55
الضّعفاء من رجال الحديث ج1

عبيداللّه الغضائري في ذكر الضعفاء خاصة رحمهم اللّه تعالى جميعا .
ناسقا للكل على حروف المعجم ، وكلّما فرغت من مضمون الكتاب في حرف شرعت في الكتاب الآخر ضاما حرفا إلى حرف ، منبها على ذلك إلى آخر الكتاب ، وبعد الفراغ من الأسماء في آخره شرعت كذلك في إثبات الكنى ونحوها من الألقاب ، ولي في الجميع روايات متصلة ـ عدا كتاب ابن الغضائري ـ .
واختصّ كتاب الاختيار بنوعي عناء لم يحصلا في غيره ؛ لأنّه غير منسوق على حروف المعجم فنسقته ، وغير ذلك من تحرير دبرته ، ثم القصد إلى تحقيق الأسانيد المتعلقة بالقدح في الرجال والمدح حسب ما اتّفق لي .
وما أعرف أنّ أحدا سبقني إلى هذا على مر الدهر وسالف العصر ، وقد يكون عذر من ترك أوضح من عذر من فعل ، ووجه عذري ما نبهت عليه أنّ الكتاب ملتبس جدا ، وفي تدبيره على ما خطر لي بعد عن طعن عدو أو شكّ ولي أو طعن في ولي ، أو مدح لعدو ، وذلك مظنة الاستئناس في موضع التهمة ، والتهمة في موضع الاستئناس ، وبناء الأحكام وإهمالها على غير الوجه وهو ردم لباب رحمة وفتح لباب هلكة». ۱
قال الشيخ الطهراني في الذريعة : أنّ ابن طاووس أسّس قاعدة كليّة في أول الكتاب ، وهي أنّ السكون إلى القدح لو لم يكن له معارض مرجوح فضلاً عما لو كان للقدح معارض ؛ وذلك لأنّ التهمة في الجرح شائعة ، ولا يحصل بإزائها في جانب المادحين ، فالسكون إلى المادح عدم المعارض بالقدح والقدح راجح ، والسكون إلى القادح مع عدم العارض مرجوح، ۲ وكأنّه يريد إبداء الفارق الغالبي بين الدواعي على القدح للأغراض الشخصية الفاسدة أكثر وقوعا من الدواعي للمدح ، فالكل منهما لو لم ينضم إليه شيء آخر يظن لحوقه بغالب أفراده .

1.التحرير الطاووسي : ص۲۴ ـ ۲۵ .

2.الذريعة : ج ۴ ص ۲۸۸ .


الضّعفاء من رجال الحديث ج1
54

تأسيس مدرسة علمية في الحلّة ظهرت بوادر وجودها على يد عربي بن مسافر العبادي ، وبرزت للوجود يقصدها طلاّب العلم والمعرفة بجهد الشيخ النقاد ابن إدريس الحّلي ، وكملت معالمها كمدرسة علمية متكاملة على يد المحقّق الحلّي ، وقد حاولت المدرسة الحلّية أن تستوعب التراث العلمي وتنظر فيه وفق أساليب ومناهج تنسجم مع عصرها ودورها ، وقد ارتقت إلى مراحل علمية ومنهجية عالية .
ومن أبرز المعالم التي تميّزت بها مدرسة الحلّة هي المنهج والنظرة الفاحصة في علم الرجال ، فقد جادت قرائح الحلّيين بكتب رجالية أصبحت من أهم المصنّفات التي عليها مدار البحث والتحقيق في علم الرجال ، أهمها ما يلى :
ومن أبرز المعالم التي تميّز بها مدرسة الحلّة هي المنهج والنظرة الفاحصة في علم الرجال ، فقد جادت قرائح الحلّيين بكتب رجالية أصبحت من أهم المصنّفات التي عليها مدار البحث والتحقيق في علم الرجال ، أهمها ما يلي :
1 . حل الإشكال في معرفة الرجال ، لجمال الدين أبي الفضائل أحمد بن موسى بن طاووس الحسني الحلّي (م عام ـ 673 ق ) وهو أول من جمع الأصول الرجالية في كتابه هذا ، مرتبا الرواة على حروف المعجم ، وعند ذكر راوٍ يذكر كل ما ذُكر في حقه في الأُصول الخمسة ، فرغ منه سنة 644 ق، لكن خصّ كتاب اختيار الرجال عند عرض أخباره الواردة في حق الراوي بأعمال النظر في قبولها أو ردها ورفع التعارض إن وجد بينها .
ذكر الشيخ حسن العاملي في مقدّمة كتابه التحرير الطاووسي قال : «قال السيّد في أثناء خطبة الكتاب : وقد عزمت على أن أجمع في كتابي هذا أسماء الرجال المصنّفين وغيرهم ممّن قيل مدح أو قدح ، وقد ألم بغير ذلك من كتب خمسة : كتاب الرجال لشيخنا أبي جعفر محمّد بن الحسن الطوسي رضى الله عنه ، وكتاب فهرست المصنفين له ، وكتاب اختيار الرجال من كتاب الكشّي أبي عمرو محمّد بن عبدالعزيز ، وكتاب أبي الحسين أحمد بن العباس النجاشي الأسدي ، وكتاب أبي الحسين أحمد بن

تعداد بازدید : 180811
صفحه از 560
پرینت  ارسال به