43
الضّعفاء من رجال الحديث ج1

والوضّاع وأمثالهما .
2 . الراوي الواهم : وهو الراوي غير الحافظ وليس بالواعي .
3 . الراوي غير الضابط : وهو الذي لا يميّز بين أنواع الحديث ناسخا ومنسوخا ، وأمثال ذلك .
4 . الراوي الثقة الضابط الحافظ : وهوالذي تتوفر فيه شروط صدق نقله وفي روايته شروط قبولها. ۱
إنّ هذا التقسيم الرباعي من قبل الإمام لأحوال الرواة وضع العلماء أمام مسؤوليتهم الشرعية في رواية الحديث ، والتثبت ممّن تؤخذ منه الرواية ، فكان عليهم دراسة أحوال الرواة بالمعرفة الحقيقية عن طريق شهادة الثقات .
وفي مرفوعة زرارة التي جاء فيها : «سألت أبا جعفر عليه السلام فقلت له : ـ جُعلت فداك ! ـ يأتي عنكم الخبران والحديثان المتعارضان فبأيّهما آخذ ؟
فقال : يا زرارة ، خذ بما اشتهر بين أصحابك ودع الشاذ النادر .
فقلت : يا سيدي إنّهما معا مشهوران مأثوران عنكم .
فقال : خذ بما يقول أعدلهما عندك وأوثقهما في نفسك». ۲
ولم يكتفوا عليهم السلام بذكر تلك الاُصول ، بل مارسوا عملية الجرح والتعديل عندما ظهر كذب الغلاة والزنادقة والجهلة ، وما قاموا به من الدس والوضع في حديثهم عليهم السلام ، ونذكر فيما يلي طائفتين من حديثهم .
الأُولى : في موقفهم من أفكار الغلاة ونشاطهم .

1.الكافي : ج ۱ ص ۶۳ ح ۱ ؛ كتاب سليم بن قيس : ج ۲ ص ۶۲۰ ح ۱۰ ؛ نهج البلاغة : ج ۲ ص ۱۹۰ ؛ الوافي : ج ۱ ص ۶۲ و۶۳ ؛ بحار الأنوار : ج ۲ ص ۲۲۹ ؛ ينابيع المودة : ج ۳ ص ۴۱۰ ؛ المعيار والموازنة لأبي الأسكافي : ص ۲۹۹ .

2.كشف الرموز : ج ۲ ص ۱۸۹ ؛ شرح اللمعة : ج ۱ ص ۴۰ ؛ غوالي اللئالي : ج ۴ ص ۱۳۳ ح ۲۲۹ ؛ بحار الأنوار : ج ۲ ص ۲۴۵ ؛ مستدرك الوسائل : ج ۱۷ ص ۳۰۳ .


الضّعفاء من رجال الحديث ج1
42

وقال أبو سعيد الخدري : «إنّا كنّا لنعرف المنافقين ـ نحن معاشر الأنصار ـ ببغضهم علي بن أبي طالب. ۱
وقال ابن عباس : «كنا نعرف المنافقين على عهد رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم ببغضهم علي بن أبيطالب ». ۲
وقال جابر بن عبداللّه الأنصاري : «ما كنا نعرف المنافقين إلاّ ببغضهم علي بن أبيطالب» . فقد كان الصحابة محتاطين في أخذ معالم دينهم من صحابي عادى عليا عليه السلام ۳ ولم يواله ، حذرا من أن يكون من المنافقين الذين لا يعلمهم إلاّ اللّه .
وممّا تقدم يظهر أنّ ما اتخذه رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم من إجراءات وقائية كان بمثابة إشارة واضحة لضرورة علم الرجال والحاجة إليه في تمييز رواة الحديث ، رغم أنّ الحاجة إليه كانت في عصر النبي صلى الله عليه و آله وسلممحدودة لإمكان السؤال والتحقيق منه فيما اختلف النقل عنه فيه .

المرحلة الثانية : عصر الأئمّة عليهم السلام

بادر الأئمّة إلى وضع الأُسس العلمية لتصنيف رواة الحديث ، وجرح الكذابين ، ولعنهم وتحذير أصحابهم من الرواية عنهم ، كما مدحوا أصحابهم الثقات ، وحثوا شيعتهم على أخذ معالم دينهم منهم ، وأقدم وثيقة من هدي الأئمّة في هذا الاتجاه ما جاء عن الإمام علي عليه السلام في كتاب الكافي عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن حمّاد بن عيسى ، عن اليماني ، عن أبان بن أبي عيّاش ، عن سليم بن قيس الهلالي ، عن أميرالمؤمنين يذكر الإمام في هذه الوثيقة القيّمة الرواة ، وهم أربعة أقسام :
1 . الراوي المنافق : يشتمل على ما اصطلح عليه في أسماء الرجال بالكذّاب

1.سنن الترمذي : ج ۵ ص ۶۳۵ ح ۳۷۱۷ ؛ حلية الأولياء : ص ۲۸۴ .

2.تاريخ بغداد : ج ۱۳ ص ۱۵۳ الرقم ۷۱۳۱ .

3.راجع الاستيعاب : ج ۳ ص ۲۰۴ ؛ الرياض النضرة : ج ۴ ص ۲۸ ؛ مجمع الزوائد : ج ۹ ص ۱۳۳ ؛ تاريخ الذهبي : ج ۲ ص ۱۹۸ .

  • نام منبع :
    الضّعفاء من رجال الحديث ج1
    سایر پدیدآورندگان :
    الأسدي، عادل حسن
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1384
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 179318
صفحه از 560
پرینت  ارسال به