أنتج جمع الحديث وتصنيفه وشرحه وإجازة روايته ودراسة أسانيده تطور البحث الرجالي ، وخطا خطوة كبيرة لدفع البحث العلمي إلى مرحلة أُخرى ، وتحقيق نظرة جديدة في أسانيد الحديث .
وأهم الكتب الرجالية التي ألفت في تلك الفترة مايلي .
1 . جامع الرواة وإزاحة الاشتباهات عن الطرق والإسناد : تأليف الشيخ محمّد بن علي الأردبيلي (ق 12 ق ) صرف في جمعه ما يقرب من عشرين سنة ، وابتكر قواعد رجالية أصبحت ببركتها كثير من الأخبار التي كانت مجهولة أو ضعيفة أو مرسلة معلومة الحال صحيحة السند. ۱
والحق أنّ الرجل مبتكر في فنه ، مبدع في عمله ، كشف بعمله هذا الستر عن كثير من المبهمات ، بحيث ميّز التلميذ عن الشيخ ، والراوي عن المروي عنه .
2 . الوجيزة ـ المعروف بـ «رجال المجلسي» ـ : للشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي (م عام 1111 ق ) ، قال في المقدّمة : «أما بعد ، فيقول فقير عفو ربّه . . . إنّه التمس منّي جماعة من طالبي علوم أئمّة الدين عليهم السلام أن أكتب لهم في تحقيق أحوال رجال أسانيد الأخبار رسالة وجيزة ، أقتصر فيها على بيان ما اتضح لي من أحوالهم واشتهر عند أصحابنا ـ رحمة اللّه عليهم ـ من أقوالهم ، من غير تعرّض لخصوص الأقوال وقائليها ، وترك المجاهيل لعدم الفائدة للتعرض لها على غاية الإيجاز والاختصار ، يسهل على الطالبين تحصيلها ، ولا يعسر عليهم مصاحبتها وتحويلها ، فأجبتهم إلى ذلك ، ونشير إلى الرموز التي عبرّنا عن أحوالهم بها اختصارا وهي بهذه : (ق) ثقة غير إمامي ، (ح) ممدوح ، (ض) ضعيف ، (م) مجهول . وقولنا : (ثقة) إلى عدل إمامي ضبط» ۲ ، وقال في بعضهم : أسند عنه ، والبعض الآخر مختلف فيه عند عدم ترجيح الأقوال الواردة فيه .