الفصل الأوّل : الحثّ على الإيثار
الكتاب
«وَ يُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ۱ وَ مَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ » . ۲
«وَ يُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَ يَتِيمًا وَ أَسِيرًا* إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لاَ نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَ لاَ شُكُورًا » . ۳
الحديث
۱.الكافي عن أبان بن تغلب :قُلتُ [لِأَبي عَبدِاللّهِ عليه السلام ] : أخبِرني عَن حَقِّ المُؤمِنِ عَلَى المُؤمِنِ .
فَقالَ : يا أبانُ ، دَعهُ لا تَرِدهُ .
قُلتُ : بَلى ـ جُعِلتُ فِداكَ ! ـ فَلَم أزَل اُرَدِّدُ عَلَيهِ.
فَقالَ : يا أبانُ ، تُقاسِمُهُ شَطرَ ۴ مالِكَ ، ثُمَّ نَظَرَ إلَيَّ فَرَأى ما دَخَلَني، فَقالَ : يا أبانُ ، أما تَعلَمُ أنَّ اللّهَ عز و جل قَد ذَكَرَ المُؤثِرينَ عَلى أنفُسِهِم ۵ ؟
قُلتُ : بَلى جُعِلتُ فِداكَ!
فَقالَ : أمّا إذا أنتَ قاسَمتَهُ فَلَم تُؤثِرهُ بَعدُ ، إنَّما أنتَ وهُوَ سَواءٌ ؛ إنَّما تُؤثِرُهُ إذا أنتَ أعطَيتَهُ مِنَ النِّصفِ الآخَرِ. ۶
1.الخَصاصَة : الفَقر والحاجَة إلى الشيء (النهاية : ج ۲ ص ۳۷ «خصص») .
2.الحشر : ۹ .
3.الإنسان : ۸ و ۹ .
4.الشَّطْر : النِّصف (النهاية : ج ۲ ص ۴۷۳ «شطر»).
5.إشارة إلى قوله تعالى : «وَ يُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ» .
6.الكافي : ج ۲ ص ۱۷۲ ح ۸ ، مصادقة الإخوان : ص ۱۴۱ ح ۲ نحوه ، بحار الأنوار : ج ۷۴ ص ۲۴۹ ح ۴۶ .