وقال أبو سعيد الخدري : «إنّا كنّا لنعرف المنافقين ـ نحن معاشر الأنصار ـ ببغضهم علي بن أبي طالب. ۱
وقال ابن عباس : «كنا نعرف المنافقين على عهد رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم ببغضهم علي بن أبيطالب ». ۲
وقال جابر بن عبداللّه الأنصاري : «ما كنا نعرف المنافقين إلاّ ببغضهم علي بن أبيطالب» . فقد كان الصحابة محتاطين في أخذ معالم دينهم من صحابي عادى عليا عليه السلام ۳ ولم يواله ، حذرا من أن يكون من المنافقين الذين لا يعلمهم إلاّ اللّه .
وممّا تقدم يظهر أنّ ما اتخذه رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم من إجراءات وقائية كان بمثابة إشارة واضحة لضرورة علم الرجال والحاجة إليه في تمييز رواة الحديث ، رغم أنّ الحاجة إليه كانت في عصر النبي صلى الله عليه و آله وسلممحدودة لإمكان السؤال والتحقيق منه فيما اختلف النقل عنه فيه .
المرحلة الثانية : عصر الأئمّة عليهم السلام
بادر الأئمّة إلى وضع الأُسس العلمية لتصنيف رواة الحديث ، وجرح الكذابين ، ولعنهم وتحذير أصحابهم من الرواية عنهم ، كما مدحوا أصحابهم الثقات ، وحثوا شيعتهم على أخذ معالم دينهم منهم ، وأقدم وثيقة من هدي الأئمّة في هذا الاتجاه ما جاء عن الإمام علي عليه السلام في كتاب الكافي عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن حمّاد بن عيسى ، عن اليماني ، عن أبان بن أبي عيّاش ، عن سليم بن قيس الهلالي ، عن أميرالمؤمنين يذكر الإمام في هذه الوثيقة القيّمة الرواة ، وهم أربعة أقسام :
1 . الراوي المنافق : يشتمل على ما اصطلح عليه في أسماء الرجال بالكذّاب
1.سنن الترمذي : ج ۵ ص ۶۳۵ ح ۳۷۱۷ ؛ حلية الأولياء : ص ۲۸۴ .
2.تاريخ بغداد : ج ۱۳ ص ۱۵۳ الرقم ۷۱۳۱ .
3.راجع الاستيعاب : ج ۳ ص ۲۰۴ ؛ الرياض النضرة : ج ۴ ص ۲۸ ؛ مجمع الزوائد : ج ۹ ص ۱۳۳ ؛ تاريخ الذهبي : ج ۲ ص ۱۹۸ .