وروى الكشّي قال : حدّثني حمدويه قال : حدّثني يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن سليمان بن خالد الأقطع قال : سمعت أبا عبداللّه يقول : «ما أجد أحدا أحيا ذكرنا وأحاديث أبي عليه السلام إلاّ زرارة ، وأبا بصير ليث المرادي ، ومحمّد بن مسلم ، وبريد بن معاوية العجلي ، ولو لا هؤلاء ما كان أحد يستنبط هذا». ۱
وغيرها من الروايات التي تجدها مبثوثة في كتاب رجال الكشّي وكتب الحديث والرجال التي يظهر منها أنّ الأئمّة عليهم السلام مارسوا عملية الجرح بحث الوضّاعين والكّذابين والمجاهيل ، والتعديل والتوثيق للمؤمنين الصالحين الصادقين في القول والنقل ، أمثال: زرارة، ومحمّد بن مسلم، وبريد بن معاوية، ويونس بن عبدالرحمن، وعبدالعظيم الحسني وغيرهم ، وكل ما قاله أو نقله هؤلاء الثقات في حديث أو جرح أو تعديل فهو حجّة لوثاقتهم وتوثيقهم وكل من جاء توثيقهم عنهم بنصّ منقول ـ كما في رجال الكشّي ـ أو شهادة فهو حجّة كذلك ، وبهذا ترتبط سلسلة الجرح والتعديل بأهل البيت عليهم السلام .
المرحلة الثالثة : التصنيف في علم الرجال
لما رأى أصحاب الأئمّة وخاصتهم أنّهم قد صدر منهم مدح وتوثيق لبعض الرواة عنهم ، وذم ولعن وتبرئ من الوضّاعين والكذابين والمنحرفين أصبحوا يتحسسون ضرورة تدوين أسماء الرجال الرواة عنهم ؛ لكي يحفظوا للأجيال اللاحقة مقياسا للتوثيق والتضعيف ، فكان علم الرجال من العلوم الإسلامية التي اهتمها أصحاب الأئمّة بشكل بارز ، حتّى صنّفت كتب عديدة في عصر الأئمّة وفي عصر الغيبة الكبرى ، وأهم الكتب الرجالية في تلك الفترة هي :
1 . كتاب الرجال لأبي محمّد عبداللّه بن جبلة الكناني ، وهو أول من صنف في