والتحقيق ، حيث وجدت العلماء مختلفين في القاعدة التي على ضوئها يتم تمييز الضعفاء ، وممّا يؤدي للاختلاف في عددهم ، حيث نجد أنّ عددهم عند ابن داوود الحلّي 565 ، وعند العلاّمة 509 ، وعند الجزائري 1168 وفق منهجه في عد المهمل والمجهول من الضعفاء ، ومحمّد طه نجف يهمل المهملين ، ويذكر كل من قيل فيه ما يوجب الطعن بنحو من الأنحاء فكانوا عنده 541 .
وهذا الاختلاف في القاعدة والعدد جعلني أبحث عن قاعدة على ضوئها أُميز الضعفاء ؛ ليكونوا موضوعا للدراسة والتحقيق .
6 . من خلال البحث لاحظت أنّ بعضهم يعد بعض الثقات وأعمدة الرواية كأحمد بن محمّد بن خالد البرقي وأحمد بن محمّد بن يحيى الأشعري وغيرهم من الضعفاء ؛ لروايتهم عن الضعفاء والمراسيل رغم وثاقتهم ، فمن جهة يعتبرون ثقات ، ومن جهة أُخرى في روايتهم ضعف ، وقد عالج هذه الأمر ابن داوود في رجاله بعدهم في القسم الأوّل والثاني معا ، وهذا لا يُعتبر علاجا يمكن الاعتماد عليه في بحثي المختص بالضعفاء فقط .
المصنفات في الضعفاء
منذ تصنيف رواة الحديث إلى قسمين : ممدوحين ثقات وما بحكمهم تُقبل روايتهم ، ومذمومين ضعفاء وما بحكمهم تُرد روايتهم ، اهتم العلماء في إفراد كتب تختص بالثقات أو بالضعفاء ، وقد ظهر هذا النوع من التصنيف مبكرا في مدرسة الخلفاء ، وخصوصا في قسم الضعفاء منهم .
وفي مدرسة أهل البيت خصّ بعضهم بابا من أبواب كتابه في الضعفاء، كما سيأتي إن شاءاللّه .
أ ـ مصنّفات الضعفاء في مدرسة الخلفاء :
1 . الضعفاء الصغير : لمحمّد بن إسماعيل البخاري (م256ق ) .
2 . الضعفاء والمتروكين : لأحمد بن شعيب النسائي (م303ق) .
3 . الضعفاء الكبير : لمحمّد بن عمرو بن موسى بن حمّاد العقيلي (م322ق) .