أربعون حديثاً - صفحه 118

ونجومها. ألا وإنّ العلم حياة القلوب من الجهل, ونور الأبصار من الظلمة, وقوّة الأبدان من الضعف, يبلغ بالعبد منازل الأخيار ومجالس الأبرار والدرجات العلى في الآخرة والأولى, الذكر فيه يعدل بالصيام ومدارسته بالقيام, به يطاع الربّ ويعبد, وبه توصل الأرحام, وبه يعرف الحلال والحرام, العلم إمام العمل والعمل تابعه, يلهمه السّعدآء ويحرمه الاشقياء, فطوبى لمن لم يحرمه اللّه منه حظّه) ۱ وفى معناه مارواه الصدوق في الصحيح عن الأصبغ بن نباتة عن أميرالمؤمنين ـ عليه السّلام ـ.

الحديث الثاني: حديث كميل

۰.وبالأسانيد المتوا ترة عن السّيد الأعظم رضيّ الدّين رضي اللّه تعالى عنه, عن كميل بن زياد النخعيّ صاحب أسرار أميرالمؤمنين ـ صلوات اللّه عليه ـ قال كميل:أخذ بيدى أميرالمؤمنين ـ صلوات اللّه عليه ـ فأخرجني إلى الجبّان, فلمّا أصحر تنفّس الصّعدآء ثم قال: (يا كميل, إنّ هذه القلوب أوعية فخيرها أوعاها, فاحفظ عنّي ما أقول لك:
النّاس ثلاثة: عالم ربانيّ, ومتعلّم على سبيل نجاة, وهمج رعاع أتباع كل ناهق يميلون مع كل ريح, لم يستضيئوا بنور العلم ولم يلجؤوا إلى ركن وثيق.
ييا كميل, العلم خيرٌ من المال, العلم يحرسك وأنت تحرس المال, والمال تنقصه النفقة والعلم يزكو على الإنفاق, وصنيع المال يزول بزوا له.
ييا كميل بن زياد, معرفة العلم دين يدان به, يكسب الإنسان الطاعة في حياته وجميل الاحدوثة بعد وفاته, والعلم الحاكم والمال محكومٌعليه.
ييا كميل بن زياد, هلك خزّان الأموال وهم أحياء, والعلماء باقون ما بقي الدّهر, أعيانهم مفقودة وأمثالهم في القلوب موجودة. ها إنّ ها هنا لعلما جمّا (وأشار إلى صدره) لو أصبت له حملة! بلى أصيب لقنا غير مأمون عليه مستعملا آلة الدين للدنيا, ومستظهرا

1.فى المصدر:(وبذل لأهله).

صفحه از 140