291
الضّعفاء من رجال الحديث ج1

هذا البائس رحمتك ، ودعوت له أن يحيي حماره ، قال : يا مفضل ، إنّي أفعل هذا به فاسأل اللّه تعالى فيحييه له ، فإذا أحييناه سألنا من نحن ، فنعرّفه أنفسنا ، فيدخل الكوفة فينادي علينا فيها ويقول للناس : هاهنا رجل يُعرف بجعفر بن محمّد وهو ساحر كذّاب ، فيقولون له : ما رأيت من سحره ، فيحدثهم بالذي كان ، فإذا سمعوه فرحت شيعتنا واغتم أعداؤنا ، وينسبوننا إلى السحر والكهانة ، وأنّ الجن تحدّثنا وتطيعنا ويكذبون علينا ، فادن منه وخذ عليه العهد إن أحيينا له حماره لا يشنّع علينا ، فإنّه يعطيك ولا يفي ، وما تشنيعه علينا بضار ، بل يشنّع علينا أكثر أهل الكوفة من أعدائنا .
قال المفضّل : فدنوت منه فقلت له : إن أحيا سيدنا لك حمارك تكتم عليه ولا تشنّع به . قال : نعم ، وأعطى عهد اللّه وميثاقه على ذلك ، فحلف ودنا سيدنا أبو عبداللّه الصادق ـ صلوات اللّه عليه ـ من حماره ، وتكلّم بكلمات ، وقال لصاحب الحمار امدد برأسه فمدّه ، فنهض حيا وحمل عليه رحله ودخل الكوفة ونادى وشنّع في الناس والطرق ، وقال : إنَّ هاهنا ساحر يعرف بجعفر بن محمّد ، مرّ بحماري وهو ميت ، فتكلم عليه بسحره فأحياه ، فشنّع أكثر الناس المخالفين من أجل ذلك وقال لي من قابل : اخرج يا مفضل ، فإنّك تلقى صاحب الحمار سائل العينين ، أصم الأُذنين ، مقطوع اليدين والرجلين ، أخرس اللسان ، على ظهر ذلك الحمار يطاف به ، فكان كما قال صلوات اللّه عليه. ۱

خلاصة القول فيه :

صاحب مقالة باطلة (العليائية) جاء لعنه عن الإمام الصادق عليه السلام لمقالته هذه في أربع روايات ، منها الصحيحة والموثّقة ، وروى له الخصيبي المغالمي في كتابه الهداية الكبرى عدّه من الضعفاء ، والعلاّمة ، وابن داوود ، والجزائري ، ومحمّد طه نجف .

1.الهداية الكبرى : ص ۲۵۶ .


الضّعفاء من رجال الحديث ج1
290

عبد علي ، وأنكر رسالة سلمان ، مسخ في صدره طير يقال له علياء يكون في البحر ، فلذلك سموهم العليائية. ۱
وقال في ترجمة محمّد بن بشير : وزعمت هذه الفرقة والمخمّسة والعلياوية وأصحاب أبي الخطّاب ؛ إنّ كل من انتسب إلى أنّه من آل محمّد فهو مبطل في نسبه ، مفتر على اللّه كاذب ، وأنّهم الذين قال اللّه تعالى فيهم أنّهم يهود ونصارى في قوله : « وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَـرَى نَحْنُ أَبْنَـؤُاْ اللَّهِ وَأَحِبَّـؤُهُو قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم بَلْ أَنتُم بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ »۲ .
محمّد في مذهب الخطابية ، وعلي في مذهب العلياوية ، فهم ممّن خلق هذان ، كاذبون فيما ادعوا من النسب ، إذ كان محمّد صلى الله عليه و آله وسلم عندهم وعلي عليه السلام هو ربّ لا يلد ولا يولد ، ولا يستولد ، تعالى اللّه عمّا يقولون علوا كبيرا. ۳
واعتمادا على قول الكشّي هذا ذكرت العليائية (العلياوية) في كتب الفِرَق ، ككتاب الفَرق بين الفِرق ومعجم الفِرَق الإسلامية. ۴

رواياته :

له رواية واحدة في كتاب الهداية الكبرى للحسين بن حمدان الخصيبي ، عن الحسين بن مسعود ، عن عبداللّه بن زيد التمّار ، عن هشام بن جعفر الوشا ، عن الحسين بن مسكان ، عن بشّار الشعيري ، عن المفضّل بن عمرو ، قال : خرج أبو عبداللّه الصادق ـ صلوات اللّه عليه ـ وأنا معه إلى بعض قرى سواد الكوفة ، فلمّا رجعنا رأينا على الطريق رجلاً يلطم رأسه ويدعو بالويل والعويل وبين يديه حمار قد خنق ، كان عليه رحله وزاده ، فنظرت إليه فرحمته فقلت : لو أدركت يا مولاي

1.رجال الكشي : ج ۲ ص ۷۰۱ ـ ۷۰۲ الرقم ۷۴۴ .

2.المائدة : ۱۸ .

3.رجال الكشّي : ج ۲ ص ۷۷۶ الرقم ۹۰۷ ؛ مقباس الهداية : ج ۲ ص ۳۶۲ ـ ۳۶۳ .

4.الفَرق بين الفِرق : ص ۱۶۱ ؛ معجم الفِرق الإسلامية : ص ۱۷۵ .

  • نام منبع :
    الضّعفاء من رجال الحديث ج1
    سایر پدیدآورندگان :
    الأسدي، عادل حسن
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1384
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 179000
صفحه از 560
پرینت  ارسال به