نبي ، ولولا ذلك لقسّمتها عليكم في بيت مالكم» ، وفي ذلك اليوم كانت فتنة عبداللّه بن سبأ وأصحابه العشرة الذين كانوا معه وقالوا ما قالوه ، وأحرقهم أميرالمؤمنين عليه السلام بالنار بعد أن استتابهم ثلاثة أيام فأبوا ولم يرجعوا ، فأحرقهم في صحراء الاخدود ، وكان هذا من دلائله عليه السلام . ۱
۲.وفيه أيضا :وعنه بهذا الإسناد قال : حدّثني جابر بن عبداللّه الأنصاري ، قال : كنت بين يدي مولانا أميرالمؤمنين عليه السلام في مسجد رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم إذ دخل عمر بن الخطّاب ، فلمّا جلس قال لجماعة : إنَّ لنا سترا فيما بيننا ، تخففوا رحمكم اللّه ، فشمّرت وجوهنا وقلنا : ما كذا كان يفعل بنا رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم ، لقد كان يأتمننا على سره ، فما لك لمّا رأيت فتيان المسلمين تسرّيت بفتيان رسول اللّه ؟
فقال : «للناس أسرار لا يمكن إعلانها» ، فقمنا مغضبين ، وخلا بأميرالمؤمنين مليا ، ثمَّ قاما من مجلسهما حتّى رقيا منبر رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلمجميعا ، فقلنا : اللّه أكبر ! ترى ابن حنتمة رجع عن غيه وطغيانه ورقي المنبر مع أمير المؤمنين ، وقد مسح يده على وجهه ، ورأينا عمر يرتعد ويقول : «لا حول ولا قوّة إلاّ باللّه العلي العظيم» ، ثم صاح مل ء صوته : «يا سارية الجأ الجبل» ، ثُمَّ لم يلبث أن قبّل صدر أميرالمؤمنين ونزلا وهو ضاحك ، وأميرالمؤمنين يقول له : افعل ما زعمت يا عمر إنَّك فاعله ، وأنّ لا عهد لك ولا وفاء ، فقال له : امهلني يا أبا الحسن حتّى أنظر ما يرد إليَّ من خبر سارية ، وهل ما رأيته صحيحا أم لا .
قال له أميرالمؤمنين : ويحك يا عمر ! فإذا صح ووردت الأخبار عليك بتصديق ما رأيت وما عاينت ، وأنّهم قد سمعوا صوتك ولجؤوا إلى الجبل كما رأيت ، هل أنت مسلم ما ضمنت ؟ قال : لا يا أبا الحسن ، ولكني أضيف هذا إلى ما رأيت منك ومن رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم ، واللّه يفعل ما يشاء .
فقال له أميرالمؤمنين : ويلك يا عمر ! إنّ الذي تقول أنت وحزبك الضالون إنّه