تبوك ۱ أو من حجّة الوداع. ۲
كما أخبر سبحانه وتعالى عن حال أصحاب رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم بعد وفاته بقوله : « وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَـبِكُمْ . . . »۳ .
وأخبر هو صلى الله عليه و آله وسلم عمّا يكون منهم بعد وفاته قال : يؤتى برجال من أُمتي فيؤخذ بهم ذات الشمال . فأقول : ياربّ أصحابي ، فيقال : إنّك لا تدري ما أحدثوا بعدك . فأقول كما قال العبد الصالح : « وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّادُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِى كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ »۴ . قال : فيقال لِي : إنَّهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم. ۵
وتكشف لنا آية النبأ عن وجود كذابين في عهد النبي صلى الله عليه و آله وسلم ، فكشفهم القرآن بقوله : « يَـأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ إِن جَآءَكُمْ فَاسِقُم بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُواْ أَن تُصِيبُواْ قَوْمَام بِجَهَــلَةٍ فَتُصْبِحُواْ عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَـدِمِينَ »۶
إذا كان في مجتمع النبي صلى الله عليه و آله وسلم الكذاب والمنافق والمعادي الذي رام قتله ورمي فِراشه بالباطل ، كما أمر اللّه بالتبين بخبر الفاسق ، وكان النبي صلى الله عليه و آله وسلميدرك ما يكون بعده ؛ لذا اتبع عدّة أساليب احترازيه لرد كذب الكذابين ، وأقاويل المنافقين ، منها :
أولاً : تعيين المرجعية الفكرية والتشريعية أثناء حياته وبعد وفاته ، حيث كانت
1.مسند ابن حنبل : ج ۵ ص ۳۹۰ و ۴۵۳ ؛ مجمع الزوائد : ج ۱ ص ۱۱۰ وج ۶ ص ۱۹۵ ؛ المغازي للواقدي : ج ۳ ص ۱۰۴۳ .
2.جاء في أحاديث الشيعة أنّ ذلك بعد رجوعه من حجة الوداع وبعد غدير خم ، راجع بحار الأنوار : ج ۲۸ ص ۱۰۶ .
3.آل عمران : ۱۴۴ .
4.المائدة : ۱۱۷ .
5.صحيح مسلم : ج ۴ ص ۲۱۹۵ ح ۵۸ .
6.الحجرات : ۶ .