99
مكاتيب الأئمّة ج3

فكتب إليه معاوية : من عِندِ عَبدِ اللّه ِ مُعاوِيَةَ أميرِ المُؤمِنينَ إلى الحُسَينِ بن عَلِيٍّ :
سلامٌ عليكَ ، أمَّا بَعدُ ؛ فإنَّ كتابَكَ ورَدَ عَلَيَّ تذكُر أنَّ عِيْراً مرَّت بِكَ مِنَ اليَمَنِ تَحمِلُ مالاً وَحُلَلاً وَعَنْبَراً وَطِيْباً إليَّ لأُودِعَها خَزَائِنَ دِمَشقَ ، وأعُلُّ بها بَعدَ النَّهَلِ بني أبي ، وأنَّكَ احتَجتَ إليها فَأخَذتَها وَلَم تَكُن جَديراً بِأَخذِها إذْ نَسَبتَها إليَّ ؛ لأنَّ الوالي أحقُّ بالمالِ ، ثُمَّ عَلَيهِ المَخرَجُ مِنهُ ، وَأيمُ اللّه ِ ، لو تُرِكَ ذلِكَ حَتَّى صارَ إليَّ ، لم أبْخَسْكَ حَظَّكَ مِنهُ ، وَلكنِّي قَد ظَنَنتُ يابنَ أخي أنَّ في رأسِكَ نَزْوَةً ، وَبِوُدِّي أن يَكونَ ذلِكَ في زَماني فَأَعرِفَ لَكَ قَدرَكَ ، وأتجاوَزَ عن ذلِكَ ، وَلكنِّي واللّه ِ ، أتخوَّفُ أنْ تُبتلى بِمَن لا يُنظِرُكَ فُواقَ ناقَةٍ .
وكتب في أسْفَل كتابه :
يا حسينُ بنَ عليّ ليس ماجِئتَ بالسَّائغِ يوماً في العِلَلْ
أَخذُكَ المالَ وَلم تُؤْمَرْ بهِإنَّ هذا مِن حُسينٍ لعَجَلْ
قَد أجزْناها وَلَم نَغْضَبْ لَهاواحتمَلْنا مِن حُسَينٍ ما فَعَلْ
يا حُسينُ بنَ عليٍّ ذَا الأمَللَكَ بعدِي وَثْبَةٌ لا تُحْتَمَلْ
وبِوُدِّي أنَّني شاهِدُهافأليها مِنكَ بالخُلْقِ الأجَلْ
إنَّني أرْهَبُ أنْ تَصْلَى بِمَنعِندَهُ قَد سَبَقَ السّيفُ العَذَلْ۱
وهذِهِ سَعَةُ صَدرٍ وفراسَةٌ صادِقةٌ . ۲

1.سبق السيف العذل : يضرب لما قد فات ، وأصل ذلك أنّ الحرث بن ظالم ضرب رجلاً فقتله ، فأخبر بعذره ، فقال : سبق السيف العذل (لسان العرب : ج ۱۱ ص ۴۳۸) .

2.شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج ۱۸ ص ۴۰۹ وراجع : البداية والنّهاية : ج ۸ ص ۱۶۲.


مكاتيب الأئمّة ج3
98

2

كتابُه عليه السلام إلى معاوية

بعد حيازته عليه السلام قافلة من اليمن

۰.ورد في شرح نهج البلاغة :
كان مالٌ حُمِل من اليَمن إلى معاوية ، فلمَّا مرَّ بالمدينة وَثَبَ عليه الحسينُ بن عليّ عليه السلام ، فأخَذَه وقَسَمَه في أهل بيته ومواليه ، وكتب إلى معاوية :
من الحسين بن عليّ إلى معاوية بن أبي سفيان :
أمَّا بَعدُ ؛ فَإنَّ عِيْرا مرَّت بِنا مِنَ اليَمنِ ، تَحمِلُ مالاً وَحُلَلاً وَعَنْبَراً وَطِيْباً إليكَ لِتُودِعَها خَزائِنَ دِمشقَ ، وَتَعُلُّ ۱ بها بَعدَ النَّهَلِ ۲ بَني أبيكَ ، وَإنِّي احتَجتُ إليها
فَأَخَذتُها ، والسَّلام .

1.علّه : إذا سقاه السّقية الثانية (الصّحاح : ج ۵ ص ۱۷۷۳) .

2.النهل : الشّربُ الأوّل (الصّحاح : ج ۵ ص ۱۸۳۷) .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج3
    سایر پدیدآورندگان :
    فرجی، مجتبی
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1384
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 43829
صفحه از 340
پرینت  ارسال به