13
الضّعفاء من رجال الحديث ج1

رسول اللّه وإملائه من فلق فيه ، وخط علي بيمينه فيها كل حلال وحرام ، وكل شيء يحتاج إليه الناس حتّى الأرش في الخدش. ۱
وقد تداول الأئمّة كتب العلم ، وكانت من إرث النبوة وعلامات الإمامة وكانوا يروون السنّة عن رسول اللّه أما بالسلسلة الذهبية أو عن الكتب الموروثة ، وكان تلامذتهم يكتبون ما يسمعونه منهم فجمع ذلك المسموع في كتب بلغت حسب بعض الاحصاءات ثلاثة وخمسين وتسعمِئة أصلٍ، ۲ والمشهور منها ما يُدعى ب الأُصول الأربعمِئة .
ثُمَّ جاء الجيل الثاني من رواة الحديث فجمعوا تلك الكتب في كتب أكبر حجما منها وهي المجامع الحديثية الأربعة (الكافي وكتاب من لا يحضره الفقيه وتهذيب الأحكام والاستبصار) وكتب الصدوق وكامل الزيارات وبصائر الدرجات وقرب الإسناد والمحاسن وغيرها ، وكانوا ينقلون الأخبار من مصنّفات الأوائل بطرق المشايخ والرواة. ۳
ورغم اهتمام علماء مدرسة أهل البيت عليهم السلام بضبط الحديث وحمله وروايته وتدوينه وتصنيفه ، تعرّض لعملية الدس والوضع والتخريب من قبل الوضّاعين من الغلاة والكذابين والقصاصين والزنادقة والشعوبيين .
وبمرور الزمن انتقلت بعض الأخبار الموضوعة من مدرسة الخلفاء والزيدية والصوفية والفلاسفة ، أو من أصحاب المذاهب المنحرفة ، والإسماعيلية والنصيرية وغيرهم إلى كتب الحديث في مدرسة أهل البيت عليهم السلام .
ولوجود بعض الغلاة والزنادقة والضعفاء والقصاصين في طرق الروايات ، وضع

1.مكانة السنّة عند الشيعة الإمامية : ص ۱۲ ، بحث للمحقّق العلاّمة السيّد مرتضى العسكري ـ حفظه اللّه ـ أُلقي في الندوة العلمية العالمية حول «مكانة السُّنّة في الإسلام» في استانبول ۲۵/ج ۲ / ۱۴۱۶ ق ، ونشرَ في مجلة الفكر الجديد .

2.راجع كتاب كشف الأستار للسيّد الصفائي الخوانساري .

3.بعضهم نقل عن أُصول القدماء بالوجادة .


الضّعفاء من رجال الحديث ج1
12

تدوينها ونشرها، وصرّح أئمّة أهل البيت عليهم السلام بأنّهم يأخذون ما يروونه وما يفتون به من حديث رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم ، فقد قال الإمام أبو عبداللّه الصادق عليه السلام : لرجل سأله عن مسألة فأجابه فيها، فقال الرجل : أرأيت إن كان كذا وكذا ما يكون القول فيها ؟
فقال له: مه! ماأجبتك فيه من شيء فهوعن رسول اللّه صلى الله عليه و آله ،لسنامن أرأيت فيشيء. ۱
وعن أبي عبداللّه عليه السلام . قال : إنّا واللّه ما نقول بأهوائنا ولا نقول برأينا ولا نقول إلاّ ما قال ربنا ، وأصول عندنا نكنزها كما يكنز هؤلاء ذهبهم وفضتهم. ۲
فقد ورثوا السنّة ابنا عن أب ، عن أميرالمؤمنين علي عليه السلام ، عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم . قال أبو عبداللّه الصادق عليه السلام : حديثي حديث أبي ، وحديث أبي حديث جدي ، وحديث جدي حديث الحسين ، وحديث الحسين حديث الحسن ، وحديث الحسن حديث أمير المؤمنين عليهم السلام ، وحديث أمير المؤمنين حديث رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم ، وحديث رسول اللّه قول اللّه عز و جل. ۳
وفي الأمالي للطوسي وبصائر الدرجات وينابيع المودة عن أحمد بن محمّد ، عن الباقر ، عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله لأمير المؤمنين عليه السلام : اكتب ما أُملي عليك .
قال : يا نبي اللّه أتخاف عليَّ النسيان ؟
قال : لست أخاف عليك النسيان ، وقد دعوت اللّه لك أن يحفظك ولا ينسيك ، ولكن اكتب لشركائك .
قلت : ومن شركائي يا نبي اللّه ؟!
قال : الأئمّة من ولدك. ۴
وقد سمّى أئمّة أهل البيت عليهم السلام الكتاب الذي أملاه رسول اللّه على علي عليه السلام بالجامعة ، كما جاء في ست روايات في الكافي والوافي وبصائرالدرجات عن أبي عبداللّه عليه السلام . وموجزها أنّه قال : إنَّ عندنا الجامعة ، صحيفة طولها سبعون ذراعا بذراع

1.الكافي : ج ۱ ص ۵۸ ح ۲۱ ؛ الوافي : ج ۱ ص ۵۹ .

2.بصائر الدرجات : ص ۳۰۱ ح ۱۰ .

3.الكافي : ج ۱ ص ۵۳ ح ۱۴ ؛ الإرشاد : ج ۲ ص ۱۸۶ .

4.الأمالي للطوسي : ص ۴۴۱ ح ۹۸۹ ؛ بصائر الدرجات : ص ۱۶۷ ؛ ينابيع المودة : ص ۲۰ .

  • نام منبع :
    الضّعفاء من رجال الحديث ج1
    سایر پدیدآورندگان :
    الأسدي، عادل حسن
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1384
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 151621
صفحه از 560
پرینت  ارسال به