ومنهم من التبس أمره ولم يميّز حاله ، فتوقّف المحدثون عن قبول روايته .
ومنهم الواهم الّذي لم يحسن الحفظ ، فلم يضبط الحديث ، فينقله مضطرب الألفاظ والمعنى .
ومنهم من لا يبالي عمّن أخذ ، فيروي عن الضعفاء والمجاهيل والغلاة ، ولا يميز بين المرسل والمسند .
ومنهم قوم غلب عليهم الصلاح والعبادة ، فلم يتفرغوا لضبط الحديث وحفظه واتقانه ، فاستخفوا بالرواية ، فظهرت أحوالهم .
ومنهم قوم قلبوا الأسانيد ، فرووا الأسانيد دون المتون ، والمتون دون الأسانيد ، ورووا عدّة روايات متعددة الأسانيد في سند واحد .
ونظرا لأحوال الرواة الضعفاء تعددت ألفاظ التضعيف عند علماء الجرح والتعديل ، فوصفوهم كل حسب ما يستحقه ، وصنّفوا ألفاظ الجرح إلى مراتب لكل مرتبة منها ألفاظها وحكمها .
وقد تختلف الألفاظ في الحكم على بعض الرجال بين علماء الجرح والتعديل ، كل وفق منهجه الخاص ، وأُسلوبه وطريقه بالحكم ، وبلاغته في انتقاء الكلمات .
فموضوع كتابنا الضعفاء (من ورد فيهم طعن أو ضعّفوا بنحو من الأنحاء ، أو من أتباع الفِرَق الضّالة ، ولم يرد فيهم توفيق) بدراسة أسمائهم وألقابهم وكناهم ومساكنهم وطبقاتهم ومشايخهم وتلاميذهم ، وأقوال علماء الجرح والتعديل فيهم ومن عدّهم من الضعفاء ، ومعرفة كتبهم والطرق إليها وإحصاء رواياتهم وانتشارها في كتب الحديث ، والحكم عليهم نتيجة البحث والتحقيق في أحوالهم وأخبارهم .
أهداف البحث
يعتبر أهم أهداف البحث معرفة الوضّاعين والكذابين والضعفاء من رجال الحديث ، لتمييز أخبارهم وتشخيص موضوعاتهم ، لكيلا يختلط الحديث الموضوع والضعيف