39
الضّعفاء من رجال الحديث ج1

تبوك ۱ أو من حجّة الوداع. ۲
كما أخبر سبحانه وتعالى عن حال أصحاب رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم بعد وفاته بقوله : « وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَـبِكُمْ . . . »۳ .
وأخبر هو صلى الله عليه و آله وسلم عمّا يكون منهم بعد وفاته قال : يؤتى برجال من أُمتي فيؤخذ بهم ذات الشمال . فأقول : ياربّ أصحابي ، فيقال : إنّك لا تدري ما أحدثوا بعدك . فأقول كما قال العبد الصالح : « وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّادُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِى كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ »۴ . قال : فيقال لِي : إنَّهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم. ۵
وتكشف لنا آية النبأ عن وجود كذابين في عهد النبي صلى الله عليه و آله وسلم ، فكشفهم القرآن بقوله : « يَـأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ إِن جَآءَكُمْ فَاسِقُم بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُواْ أَن تُصِيبُواْ قَوْمَام بِجَهَــلَةٍ فَتُصْبِحُواْ عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَـدِمِينَ »۶
إذا كان في مجتمع النبي صلى الله عليه و آله وسلم الكذاب والمنافق والمعادي الذي رام قتله ورمي فِراشه بالباطل ، كما أمر اللّه بالتبين بخبر الفاسق ، وكان النبي صلى الله عليه و آله وسلميدرك ما يكون بعده ؛ لذا اتبع عدّة أساليب احترازيه لرد كذب الكذابين ، وأقاويل المنافقين ، منها :
أولاً : تعيين المرجعية الفكرية والتشريعية أثناء حياته وبعد وفاته ، حيث كانت

1.مسند ابن حنبل : ج ۵ ص ۳۹۰ و ۴۵۳ ؛ مجمع الزوائد : ج ۱ ص ۱۱۰ وج ۶ ص ۱۹۵ ؛ المغازي للواقدي : ج ۳ ص ۱۰۴۳ .

2.جاء في أحاديث الشيعة أنّ ذلك بعد رجوعه من حجة الوداع وبعد غدير خم ، راجع بحار الأنوار : ج ۲۸ ص ۱۰۶ .

3.آل عمران : ۱۴۴ .

4.المائدة : ۱۱۷ .

5.صحيح مسلم : ج ۴ ص ۲۱۹۵ ح ۵۸ .

6.الحجرات : ۶ .


الضّعفاء من رجال الحديث ج1
38

وممارستهم عملية التوثيق والتضعيف لبعض معاصريهم .
المرحلة الثالثة : التصنيف في أسماء الرجال ومشايخ الرواية منهم .
المرحلة الرابعة : التصنيف في علم الرجال مع ذكر أحوال الرواة بجرح أو تعديل وتوثيق أو تضعيف ، مع ذكر مصنّفاتهم والطرق إليها .
المرحلة الخامسة : جمع التراث الرجالي والنظر فيه .
المرحلة السادسة : اعتماد كتب الحديث في البحوث الرجالية وتطبيق النتائج العلمية لعلم الرجال على أسانيد الحديث تصحيحا وتضعيفا لها .
المرحلة السابعة : ظهور المباني الجديدة والقواعد الكلّية في علم الجرح والتعديل في بحوث وكتب مستقلة .
المرحلة الثامنة: الموسوعات الرجالية واستيعاب المنهج والمادة في علم الرجال.
المرحلة الأُولى : عصر النبي صلى الله عليه و آله وسلم
ظهرت بوادر علم الرجال وضرورته في عهدرسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم لوجود المبرر الموضوعي له ، حيث إنّ المجتمع الذي عاش فيه رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم كان مشتملاً على الكذاب والمنافق والجاهل والعدو والمخرّب ، وقد ذكر بعضهم في القرآن ، كقوله تعالى :
« وَ مِمَّنْ حَوْلَكُم مِّـنَ الْأَعْرَابِ مُنَـفِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ »۱ .
وقوله « إِنَّ الَّذِينَ جَآءُو بِالاْءِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لاَ تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِىءٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الاْءِثْمِ وَ الَّذِى تَوَلَّى كِبْرَهُو مِنْهُمْ لَهُو عَذَابٌ عَظِيمٌ »۲ . ۳
وقد قصد بعض آخر إلى اغتيال الرسول صلى الله عليه و آله وسلم : في العقبة عند رجوعه من غزوة

1.التوبة : ۱۰۱ .

2.النور : ۱۱ .

3.صحيح البخاري : ج ۶ ص ۱۲۷ ؛ تفسير سورة النور : ج ۳ ص ۲۶ ـ ۲۸ ؛ المغازي للواقدي ، باب حديث الافك ؛ صحيح مسلم : ج ۸ ص ۱۱۲ ـ ۱۱۸ (كتاب التوبة ، باب حديث الافك) ؛ مسند ابن حنبل : ج ۶ ص ۱۹۴ ـ ۱۹۶ .

  • نام منبع :
    الضّعفاء من رجال الحديث ج1
    سایر پدیدآورندگان :
    الأسدي، عادل حسن
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1384
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 158019
صفحه از 560
پرینت  ارسال به