63
الضّعفاء من رجال الحديث ج1

الأُولى : محاربة الفكر الصوفيالسائد في الحياة الاجتماعية والدينية ، وتطويقه ومنعه من دخول المعترك السياسي والتأثير على القرارات السياسية ، لكيلا تفقد الدولة هويتها الشيعية .
والثانية : مواجهة فكر مدرسة الخلفاء في الحركة العلمية والتبليغية التي يقوم بها العلماء في ظل الدولة الصوفية ، ممّا أدى إلى انقسام العالم الإسلامي إلى معسكرين : الشيعي المتمثّل بالدولة الصفوية المتشيعة ، والسنّي المتمثّل بالدولة العثمانية مدعية الخلافة الإسلامية .
وهيأت ظروف تلك المرحلة إلى مواجهة حادة للفكر السنّي وأُسسه مصحوبة بصراع سياسي ساخن وقتال مستمر بين الدولتين ، تاركة آثارا سياسية ومذهبية خطيرة ومهمة ، من بينها نزعة متطرفة من أجل غربلة المنهج والتراث عند الشيعة الإمامية ، ورفض ماله مساس من قريب أو بعيد من حيث النشوء أو التطبيق لمدرسة الخلفاء ، حتّى أدّى إلى رفض أُصول الفقه والمنهج الاستنباطي والاندفاع نحو الحديث ، وجعله المحور الأساسي في البحوث العلمية ، وانتجت الحركة الأخبارية التي اتخذت موقفها السلبي من العقل والإجماع كدليلين للاستنباط ، وقد يتجاوز ذلك عند بعضهم لتعطيل ظاهر القرآن وحصر تفسيره بما ورد عن أهل البيت عليهم السلام ، ومسائل أُخرى قد تصل إلى أكثر من ثلاثين مسألة ذكرها الخونساري في روضات الجنات في ترجمة محمّد أمين الإسترآبادي .
ومن أهم الآراء التي واجهها العلماء بالردّ والرفض والاستدلال في تلك الفترة وما بعدها ، وإثبات بطلانها قولهم بقطعية الروايات الواردة في الكتب الأربعة ممّا أدى إلى القول بعدم ضرورة علم الرجال والبحث الرجالي .
وقد اهتمَّ العلماء في مواجهة هذه الدعوى الخطيرة التي تؤدي إلى تسطيح البحث العلمي وإلغاء أهم علم من العلوم الإسلامية في البحث والتحقيق ، على أنّ أهمية هذا العلم وضرورته تكمن في وجود الضعفاء والكذابين في طرق


الضّعفاء من رجال الحديث ج1
62

الرباعي للحديث (الصحيح والحسن والموثّق والضعيف) .
د ـ منهج المقال في تحقيق أحوال الرجال ، للسيّد الميرزا محمّد بن علي الحسيني الإسترآبادي (م عام 1028) .
هـ ـ نقد الرجال ، للسيّد الأمير مصطفى بن الحسين الحسيني التفريشي ، كان حيا سنة (1044 ق ) .
و ـ مجمع الرجال ، لزكي الدين بن عناية اللّه القهبائي (م عام 1011 ق ) من تلاميذالمولى عبداللّه بن الحسين التستري ، جمع فيه تمام ما جاء في الأُصول الرجالية الخمسة .

المرحلة السادسة : الاعتماد على كتب الحديث في البحوث الرجالية

نشطت الحركة الأخبارية في الأوساط العلمية في بداية القرن الحادي عشر ، واستمرت حتّى القرن الثالث عشر ، تاركة خلفها مدرسةً ومنهجا علميا له أنصاره ، كما أنّ لها نتاجها العلمي الذي أصبح موضع استفادة وتأمل عند الباحثين والمحقّقين ، المتمثل برفض المنهج الاجتهادي الاستنباطي المتبع في المدرسة البغدادية والمدرسة الحلية ، معتبرين ذلك من تأثير الاختلاط بمدرسة الخلفاء ، متهمين الشيخ ابن الجنيد وابن عقيل بأنّهما أول من أدخل الاجتهاد في التشيع ، لفتح الباب لمن جاء بعدهم ، كالمفيد والسيّد المرتضى والشيخ الطوسي ومن سار على نهجهم .
والمبرر الحقيقي لظهور الحركة الأخبارية هو العمل التأصيلي والتبليغي الذي نهض به العلماء ، وفي نشر التشيع في إيران ومواجهة الفكر الصوفي ، فكان للصراع الصوفي من جهة والشيعي النقي من جهة أُخرى أثر كبير في الاهتمام بالأُصول الأصيلة ، والأدلة القطعية المتمثلة بالكتاب والسنّة ، وكانت المعركة تدور في جبهتين :

  • نام منبع :
    الضّعفاء من رجال الحديث ج1
    سایر پدیدآورندگان :
    الأسدي، عادل حسن
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1384
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 179219
صفحه از 560
پرینت  ارسال به