113
الضّعفاء من رجال الحديث ج1

متعددة ، فقد ذكر الوحيد البهبهاني سبعة أصناف للمفوضة ، وفي الارتفاع الذي يرفع مقام الأئمّة إلى درجة الغلو ، وقد يكون دون ذلك .
وفي مثل هذا الصنف يجب الفحص عن نوع التفويض والارتفاع قبل الحكم .
وإن كان المتبادر عند اطلاقه ما يوجب الطعن ؛ لأنّهم في مقام الحكم .
3 . بعض الرجال نُسبوا إلى إحدى الفِرَق الفاسدة ؛ وذلك لأنّهم التحقوا بتلك الفِرَق لشبهة طرأت لديهم ، كبعض الواقفية والفطحية وغيرهم في وقت الحيرة ، وقد عاد بعضهم إلى الإمام الحق بمجرد أن ارتفع الشك ، ومن ثبت رجوعه لا يصح الحكم عليه بأنّه فاسد العقيدة .
ومن تلك الألفاظ التي بحاجة إلى شرح هي :

الغلو :

الغلو : مصطلح من مصطلحات العقيدة أُخذ من قوله تعالى : « يَـأَهْلَ الْكِتَـبِ لاَ تَغْلُواْ فِى دِينِكُمْ »۱ .
خوطب به أهل الكتاب ؛ لأنّ اليهود غلو في السيّد المسيح بحطهم إياه عن منزلته الدينية ؛ ولأنّ النصارى غلو فيه فرفعوه فوق منزلته الدينية. ۲
ومن الشيعة من غالى في أهل البيت ورفعهم فوق منزلتهم ، لذا وصف بعض الرجال بالغلو ، فيقال : «فلان غالٍ» وأمثالها من العبائر .
قال المامقاني : لا يخفى عليك أنّه قد كثر رمي رجال بالغلو ، وليس من الغلاة ، عندالتحقيق فينبغيالتأمل والاجتهاد في ذلك، وعدم المبادرة إلى القدح بمجرد ذلك. ۳
وقال الوحيد البهبهاني : اعلم أنّ كثيرا من القدماء سيّما القمّيين منهم وابن

1.المائدة : ۷۷ .

2.أُصول الحديث : ص ۱۲۳ .

3.مقباس الهداية : ج ۲ ص ۳۹۷ .


الضّعفاء من رجال الحديث ج1
112

وفي تعابير متأخّري المتأخّرين ، والمعاصرين أنّ المجهول يطلق على المهمل وغيره .
القسم الآخر: ألفاظ فيالجرح والتعديل نظرالفساد عقيدة الراوي ومخالفته للحق.
ويمكن تقسيمهم إلى ثلاثة أصناف ، لكل صنف خصوصيته في أفكاره وآرائه وسلوكه في الرواية والالتزام بالصدق بالقول والعمل .
1. من كان ديدنهم الكذب والوضع والاختلاق والعناد فيالباطل كالغلاة، كما جاء:
في رجال الكشّي : عن حمدويه وإبراهيم قالا : حدّثنا العبدي عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبداللّه عليه السلام ، وذكر الغلاة فقال : إنّ فيهم من يكذب حتّى إنّ الشيطان ليحتاج إلى كذبه. ۱
وفي الصحيح عن مرازم، قال : قال أبو عبداللّه عليه السلام : للغالية توبوا إلى اللّه ، فإنّكم فسّاق كفّار مشركون. ۲
وفي الواقفية : عن يونس بن يعقوب، قال : قلت لأبي الحسن الرضا عليه السلام : أُعطي هؤلاء الذين يزعمون أنّ أباك حي من الزكاة ؟ قال : لا تعطهم ؛ فإنّهم كفّار مشركون زنادقة. ۳
ومنهم من كان يضع الحديث انتصارا لمذهبه أو يكتم الحق والشهادة ويستأثر بأموال الإمام عليه السلام وغيرهم من المذاهب الضالّة فهم سواء في الحكم، كما جاء عن محمّد بن الحسن ، قال : حدّثني أبو علي الفارسي، قال : حكى منصور ، عن الصادق علي بن محمّد بن الرضا عليه السلام ، إنّ الزيدية والواقفة والنصاب بمنزلة عنده سواء. ۴
من كان منهم ينسب إلى مذهب فاسد ، كالتفويض والارتفاع الذي يحمل معان

1.رجال الكشّي : ج ۲ ص ۵۸۷ الرقم ۵۲۶ .

2.رجال الكشّي : ج ۲ ص ۵۸۷ الرقم ۵۲۸ .

3.رجال الكشّي : ج ۲ ص ۷۵۶ الرقم ۸۶۲ .

4.رجال الكشّي : ج ۲ ص ۴۹۵ الرقم ۴۱۰ .

  • نام منبع :
    الضّعفاء من رجال الحديث ج1
    سایر پدیدآورندگان :
    الأسدي، عادل حسن
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1384
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 179026
صفحه از 560
پرینت  ارسال به