57
الضّعفاء من رجال الحديث ج1

الشبهات التقليدية واتباع ما نشأت عليه من الفتاوي المحكية ، اضطررت إلى سبر الأحاديث المروية عن الأئمّة المهدية والدخول بين مختلفيها على الطريقة المرضية في القواعد الأُصولية ، واعتبار ما استنبطه الأصحاب منها من الفتاوى الفرعية لأصطفي الموافق للحق في الرواية ، وأطرح المخالف بالكلّية ، رأيت من لزوم هذه القضية النظر في الأحاديث الإمامية ورجالها المرضية وغير المرضية ، فصنفت هذا المختصر جامعا لنخب كتاب الرجال للشيخ أبي جعفر رحمه الله والفهرست له وما حققه الكشّي والنجاشي وما صنفه البرقي والغضائري وغيرهم ، وبدأت بالموثقين وأُخر المجروحين ؛ ليكون الوضع بحسب الاستحقاق ، والترتيب بالقصد لا بالاتفاق ، ورتبته على حروف المعجم في الأوائل والثواني على قاعدة تقود الطالب إلى بغيته وتسوقه إلى غايته ، من غير طول وتصفّح للأبواب ، ولا في ضبط الكتاب ، وضمنته رموزا تغني عن التطويل وتنوب عن الكثير بالقليل ، وبيّنت فيها المظان التي أخذت منها واستخرجت عنها ، فالكشّي (كش) ، والنجاشي (جش) ، وكتاب الرجال للشيخ (جخ) ، والفهرست (ست) ، والبرقي (قي) ، وعلي بن أحمد العقيقي (عق) ، وابن عقدة (قد) ، والفضل بن شاذان (فش) ، وابن عبدون (عب) ، والغضائري (غض) ، ومحمّد بن بابويه (يه) ، وابن فضّال (فض) ، وبيّنت رجال النبي صلى الله عليه و آله وسلم والأئمّة عليهم السلام ، فكل من أعلمت عليه برمز منهم فهو من رجاله ، ومن روى عن أكثر من واحد ذكرت الرمز بعددهم ، فالرسول صلى الله عليه و آله وسلم(ل) ، وعلي عليه السلام (ي) ، والحسن عليه السلام (ن) ، والحسين عليه السلام (سين) ، وعلي بن الحسين عليه السلام (ين) ، ومحمّد بن علي الباقر عليه السلام (قر) ، وجعفر بن محمّد الصادق عليه السلام (ق) ، وموسى بن جعفر الكاظم عليه السلام (م) ، وعلي بن موسى الرضا عليه السلام (ضا) ، ومحمّد بن علي الجواد عليه السلام (د) ، وعلي بن محمّد الهادي عليه السلام (دي) ، والحسن بن علي العسكري (كر) ، ومن لم يروِ عن واحد منهم عليهم السلام (لم) ، وهذه لجة لم يسبقني أحد من أصحابنا رضي الله عنهم إلى خوض غمارها وقاعدة أنا أبو عذرها». ۱

1.رجال ابن داوود : ص ۲۵ ـ ۲۶ .


الضّعفاء من رجال الحديث ج1
56

فالسيّد ابن طاووس بعد أنّ جمع التراث الرجالي المتمثل بالأصول الخمسة ، أخذ ينظر في هذا التراث مصححا أوقادحا حسب منهجه ، فكتاب السيّد ابن طاووس كان موجودا بخط مؤلفه سنة نيف وألف، فكان أولاً عندالشهيد الثاني كما ذكر في إجازة الشيخ حسين بن عبد الصمد ، وبعده انتقل إلى ولده صاحب المعالم فاستخرج منه كتابه الموسوم بـ تحرير الطاووسي ثم حصل تلك النسخة بعينها عند المولى التستري (المتوفي بإصفهان سنة 1021 ق ) وكانت مخرّقة مشرفة على التلف ، فاستخرج منها خصوص عبارات كتاب الضعفاء المنسوب الى ابن الغضائري. ۱
ولم نجد للكتاب ذكرا بعد المولى التستري ، حيث فُقد أثره .
2 . كتاب الرجال ، لتقي الدين الحسن بن علي بن داوود الحلّي (م عام 707 ق ) وهو تلميذ ابن طاووس وزميل العلاّمة الحلّي في الدراسة ، صنّف كتابه في جزءين الجزء الأوّل في ذكر الممدوحين والمهملين ، والجزء الثاني مختص بالمجروحين والمجهولين ، وقد تميّز عن غيره في أنّه جمع فيه جميع ما وصل إليه من كتب الرجال مع حسن الترتيب وزيادة التهذيب ، فنقل ما في فهرستي الشيخ والنجاشي، ورجال الكشّي ، وكتاب الرجال للشيخ ، وكتاب ابن الغضائري ، والبرقي، والعقيقي، وابن عقدة ، والفضل بن شاذان، وابن عبدون وغيرهم .
وجعل لكل كتاب علامة ، بل لكل باب حرفا أو حرفين وضبط الأسماء ، ولم يذكر من المتأخّرين عن الشيخ إلاّ أسماء يسيرة . ۲
وكذا لاحظ الطبقات في رجاله مكتفيا بالإشارة لها برموز . ونقرأ شيئا من المقدّمة التي وضع فيها ابن داوود منهجه وطريقة عمله في كتابه فهو يقول : «فإنّي لما نظرت في أُصول الفتاوي الفقهية وفروعها النظرية ، وحاولت الخلاص من

1.الذريعة : ج ۴ ص ۲۸۸ .

2.رجال ابن داوود ، تقديم السيّد محمّد صادق بحر العلوم : ص ۱۳ ـ ۱۴ .

  • نام منبع :
    الضّعفاء من رجال الحديث ج1
    سایر پدیدآورندگان :
    الأسدي، عادل حسن
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1384
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 179246
صفحه از 560
پرینت  ارسال به