عبيداللّه الغضائري في ذكر الضعفاء خاصة رحمهم اللّه تعالى جميعا .
ناسقا للكل على حروف المعجم ، وكلّما فرغت من مضمون الكتاب في حرف شرعت في الكتاب الآخر ضاما حرفا إلى حرف ، منبها على ذلك إلى آخر الكتاب ، وبعد الفراغ من الأسماء في آخره شرعت كذلك في إثبات الكنى ونحوها من الألقاب ، ولي في الجميع روايات متصلة ـ عدا كتاب ابن الغضائري ـ .
واختصّ كتاب الاختيار بنوعي عناء لم يحصلا في غيره ؛ لأنّه غير منسوق على حروف المعجم فنسقته ، وغير ذلك من تحرير دبرته ، ثم القصد إلى تحقيق الأسانيد المتعلقة بالقدح في الرجال والمدح حسب ما اتّفق لي .
وما أعرف أنّ أحدا سبقني إلى هذا على مر الدهر وسالف العصر ، وقد يكون عذر من ترك أوضح من عذر من فعل ، ووجه عذري ما نبهت عليه أنّ الكتاب ملتبس جدا ، وفي تدبيره على ما خطر لي بعد عن طعن عدو أو شكّ ولي أو طعن في ولي ، أو مدح لعدو ، وذلك مظنة الاستئناس في موضع التهمة ، والتهمة في موضع الاستئناس ، وبناء الأحكام وإهمالها على غير الوجه وهو ردم لباب رحمة وفتح لباب هلكة». ۱
قال الشيخ الطهراني في الذريعة : أنّ ابن طاووس أسّس قاعدة كليّة في أول الكتاب ، وهي أنّ السكون إلى القدح لو لم يكن له معارض مرجوح فضلاً عما لو كان للقدح معارض ؛ وذلك لأنّ التهمة في الجرح شائعة ، ولا يحصل بإزائها في جانب المادحين ، فالسكون إلى المادح عدم المعارض بالقدح والقدح راجح ، والسكون إلى القادح مع عدم العارض مرجوح، ۲ وكأنّه يريد إبداء الفارق الغالبي بين الدواعي على القدح للأغراض الشخصية الفاسدة أكثر وقوعا من الدواعي للمدح ، فالكل منهما لو لم ينضم إليه شيء آخر يظن لحوقه بغالب أفراده .