهْدِهِ ،وتكِلَهُمْ إليهِ فيما طَلِبوا من أنفُسِهِم ، وأُجْبِروا عَلَيه ، وتَحْكُمَ فيهم بما حَكَم اللّه ُ بهِ على نَفسِكَ فيما جرَى بَينَكَ وبينَهُم من مُعامَلَةٍ ، وَليَكُن بينَكَ وبَينَ ظُلمِهِم من رِعايَةِ ذِمَّةِ اللّه ِ ، والوفاءِ بِعَهدِهِ وعَهدِ رسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله حائِلٌ ، فإنَّهُ بلَغَنا أنَّهُ قالَ : من ظَلَمَ مُعاهَداً كُنتُ خَصْمَهُ فاتَّق اللّه َ ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلاَّ باللّه ِ .
فَهذهِ خمسونَ حقَّاً مُحِيطاً بِكَ ، لا تخْرُج مِنها في حالٍ مِنَ الأحوالِ ، يجِبُ عَلَيكَ رِعايَتُها ، والعَمَلُ في تأْدِيَتِها ، والاستعانَةُ باللّه ِ جَلَّ ثناؤهُ على ذلِكَ ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلاَّ باللّه ِ ، والحمدُ للّه ِ ربِّ العالمينَ . ۱

1.تحف العقول : ص ۲۵۵.

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج3
    سایر پدیدآورندگان :
    فرجی، مجتبی
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1384
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 43351
صفحه از 340
پرینت  ارسال به