71
الضّعفاء من رجال الحديث ج1

أساس القواعد الكلّيّة ، وجمع قرائن عديدة من القواعد وغيرها من أجل التوثيق .
3 . استيعاب التراث الرجالي والحديثي ؛ لتأسيس قواعد كلّيّة لتصحيح الحديث من خلالها .
فإذا كانت المدرسة الأخبارية المنحسرة قد ساهمت في جمع الحديث وتبويبه ، فقد استطاعت المدرسة الأُصولية المتمثلة بالوحيد بالبهبهاني وتلاميذه أن تؤسّس القواعد الكلّية لتصحيح الكثير من الأحاديث الموصوفة بالضعف بتطبيق تلك القواعد .

المرحلة الثامنة : الموسوعات الرجالية واستيعاب المنهج والتراث

تميزت البحوث الرجالية المتأخّرة عمّا سبقها بالعمق والموسوعية ، واستيعاب الكتب الرجالية السابقة والمباني العلمية في هذا الباب ، فصدرت عنهم كتب تتسم بالدقّة والشمول تظهر من خلال ما توصلت إليه البحوث الرجالية في هذه المرحلة ، نأخذ منها نماذج نسعى من خلالها إلى معرفة ما وصلت إليه البحوث الرجالية وأهمها :
1 . تنقيح المقال في أحوال الرجال : للشيخ عبداللّه بن محمّد بن حسن المامقاني (م عام 1351 ق ) ، وهو أجمع كتاب أُلف في الموضوع ، وقد جمع جل ما ورد في الكتب الرجالية المتقدّمة والمتأخّرة ، فهو أوسع مدونة رجالية مطبوعة لدى الشيعة الإمامية ، فقد ترجم فيه ، كما هو مذكور مجدولاً في أوله (ت 16307) .
2 . قاموس الرجال : للشيخ محمّد تقي التستري (م عام 1415 ق ) كتبه أولاً بصورة تعليقة على رجال المامقاني ، ناقش فيه كثيرا من منقولاته ونظرياته ، موضحا اشتباهاته في ضبطه ونقولاته ، مشيرا للمشتركات ، ومن أهملهم الشيخ المامقاني في رجاله .
ثم درس الرواة حسب ترتيب الشيخ المامقاني ، معتمدا على أُصول الرجال في


الضّعفاء من رجال الحديث ج1
70

السيّد مرتضى الطباطبائي (م عام 1212 ق ) .
ابتدأ كتابه بباب صدّره بآل ، كآل ابن رافع ، وآل أبي شعبة ، وآل أعين ، وآل أبي جهم ، وآل نعيم و . . . غير ذلك ، ثم يذكر جماعة من تمس به الحاجة كثيرا ، ثم يذكر فوائد رجاليه أُخرى في غاية الجودة ، ناحيا منحى أُستاذه الوحيد البهبهاني في السعي لتوثيق بعض الرجال من الضعفاء والمهملين ، بناءً على قواعد كلّية ومباني أساسية من أجل تصحيح أكبر عدد ممكن من الروايات .
ج ـ عدّة الرجال : للسيّد محسن بن الحسن الحسيني الأعرجي الكاظمي (م عام 1227 ق ) أحد تلاميذ الشيخ الوحيد البهبهاني ، ومن الدارسين في مدرسته التجديدية ، ومن المتأثرين بمنهجه في تأسيس القواعد الكلّية لعلوم الاستنباط ، وبالخصوص في البحث الرجالي حيث قال في المقدّمة : «فسألني أحب الناس إليَّ وأعزهم عليَّ ، الولد الموفق على أن أرسم كتابا جامعا للفوائد ، مجردا عن الزوائد ، مبيّنا ما اجتمعوا عليه واختلفوا فيه ، منبّها على ما يقع به التميز كل عمّا يشاركه ، مشيرا إلى ما كان سلف الأُستاذ من التحقيق فيما علّق على المنهج ۱ » ، فصنّف كتابه هذا ، جاعله في ثمانية عشر فائدة ، يبحث فيها عن القواعد الكلّيّة والأساسية في علم الرجال مع تطبيقات دقيقة ، فاق فيها من سبقه من حيث المباني القوية ، والنظرية الثاقبه ، والعبارات الجزلة التي استطاع أن يسكب آراءه وبحوثه الرجالية في أخصر عبارة ، وأمتن بيان ، وأعمق فكرة ، حتّى قال فيه السيّد حسن الصدر : المحقّق المؤسّس المتقن . ۲
إذا تميّزت المرحلة السابعة من مراحل تطور البحث الرجالي بما يلي :
1 . التوجه بالتأليف والتصنيف نحو القواعد الكلّيّة تحت عنوان الفوائد الرجالية .
2 . توثيق العديد من رجال الحديث وفق منهج التوثيقات العامة القائمة على

1.عدّة الرجال : ج ۱ ص ۴۹ .

2.تكملة أمل الآمل : ص ۱۶۵ .

  • نام منبع :
    الضّعفاء من رجال الحديث ج1
    سایر پدیدآورندگان :
    الأسدي، عادل حسن
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1384
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 178793
صفحه از 560
پرینت  ارسال به