أربعون حديثاً - صفحه 123

لاهيا عني! أعطيته بجودي ما لم يسألني ثم أنتزعه عنه فلم يسألني ردّه وسأل غيري!
أ فيراني أبدأ بالعطايا قبل المسألة, ثم أسأل فلا أجيب سائلي!, أ بخيل أنا فيبخّلني عبدي! أ وليس الجود والكرم لي! أ وليس العفو والرّحمة بيدي! أ وليس أنا محلّ الآمال فمن يقطعها دوني! أفلا يخشى المؤمّلون أن يؤمّلوا غيرى!؟ فلو أنّ أهل سماواتى وأهل أرضي أمّلوا جميعا ثم أعطيت كلّ واحد منهم مثل ما أمّل الجميع ما انتقص من ملكي مثل عضو ذرّة, وكيف ينقص ملكٌ أنا قيّمه؟! فيا بؤسا للقانطين من رحمتي, و يا بؤسا لمن عصاني ولم يراقبني!). ۱

الحديث الثامن: حديث التردّد

۰.فى الصحيح عن أبان بن تغلب, عن أبي جعفر باقر علم النبيّين ـ صلوات اللّه عليه ـ قال:لمّا أسري بالنّبيّ ـ صلّى اللّه عليه وآله ـ قال ـ صلّى اللّه عليه وآله ـ : يا ربّ ما حال المؤمن عندك؟ قال تعالى:(يامحمّد, من أهان لي وليّا فقد بارزني بالمحاربة, وأنا أسرع شيء إلى نصرة أوليائي, وما تردّدت عن شيء أنا فاعله كتردّدي عن وفاة المؤمن يكره الموت و أكره مساءته. وإنّ من عبادي المؤمنين من لايصلحه إلاّ الغنى لو صرفته إلى غير ذلك لهلك, وإنّ من عبادي المؤمنين من لايصلحه إلاّ الفقر ولو صرفته إلى غير ذلك لهلك. وما يتقرّب إليّ عبد من عبادي بشيء أحبّ إليّ ممّا افترضت عليه, وإنّه ليتقرّب إليّ بالنّافلة حتى أحبّه, فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الّذي يبصر به ولسانه الذي ينطق به ويده الّذي يبطش بها, إن دعاني أجبته, وإن سألني أعطيته). ۲

الحديث التاسع: ابتلاء اللّه

۰.في الصحيح عن الإمام أبي عبداللّه جعفر بن محمّد الصادق ـ صلوات اللّه عليهما ـ قال:(إنّ فيما أوحى اللّه ـ عزّ وجلّ ـ إلى موسى بن عمران ـ عليه السلام ـ: (يا موسى بن

1.الكافي,ج۲,ص۶۶; بحارالأنوار,ج۷۱,ص۱۳۰

2.قد نشر شرح هذا الحديث فى مجلة علوم الحديث,رقم ۳

صفحه از 140