17
الضّعفاء من رجال الحديث ج1

المردود بالصحيح ، فيقع الناس في التضليل والخطأ والابتعاد عن الواقع الشرعي .
وعلى ضوء معرفة أخبار الضعفاء والوضّاعين يتم تنقية التراث من الموضوعات ، ليسهل على الفقيه والباحث والمحقّق والخطيب تمييز ما هو موضوع وضعيف ؛ ليتجنب بناء عقائده وأحكامه وأفكاره على أساسه .
ويدفع الشبهات التي تثار من قبل المغرضين على الفكر الشيعي ؛ لوجود الروايات المكذوبة المنتشرة في كتب الحديث ، أو المجموعة في بعض الكتب ، ككتاب وروايات الأضلة والأبواب والهداية الكبرى ، وكروايات التفويض والغلو ، وروايات تحريف القرآن التي وضعها أحمد بن محمّد بن سيّار السياري في كتابه التنزيل والتحريف ، وانتشرت في أهم كتب الحديث ك الكافي وكتب الصدوق وغيرهما ، وإن كانوا لم يقولوا بالتحريف إلاّ أنّ نقل مثل هذه الروايات أصحبت مصدر تشويش استغلها العدو في ضرب الكيان الشيعي .
كما يمهّد لدراسة التاريخ الفكري والسياسي للشيعة قراءة صحيحة نعرف من خلاله المؤثرات السلبية في صناعة الجانب السلبي من التاريخ الشيعي ، بعد أن نعرف الغلاة وأعمالهم ، والمخربين وأدوارهم التخريبية ، أمثال المغيرة بن سعيد ، وابن أبي الخطّاب ، وبنان التبّان ، وبزيع ، والسياري ، والشلمغاني ، والحلاّج ، والمنيري ، والخصيبي وغيرهم ، وأثرهم في ظهور الفِرَق الضّالة والأفكار المنحرفة ، ووضعهم للأخبار المختلقة التي ساهمت في صياغة وتكوين بعض التيارات المتطرفة في الكيان الشيعي ، كالنصيرية والعَلي اللاهية والمشعشعية والإسماعيلية والشيخية والبابية والبهائية، والتي انتهى ببعضها الأمر إلى تعطيل الشريعة كالبابية والبهائية والعَلي اللاهية ، فيجب فرز تلك الأخبار الموضوعة التي سببت تلك الفِرَق في التاريخ الشيعي .
وهذا العمل يُعتبر جزء من عمل موسوعي نسعى لإعداده تحت عنوان الوضع والوضّاعين والموضوعات في التراث الشيعي ، ودراسة الضعفاء وأحوالهم يعد بحثا أساسيا في تمييز الأخبار الموضوعة والضعيفة .


الضّعفاء من رجال الحديث ج1
16

ومنهم من التبس أمره ولم يميّز حاله ، فتوقّف المحدثون عن قبول روايته .
ومنهم الواهم الّذي لم يحسن الحفظ ، فلم يضبط الحديث ، فينقله مضطرب الألفاظ والمعنى .
ومنهم من لا يبالي عمّن أخذ ، فيروي عن الضعفاء والمجاهيل والغلاة ، ولا يميز بين المرسل والمسند .
ومنهم قوم غلب عليهم الصلاح والعبادة ، فلم يتفرغوا لضبط الحديث وحفظه واتقانه ، فاستخفوا بالرواية ، فظهرت أحوالهم .
ومنهم قوم قلبوا الأسانيد ، فرووا الأسانيد دون المتون ، والمتون دون الأسانيد ، ورووا عدّة روايات متعددة الأسانيد في سند واحد .
ونظرا لأحوال الرواة الضعفاء تعددت ألفاظ التضعيف عند علماء الجرح والتعديل ، فوصفوهم كل حسب ما يستحقه ، وصنّفوا ألفاظ الجرح إلى مراتب لكل مرتبة منها ألفاظها وحكمها .
وقد تختلف الألفاظ في الحكم على بعض الرجال بين علماء الجرح والتعديل ، كل وفق منهجه الخاص ، وأُسلوبه وطريقه بالحكم ، وبلاغته في انتقاء الكلمات .
فموضوع كتابنا الضعفاء (من ورد فيهم طعن أو ضعّفوا بنحو من الأنحاء ، أو من أتباع الفِرَق الضّالة ، ولم يرد فيهم توفيق) بدراسة أسمائهم وألقابهم وكناهم ومساكنهم وطبقاتهم ومشايخهم وتلاميذهم ، وأقوال علماء الجرح والتعديل فيهم ومن عدّهم من الضعفاء ، ومعرفة كتبهم والطرق إليها وإحصاء رواياتهم وانتشارها في كتب الحديث ، والحكم عليهم نتيجة البحث والتحقيق في أحوالهم وأخبارهم .

أهداف البحث

يعتبر أهم أهداف البحث معرفة الوضّاعين والكذابين والضعفاء من رجال الحديث ، لتمييز أخبارهم وتشخيص موضوعاتهم ، لكيلا يختلط الحديث الموضوع والضعيف

  • نام منبع :
    الضّعفاء من رجال الحديث ج1
    سایر پدیدآورندگان :
    الأسدي، عادل حسن
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1384
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 178661
صفحه از 560
پرینت  ارسال به