111
الضّعفاء من رجال الحديث ج1

وأول من ذكر مصطلح مجهول الحال من الرجاليين ابن داوود ، في الفضل بن الحارث حيث قال : إنّه مجهول الحال. ۱
ومن الفقهاء الفاضل الآبي (م 690 ق ) قال في جملة من الرواة إنّهم مجهولو الحال : إسماعيل بن مرار، وحمزة بن حمران، وسعيد الأعرج وغيرهم. ۲
والمشهور بين الفقهاء والرجاليين التوقّف في قبول قول مجهول الحال حتّى يخرج عن الجهالة إلى الوثاقة أو بالعكس ، وقد يلحق بمجهول الحال المستور ، وهو من جهلت عدالته باطنا لا ظاهرا ، أي لم يوقف منه على مفسّق ، ولم ينص أحد على تعديله ، وهو المهمل ، فقد ذهب القدماء إلى قبول روايته كابن داوود ، فقد عد المهملين مع الثقات الذين تقبل روايتهم ، ومنهم من أهملهم وتوقّف في روايتهم كالعلاّمة الحلّي وغيره ، ومنهم من عدهم من الضعفاء كالجزائري في حاوي الأقوال .
إنّ هناك فرقا بين مصطلح العلاّمة وابن داوود ، ومصطلح المتأخّرين في لفظ المجهول . فالمجهول في كلامهما غير المهمل الذي عنونه الرجاليون ولم يضعفوه ، بل المراد منه من صرّح أئمّة الرجال فيه بالمجهولية ، وهو أحد ألفاظ الجرح ، ولذا لم يعنوناه إلاّ في الجزء الثاني من كتابيهما المعد للمجروحين ، وقد عقد ابن داوود فيهم فصلاً في آخر الجزء الثاني من الكتاب ، كما عقد فصلاً لكل من المجروحين من العامة والزيدية والواقفية وغيرهم ، بينما المجهول في كلام المتأخّرين ـ من الشهيد الثاني والمجلسي والمامقاني ـ أعم منه ومن المهمل الذي لم يُذكر فيه مدح ولا قدح ، وقد عرفت أنّ العلاّمة لا يعنون المهمل أصلاً ، وابن داوود يعنونه في الجزء الأوّل كالممدوح ، وكان القدماء يعملون بالمهمل كالممدوح ، ويردون المجهول ، وقد تفطّن إلى ذلك ابن داوود. ۳

1.رجال ابن داوود : ص ۲۶۶ .

2.كشف الرموز : ج ۱ ص ۲۲۴ و۳۷۲ .

3.كليات في علم الرجال : ص ۱۲۲ .


الضّعفاء من رجال الحديث ج1
110

أقول : هو أدنى مراتب القدح ويُعتبر من ألفاظ الذم ، وقد يستفاد منه في نفي المرتبة مع القرينة الحالية في الحكم ، أو بقرينة مقالية كقولهم : «ليس بذلك القوي» أو «ليس بذلك الثقة» أو «ليس بذلك الوجه» أو «ليس بذاك البعيد» . ويتأكّد الذم بقولهم «ليس بذاك العدل» أو «ليس بالمرضي» .

المجهول :

ذكر الشيخ الطوسي في رجاله وصف بعض الرجال بقوله «مجهول» ولعلّه أراد فيه مجهول العين ، أو مجهول الحال أو مجهول المذهب .
ومجهول العين : هو من لا يعرفه العلماء ، ولم يعرف حديثه إلاّ من جهة واحدة . ولولا رواية هذا الواحد لما عد هذا المجهول في عداد الرواة. ۱ وقد يعبّر عنه بقولهم «لا نعرفه» كما قال النجاشي في سعيد بن مسلم لا نعرفه .
وفي أبيطالب الأزديالبصري، قال: لانعرفه إلاّ من جهة محمّد بن خالد البرقي.
ويحتمل فيه الاختلاق إذا كان الراوي عنه وضّاع ، يختلق الأسانيد ، كما في إبراهيم بن عبيداللّه بن العلا، قالوا : «لا نعرفه إلاّ بما ينسب إليه عبداللّه بن محمّد البلوي وعمارة بن زيد الخيواني الهمداني . صرّح البلوي باختلاقه حينما سُئل من عمارة بن زيد هذا الذي حدثك ؟ قال : رجل نزل من السماء حدّثني ثم عرج ۲ » .
إذا يُحتمل اختلاق مجهول العين إذا انحصر ذكره عن كذّاب وضّاع .
مجهول الحال : وهو مَن علمت عينه بروايته اثنين عنه ، لكن جهلت عدالته ظاهرا أو باطنا. ۳

1.دراسات في منهج النقد عند المحدثين : ص ۲۷۲ .

2.رجال النجاشي : ص ۳۰۳ الرقم ۸۲۷ .

3.دراسات في منهج النقد عند المحدثين : ص ۲۷۳ .

  • نام منبع :
    الضّعفاء من رجال الحديث ج1
    سایر پدیدآورندگان :
    الأسدي، عادل حسن
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1384
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 151612
صفحه از 560
پرینت  ارسال به