15
الضّعفاء من رجال الحديث ج1

والسندية مع ذكر المرجحات عند التعارض بين أقوال الأصحاب .
ثُمَّ ظهرت الحركة الأخبارية لتجمع الحديث ، وبعد ذلك دخل الحديث كعنصر أساسي في البحث الرجالي في تمييز المشتركات ومعرفة الطبقات والاستدراك على ما جاء في الكتب الرجالية السابقة ، مع تطبيقات دقيقية لعلم الرجال على أسانيد الأحاديث ، تمثّل بدراسة أسانيد الكتب الأربعة ، والتأليف في الصحيح أو ما هو قريب منه كالوسائل .
ثُمَّ حصل صراع عميق وواسع بين المدرسة الأُصولية والمدرسة الأخبارية أسفر عن انحسار المدرسة الأخبارية وانتصار الأصولية التي تميّزت باهتمامها للقواعد الكلية في الاستنباط ، ولقد أثرت تلك الذهنية التأسيسة في القواعد الكليّة وتطبيقها في نوعية وكيفية التصنيف في علم الرجال ، حيث كانت المؤلّفات في تلك الفترة متجهة نحو تصنيف القواعد الكليّة المعروفة بالفوائد الرجالية ، ومن خلال هذه المسيرة العلمية من البحوث الرجالية الحافلة بالعطاء الفكري ظهر علماء محققون استوعبوا الانتاج الفكري ، وقاموا بتأصيله وضبط الأسماء والطبقات حتّى اتخذ علم الرجال صيغته المتكاملة على أيديهم .

موضوع البحث

الضعفاء من رجال الحديث ، ويعتبر الوضاعون والكذابون من أبرز أصناف الضعفاء وأخبثهم .
ثُم أصحاب المذاهب المنحرفة والفِرَق الضّالة الذين عمدوا لوضع الحديث وتأويله والزيادة فيه انتصارا لمذاهبهم وإثباتا لأقوالهم ، فحكم عليهم بفساد الرواية والمذهب .
ومن الضعفاء قوم اضطربت أحوالهم وعقائدهم ، فاضطربوا في رواية الحديث ، فرووا المناكير ، وظهر التخليط والاضطراب في رواياتهم .
ومنهم من يرويالغرائب والأعاجيب والأخبارالشاذة، فتفردوابها، فطعن بهم لذلك.


الضّعفاء من رجال الحديث ج1
14

العلماء قواعد ومناهج لتمييز الروايات الضعيفة عن الصحيحة والموضوعة من الضعيفة ، وكان علم الرجال من أهم العلوم التي اعتمدها العلماء في دراسة أسانيد الروايات وطرق الأخبار والمصنفات .
لذا فإنّ علم الجرح والتعديل يعد العمود الفقري لعلم الحديث إذ يوزن فيه الرجال ويطلع على أحوالهم وصفاتهم فيسهل الحكم على مروياتهم بالقبول أو الرد. ۱
فقد ظهرت ضرورة علم الرجال في زمن النبي صلى الله عليه و آله وسلم ؛ لوجود الكذّابين والمنافقين والأعداء من اليهود والنصارى وغيرهم ، وللحفاظ على سلامة السُّنّة بعد حياته المباركة ، قام صلى الله عليه و آله وسلم بتثبيت المرجعية الفكرية المتمثلة بالقرآن وأهل بيته عليهم السلام ووصفهم بالعصمة ، ثُمَّ حذّر من الكذب ولعن الكذابين في حياته ومن يكذب عليه بعد وفاته ، ثُمَّ جعل حبّ علي ـ بأمر اللّه ـ ميزانا يميّز فيه الخبيث من الطيب والمؤمن عن المنافق .
وفي عصر الأئمّة ظهر الكذّابون والمنافقون والمخرّبون بلباس التقوى والإيمان والطهر والنسك ، حتّى كأن لم توجد آية فيها ذكر للمنافقين والمخربين ، ممّا جعل الأئمّة يسمون هؤلاء الكذابين ويلعنونهم على رؤوس الأشهاد ، ويحذرون منهم الأُمة بصورة عامة ، وشيعتهم بصورة خاصة ، لكشف هذا الصنف من المخربين ، وحماية السُّنّة منهم .
وفي زمن الأئمّة وحتّى الغيبة الصغرى ، صنّف بعض أصحابهم كتبا في أسماء الرجال الرواة للتعريف بهم . . . وبعد الغيبة الصُغرى حيث اشتد الصراع بين مدرسة أهل البيت والمدارس الفكرية الأُخرى ، اتجه علماء الشيعة للتصنيف في علم الرجال مع ذكر أحوالهم من توثيق وتضعيف مع ذكر مصنّفات الأصحاب حتّى كانت حصيلة هذ الجهد العلمي الأُصول الرجالية الخمس ، ثُمَّ تطور البحث الرجالي في زمن المدرسة الحلّية في جمع الأُصول والنظر فيها ، ودراسة معطياتها الدلالية

1.نقلنا جملة من كلمات العلماء في أهمية علم الرجال في بحث «ضرورة علم الرجال» من البحوث التمهيدية ، فراجع .

  • نام منبع :
    الضّعفاء من رجال الحديث ج1
    سایر پدیدآورندگان :
    الأسدي، عادل حسن
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1384
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 151615
صفحه از 560
پرینت  ارسال به