115
الضّعفاء من رجال الحديث ج1

عيسى ، كتب إليه عليه السلام في قوم يتكلمون ويقرؤون أحاديث ينسبونها إليك وإلى آبائك ، . . . ومن أقاويلهم أنّهم يقولون : إنّ قول اللّه تعالى : « إِنَّ الصَّلَوةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَآءِ وَ الْمُنكَرِ »۱ معناها رجل لا سجود ، ولا ركوع ، وكذلك الزكاة معناها ذلك الرجل ، لا عدد درهم ولا إخراج مال ، وأشياء من الفرائض والسنن والمعاصي ، تأولوها وصيروها على هذا الحد الذي ذكرت . . . الخبر. ۲
وأكثر القدماء طعنا بالغلو ابن الغضائري أنّه يتسرع إلى الجرح ، فلا عبرة بطعونه . مع أنّ الذي وجدناه بالسبر في الذين وقفنا على كتبهم ممّن طعن فيهم ككتاب استغاثة علي بن أحمد الكوفي ، وكتاب تفسير محمّد بن القاسم الإسترآبادي ، وكذلك كتاب الحسن بن عباس بن حريش على نقل الكافي تسعة من أخباره في باب شأن « إِنَّـآ أَنزَلْنَـهُ »۳ أنّ الأمر كما ذكر ، والرجل نقاد ، وقد قوى ممّن ضعفه القمّيون جمعا ، كأحمد بن الحسين بن سعيد ، والحسين بن شاذويه ، والزيدين ـ الزراد ، والنرسي ـ ومحمّد بن أُورمة ، بأنّه رأى كتبهم وأحاديثهم صحيحة. ۴

الارتفاع في القول والمذهب :

يراد به أنّ الراوي يعتقد أو يقول ما يرتفع بصفات الإمام إلى مستوى الغلو . وسُمي بالارتفاع ؛ لأنّ الغلو على قسمين غلو بالحط ، وغلو بالرفع. ۵

التفويض :

وصف بعض الرواة بالقول بالتفويض أو أنّهم من المفوضة . والتفويض يطلق على معان كثيرة منها الفاسد ومنها الصحيح ، ذكر المامقاني منها تسعة معانٍ في كتابه

1.العنكبوت : ۴۵ .

2.رجال الكشّي : ج ۲ ص ۸۰۲ الرقم ۹۹۴ .

3.في عدّة سور منها سورة القدر : ۱ .

4.قاموس الرجال : ج ۱ ص ۶۶ ـ ۶۸ .

5.أُصول الحديث : ص ۱۲۴ .


الضّعفاء من رجال الحديث ج1
114

الغضائري كانوا يعتقدون للأئمّة عليهم السلام منزلةً خاصة من الرفعة والجلال ، ومرتبة معيّنة من العصمة والكمال بحسب اجتهادهم ورأيهم ، وما كانوا يجوزون التعدي عنها ، وكانوا يعدون التعدي ارتفاعا وغلوا على حسب معتقدهم ، حتّى إنّهم جعلوا مثل نفي السهو عنهم غلوا . . . ، ونقل العجائب من خوارق العادات عنهم ، والإغراق في شأنهم أو جلالهم وتنزيههم عن كثير من النقائص ، وإظهار كثرة قدرة لهم وذكر علمهم بمكنونات السماء والأرض ارتفاعا أو موروثا للتهمة به ، سيما الغلاة كانوا مختفين في الشيعة ، مخلوطين بهم ومدلسين. ۱
وقد أجاد المحقّق التستري في دفع الوهم عن القدماء في معنى الغلو، وقال : كثيرا ما يرد المتأخّرون طعن القدماء في رجل بالغلو بأنّهم رموه به لنقله معجزاتهم . وهو رد غلط ، فإنّ كونهم عليهم السلام ذوي معجزات من ضروريات مذهب الإمامية ، وهل معجزاتهم وصلت إلينا إلاّ بنقلهم ؟ وإنّما مرادهم بالغلو ترك العبادة اعتمادا على ولايتهم عليهم السلام ، فروى أحمد بن الحسين الغضائري ، عن الحسن بن محمّد بن بندار القمّي ، قال : سمعت مشايخي يقولون : إنّ محمّدا بن أُورمة لما طعن عليه بالغلو بُعث إلى الأشاعرة ليقتلوه ، فوجدوه يصلّي اللّيل من أوله إلى آخره ، ليالي عدّة ، فتوقّفوا عن اعتقادهم .
وعن فلاح السائل لعلي بن طاووس ، عن الحسين بن أحمد المالكي ، قلت لأحمد بن مالك الكرخي : عمّا يقال في محمّد بن سنان من أمر الغلو ، فقال : معاذاللّه ! هو واللّه علّمني الطهور .
وعنون الكشّي جمعا ، منهم علي بن عبداللّه بن مروان ، وقال : إنّه سأل العيّاشي عنه ؟ فقال : وأمّا علي بن عبداللّه بن مروان ، فإنّ القوم ـ يعني الغلاة ـ يمتحنون في أوقات الصلاة ، ولم أحضره وقت صلاة .
وعنون الكشّي أيضا الغلاة في وقت الهادي عليه السلام ، وروى عن أحمد بن محمّد بن

1.ذيل رجال الخاقاني : ص ۳۹ ؛ عدّة الرجال : ج ۱ ص ۱۵۵ .

  • نام منبع :
    الضّعفاء من رجال الحديث ج1
    سایر پدیدآورندگان :
    الأسدي، عادل حسن
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1384
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 151552
صفحه از 560
پرینت  ارسال به