البغدادي فيه ، ولم يذكروه في الضعفاء ، وأئمّة الجرح في كتبهم وأحسنوا ، فإنّ هذا زنديق ، وذكره ابن الجوزي ، وقال : كان كذّابا من الغلاة في الرفض . . . كافر لعين ، من إخوان النصارى ، وهذه هي نحلة النصيرية. ۱
لا شكّ في كونه فاسد العقيدة ، وفي روايته تخليط ، واتُّهم بالوضع ، كما صرّح بذلك الكشّي ، والطوسي كما تقدّم في إسحاق بن محمّد البصري ، والنجاشي ، وابن الغضائري ، وتبعهم على ذلك علماء الجرح والتعديل في مدرسة أهل البيت عليهم السلام .
ونص على ضعفه وغلّوه الخطيب البغدادي في تأريخه ، وتبعه على ذلك ابن الجوزي البغدادي ، والذهبي ، وابن حجر العسقلاني وغيرهم .
الفرقة الإسحاقية ونسبتها إليه :
روى البغدادي عن عبدالواحد بن علي الأسدي نسبة الإسحاقية إليه ، وكلام الحسن بن يحيى النوبختي لا يدلّ على ذلك ، وإن دلّ على غلو الرجل كما تقدّم .
علما أنّ عبدالواحد بن علي الأسدي مجهول ، لم أجد له ذكرا في كتب التراجم والرجال ولم يترجم له البغدادي في تأريخيه ، كما أنّ الحسن بن يحيى النوبختي مجهول لم يذكروه في كتب الرجال .
ومن البغدادي انتقل القول بالفرقة الإسحاقية المغالية ، ليقرنها الشهرستاني (م458ق ) بالنصيرية، ۲ وينقل خبره كل من ابن الجوزي في تأريخه المنتظم، ۳ والعسقلاني في لسان الميزان ، والذهبي في تاريخ الإسلام. ۴
وتوهّم الشيخ السبحاني في عد إسحاق بن محمّد الأحمر النخعي ، أول رجال النصيرية ، اعتمادا على قول البغدادي ۵ في الهداية الكبرى ويظهر أنّه شكّ في
1.ميزان الاعتدال : ج ۱ ص ۱۹۷ الرقم ۷۸۴ .
2.الملل والنحل : ج ۱ ص ۱۹۲ .
3.المنتظم: ج ۷ ص ۳۲۳.
4.لسان الميزان : ج ۱ ص ۱۹۷ الرقم ۷۸۴ ؛ تاريخ الإسلام (حوادث سنة ۲۸۱ ـ ۲۹۰) : ص ۱۲۰ .
5.الملل والنحل : ج ۸ ص ۴۱۸ .