فكانت الملائكة تقف قدامه صفوفا ، ثم سأل آدم عليه السلام ربّه أن يجعله في مكان يراه آدم ، فجعله في الإصبع السبابة ، فكان نور محمّد صلى الله عليه و آله وسلم فيها ، ونور علي عليه السلام في الإصبع الوسطى ، وفاطمة عليهاالسلام في التي تليها ، والحسن عليه السلام في الخنصر ، والحسين عليه السلام ، في الإبهام ، وكانت أنوارهم كغرة الشمس في قبة الفلك ، أو كالقمر في ليلة البدر . . . ۱ .
۲.وفيه أيضا : قال أبو الحسن البكري في كتاب الأنوار :مرَّ النبي صلى الله عليه و آله وسلميوما بمنزل خديجة بنت خويلد ، وهي جالسة في ملأ من نسائها وجواريها وخدمها ، وكان عندها حبر من أحبار اليهود ، فلمّا مرَّ النبي صلى الله عليه و آله وسلم نظر إليه ذلك الحبر وقال : يا خديجة، اعلمي إنّه قد مرالآن ببابك شاب حدث السن، فأمري من يأتيبه، فأرسلت إليه جارية من جواريها ، وقالت : يا سيدي مولاتي تطلبك ، فأقبل ودخل منزل خديجة ، فقالت : أيها الحبر هذا الذي أشرت إليه ، قال : نعم ، هذا محمّد بن عبداللّه .
قال له الحبر : اكشف لي عن بطنك ، فكشف له ، فلما رآه قال : هذا واللّه خاتم النبوة . فقالت له خديجة : لو رآك عمّه وأنت تفتشه لحلت عليك منه نازلة البلاء ، وأنّ أعمامه ليحذرون عليه من أحبار اليهود .
فقال الحبر : ومن يقدر على محمّد هذا بسوء ، هذا وحق الكليم رسول الملك العظيم في آخر الزمان ، فطوبى لمن يكون لها بعلاً ، وتكون له زوجة وأهلاً ، فقد حازت شرف الدنيا والآخرة ، فتعجبت خديجة ، وانصرف محمّد وقد اشتغل قلب خديجة بنت خويلد بحبّه ، وكانت خديجة ملكة عظيمة ، وكان لها من الأموال والمواشي شيء لا يُحصى .
فقالت : أيها الحبر ، بم عرفت محمّدا أنّه نبي ؟
قال : وجدت صفاته في التوراة أنّه المبعوث آخر الزمان ، يموت أبوه وأُمه ،