125
الضّعفاء من رجال الحديث ج1

يكن لمن تقدّم من أصحابنا على الشيخ ما يدانيهما جمعا واستيفاءً وجرحا وتعديلاً ، وقد لحظهما النجاشي رحمه الله في تصنيفه ، وكانا له من الأسباب الممدة والعلل المعدة ، وزاد عليهما شيئا كثيرا ، وخالف الشيخ في كثير من المواضع .
والظاهر في مواضع الخلاف وقوفه على ما غفل عنه الشيخ من الأسباب المقتضية للجرح في موضع التعديل ، والتعديل في موضع الجرح .
ب ـ تخصص النجاشي في علم الرجال وتفرغه له ، بخلاف الشيخ الطوسي فقد كان ـ كما هو معروف ـ مشاركا في علوم كثيرة ، فلم يتفرّغ لعلم الرجال .
ومن الطبيعي أنّ التفرغ يكسب صاحبه الخبرة الوفيرة والكبيرة في مجال التخصص .
ج ـ استمداد هذا العلم من علم الأنساب والآثار وأخبار القبائل والأمصار ، وهذا ممّا عُرف عن النجاشي رحمه اللهودلَّ عليه تصنيفه فيه واطلاع عليه ، كما يظهر من استطرداه بذكر الرجل ذكر أولاده وإخوته وأجداده ، وبيان أحوالهم ومنازلهم حتّى كأنّه واحد منهم .
د ـ إنّ أكثر الرواة عن الأئمّة عليهم السلام كانوا من أهل الكوفة ونواحيها القريبة ، والنجاشي كوفي، من وجوه أهل الكوفة ، من بيت معروف مرجوع إليه .
وظاهر الحال أنّه أخبرُ بأحوال أهله وبلده ومنشئه .
ه ـ اتصال النجاشي بابن الغضائري ، وهو من أعلام هذا العلم ، واستفادته منه بما انعكس على مؤلفه ، وبخلافه الشيخ الطوسي، فإنّه لم يقدّر له الاتصال به .
و ـ تقدم النجاشي واتساع طرقه ، وإدراكه كثيرا من المشايخ العارفين بالرجال ممّن لم يدركهم الشيخ ، كالشيخ أبي العباس أحمد بن علي بن نوح السيرافي ، وأبي الحسن أحمد بن محمّد الجندي ، وأبي الفرج محمّد بن علي الكاتب وغيرهم .
6 . التعارض في قولي شخص واحد، كالتعارض بين قولي الشيخ الطوسي في


الضّعفاء من رجال الحديث ج1
124

الطائفة أشهر من أن يحتاج إلى نقل الكلمات». ۱
وقال الشهيد الثاني في المسالك : «وظاهر حال النجاشي أنّه أضبط الجماعة وأعرفهم بحال الرجال». ۲
وقال سبطه في استقصاء الاعتبار في شرح الاستبصار بعد ذكر كلام النجاشي والشيخ في سماعة : «والنجاشي يقدّم على الشيخ في هذه المقامات ، كما يعلم من الممارسة» . ۳
وقال السيّد بحر العلوم : «بتقديمه صرّح جماعة من الأصحاب ، نظرا إلى كتابه الذي لا نظير له في هذا الباب ، والظاهر أنّه الصواب» . ۴
وقال السيّد حسن الصدر : «ثم اعلم أنّ أُصول كتب علم الرجال خمسة : كتابا الشيخ الطوسي الفهرست والرجال، وكتاب الكشّي ، وكتاب ابن الغضائري ، وكتاب النجاشي ، وهو أحسنها وأجلها وأوثقها وأتقنها» . ۵
وقال السيّد محمّد صادق بحر العلوم في تعليقته على لؤلؤة البحرين : ويعد كتابه في الرجال أحد الكتب الأربعة الرجالية المعتمد عليها لدى العلماء ورواة الحديث ، ويرجّحون في الضبط على كتابي الشيخ الطوسي الفهرست والرجال عند التعارض .
ثم ذكر السيّد بحر العلوم في فوائده بعد كلامه السالف الذكر عوامل هذا التقديم ، نذكرهما باختصار ، وهي :
أ ـ تأليفه لكتابه الرجالي بعد تأليف الشيخ الطوسي لكتابيه الأبواب والفهرست ، وهذان الكتابان هما أجلُّ ما صنف في هذا العلم ، وأجمع ما عمل في هذا الفن ، ولم

1.مستدرك الوسائل : ج ۳ ص ۵۰۱ .

2.مسالك الإفهام : ج ۷ ص ۴۶۷ .

3.استقصاء الاعتبار في شرح الاستبصار : ج ۱ ص ۱۱۱ .

4.الفوائد الرجالية : ج ۲ ص ۴۶ .

5.تأسيس الشيعة : ص ۲۶۸ .

  • نام منبع :
    الضّعفاء من رجال الحديث ج1
    سایر پدیدآورندگان :
    الأسدي، عادل حسن
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1384
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 181320
صفحه از 560
پرینت  ارسال به