467
الضّعفاء من رجال الحديث ج1

سحر وكهانة ليس فيك شك .
فقال : ذلك قول قد مضى والأمر لنا في هذا الوقت ، ونحن أولى بتصديقكم في أفعالكم ، وما نراه من عجائبكم إلاّ أنّ هذا الملك عقيم .
فخرج أميرالمؤمنين عليه السلام ولقيناه فقلنا : يا أميرالمؤمنين ، ما هذه الآية العظيمة ؟ وهذا الخطاب الذي سمعناه ؟
فقال : هل علمتم أوله ؟
فقلنا : ما علمناه يا أميرالمؤمنين ولا نعلمه إلاّ منك .
قال : إنّ هذا ابن الخطّاب قال لي : إنّه حزين القلب ، باكي العين على جيوشه التي في فتوح الجبل في نواحي نهاوند ، وأنّه يحب أن يعلم صحّة أخبارهم وكيف مع كثرة جيوش الجبل ، وأنّ عمر بن معدي كرب قتل ودفن بنهاوند ، وقد ضعّف جيشه واتصل الخبر بقتل عمر .
فقلت له : ويحك يا عمر ! كيف تزعم أنّك الخليفة في الأرض ، والقائم مقام رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم وأنت لا تعلم ما وراء أُذنك وتحت قدمك ، والإمام يرى الأرض ومن عليها ، ولا يخفى عليه من أعمالهم شيء ؟
فقال لي : يا أبا الحسن ، أنت بهذه الصورة ، فأت خبر سارية وأين هو ؟ ومن معهم ؟ وكيف صورهم ؟
فقلت له : يابن الخطّاب ، فإن قلت لك لا تصدّقني ، ولكني اُريك جيشك وأصحابك وسارية قد كمن بهم جيش الجبل في واد قعيد ، بعيد الأقطار كثير الأشجار ، فإن سار به جيشك يسيرا خلصوا بها ، وإلاّ قتل أوّل جيشك وآخره .
فقال : يا أبا الحسن ، ما لهم ملجأ منهم ، ولا يخرجون من ذلك الوادي .
فقلت : بلى ، لو لحقوا الجبل الذي يلي الوادي سلموا وتملكوا جيش الجبل ، فقلق وأخذ بيدي ، وقال : اللّه اللّه يا أبا الحسن في جيوش المسلمين ، فأرينهم كما


الضّعفاء من رجال الحديث ج1
466

نبي ، ولولا ذلك لقسّمتها عليكم في بيت مالكم» ، وفي ذلك اليوم كانت فتنة عبداللّه بن سبأ وأصحابه العشرة الذين كانوا معه وقالوا ما قالوه ، وأحرقهم أميرالمؤمنين عليه السلام بالنار بعد أن استتابهم ثلاثة أيام فأبوا ولم يرجعوا ، فأحرقهم في صحراء الاخدود ، وكان هذا من دلائله عليه السلام . ۱

۲.وفيه أيضا :وعنه بهذا الإسناد قال : حدّثني جابر بن عبداللّه الأنصاري ، قال : كنت بين يدي مولانا أميرالمؤمنين عليه السلام في مسجد رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم إذ دخل عمر بن الخطّاب ، فلمّا جلس قال لجماعة : إنَّ لنا سترا فيما بيننا ، تخففوا رحمكم اللّه ، فشمّرت وجوهنا وقلنا : ما كذا كان يفعل بنا رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم ، لقد كان يأتمننا على سره ، فما لك لمّا رأيت فتيان المسلمين تسرّيت بفتيان رسول اللّه ؟
فقال : «للناس أسرار لا يمكن إعلانها» ، فقمنا مغضبين ، وخلا بأميرالمؤمنين مليا ، ثمَّ قاما من مجلسهما حتّى رقيا منبر رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلمجميعا ، فقلنا : اللّه أكبر ! ترى ابن حنتمة رجع عن غيه وطغيانه ورقي المنبر مع أمير المؤمنين ، وقد مسح يده على وجهه ، ورأينا عمر يرتعد ويقول : «لا حول ولا قوّة إلاّ باللّه العلي العظيم» ، ثم صاح مل ء صوته : «يا سارية الجأ الجبل» ، ثُمَّ لم يلبث أن قبّل صدر أميرالمؤمنين ونزلا وهو ضاحك ، وأميرالمؤمنين يقول له : افعل ما زعمت يا عمر إنَّك فاعله ، وأنّ لا عهد لك ولا وفاء ، فقال له : امهلني يا أبا الحسن حتّى أنظر ما يرد إليَّ من خبر سارية ، وهل ما رأيته صحيحا أم لا .
قال له أميرالمؤمنين : ويحك يا عمر ! فإذا صح ووردت الأخبار عليك بتصديق ما رأيت وما عاينت ، وأنّهم قد سمعوا صوتك ولجؤوا إلى الجبل كما رأيت ، هل أنت مسلم ما ضمنت ؟ قال : لا يا أبا الحسن ، ولكني أضيف هذا إلى ما رأيت منك ومن رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم ، واللّه يفعل ما يشاء .
فقال له أميرالمؤمنين : ويلك يا عمر ! إنّ الذي تقول أنت وحزبك الضالون إنّه

1.الهداية الكبرى : ص ۱۵۰ .

  • نام منبع :
    الضّعفاء من رجال الحديث ج1
    سایر پدیدآورندگان :
    الأسدي، عادل حسن
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1384
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 179226
صفحه از 560
پرینت  ارسال به