عيسى ، كتب إليه عليه السلام في قوم يتكلمون ويقرؤون أحاديث ينسبونها إليك وإلى آبائك ، . . . ومن أقاويلهم أنّهم يقولون : إنّ قول اللّه تعالى : « إِنَّ الصَّلَوةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَآءِ وَ الْمُنكَرِ »۱ معناها رجل لا سجود ، ولا ركوع ، وكذلك الزكاة معناها ذلك الرجل ، لا عدد درهم ولا إخراج مال ، وأشياء من الفرائض والسنن والمعاصي ، تأولوها وصيروها على هذا الحد الذي ذكرت . . . الخبر. ۲
وأكثر القدماء طعنا بالغلو ابن الغضائري أنّه يتسرع إلى الجرح ، فلا عبرة بطعونه . مع أنّ الذي وجدناه بالسبر في الذين وقفنا على كتبهم ممّن طعن فيهم ككتاب استغاثة علي بن أحمد الكوفي ، وكتاب تفسير محمّد بن القاسم الإسترآبادي ، وكذلك كتاب الحسن بن عباس بن حريش على نقل الكافي تسعة من أخباره في باب شأن « إِنَّـآ أَنزَلْنَـهُ »۳ أنّ الأمر كما ذكر ، والرجل نقاد ، وقد قوى ممّن ضعفه القمّيون جمعا ، كأحمد بن الحسين بن سعيد ، والحسين بن شاذويه ، والزيدين ـ الزراد ، والنرسي ـ ومحمّد بن أُورمة ، بأنّه رأى كتبهم وأحاديثهم صحيحة. ۴
الارتفاع في القول والمذهب :
يراد به أنّ الراوي يعتقد أو يقول ما يرتفع بصفات الإمام إلى مستوى الغلو . وسُمي بالارتفاع ؛ لأنّ الغلو على قسمين غلو بالحط ، وغلو بالرفع. ۵
التفويض :
وصف بعض الرواة بالقول بالتفويض أو أنّهم من المفوضة . والتفويض يطلق على معان كثيرة منها الفاسد ومنها الصحيح ، ذكر المامقاني منها تسعة معانٍ في كتابه