75
الضّعفاء من رجال الحديث ج1

وتسلسل اتصالها ووجوهها في مراحل البحث في علم الرجال ، وهي :

أولاً ـ النصّ من الإمام

يراد بذلك أن يروى في الكتب الرجالية وفي كتب الحديث نصّ صريح أو ظاهر عن أحد الأئمّة في تقييم حال راو من الرواة ووصفه بالكذب والوضع وما يؤدي إلى تضعيفه ، ولا خلاف بين علمائنا في الاعتماد على مثل هذه النصوص الشريفة والأخذ بمؤدياتها بعد ثبوت صدورها .
نذكر من ذلك على سبيل المثال مايلي :
أ ـ ما رواه الكشّي في حق المغيرة بن سعيد قال : حدّثني محمّد بن قولوية ، قال : حدّثني سعد بن عبداللّه ، قال : حدّثني أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن أبي يحيى زكريا بن يحيى الواسطي .
وحدّثنا محمّد بن عيسى ، عن أخيه جعفر بن عيسى ، وأبي يحيى الواسطي قالا : قال أبو الحسن الرضا عليه السلام : كان المغيرة بن سعيد يكذّب على أبي جعفر عليه السلام ، فأذاقه اللّه حر الحديد .
وكلا السندين صحيحين ، فالرواية معتبرة في وصف المغيرة بالكذب .
ب ـ ما رواه ابنا نصر قالا : حدّثنا الحسين بن موسى ، عن إبراهيم بن عبدالحميد ، عن عيسى بن أبي منصور، قال : سمعت أباعبداللّه عليه السلام ـ وذكر أبو الخطّاب عنده ـ قال : اللّهمَّ العن أبا الخطّاب ؛ فإنّه خوفني قائما وقاعدا وعلى فراشي ، اللّهمَّ أذقه حر الحديد .
ج ـ وما رواه كذلك في بنان ، ومحمّد بن بشير ، وابن الخطّاب ، ومحمّد بن فرات ، قال عبداللّه بن سعد : حدّثني أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن أبي يحيى سهل بن زياد الواسطي ، عن محمّد بن عيسى بن عبيد ، عن أخيه جعفر وأبي يحيى الواسطي، قال : قال أبو الحسن الرضا : كان بنان يكذب على علي بن الحسين عليه السلام


الضّعفاء من رجال الحديث ج1
74

الرجال ؛ لتعرف أسماء الرواة ، وبعد الغيبة الصغرى حيث اشتد الصراع بين مدرسة أهل البيت والمدارس الفكرية الأُخرى اتجه علماء الشيعة للتصنيف في علم الرجال مع ذكر أحوالهم من توثيق وتضعيف ، مع ذكر مصنّفات الأصحاب ، حتّى كانت حصيلة هذا الجهد العلمي متمثلة في الأُصول الرجالية الخمس ، ثم تطوّر البحث الرجالي في زمن المدرسة الحلّيّة في جمع الأُصول الرجالية الخمس وغيرها ، والنظر فيها ودراسة معطياتها الدلالية والسندية مع ذكر المرجحات عند التعارض بين أقوال الأصحاب .
ثمَّ ظهرت الحركة الأخبارية لتجمع الحديث ، وبعد ذلك دخل الحديث كعنصر أساسي في البحث الرجالي في تمييز المشتركات ومعرفة الطبقات والاستدراك على ما جاء في الكتب الرجالية السابقة ، مع تطبيقات دقيقة لعلم الرجال على أسانيد الأحاديث ، تمثلت بشرح الكتب الأربعة ، والتأليف في الصحيح ، أو ما هو قريب منه ك« الوسائل » .
ثمَّ حصل صراع عميق وواسع بين المدرسة الأُصولية والمدرسة الأخبارية أسفر عن انحسار المدرسة الأخبارية وانتصار الأُصولية التي تميزت باهتمام للقواعد الكلية في الاستنباط ، ولقد أثّرت تلك الذهنية التأسيسية في القواعد الكلّية وتطبيقها في نوعية وكيفية التضعيف في علم الرجال ، حيث كانت المؤلفات في تلك الفترة متجهة نحو القواعد الكلّيّة المعروفة بالقواعد الرجالية ، ومن خلال هذه المسيرة الفكرية والتحقيقية من البحوث الرجالية الحافلة بالعطاء الفكري ، ظهر علماء ومحققون استوعبوا النتاج الفكري وتأصيله ، وضبط الأسماء والطبقات حتّى اتخذ علم أُصول علم الرجال صيغته الأخيرة .

ما يثبت به التضعيف

ذكر العلماء جملة أُمور يثبت بها التوثيق والتضعيف ، غير أنّنا خصصنا بالبحث ما يثبت به التضعيف ؛ لأنّ موضوع بحثنا مختص بالضعفاء نذكرها حسب أهميتها

  • نام منبع :
    الضّعفاء من رجال الحديث ج1
    سایر پدیدآورندگان :
    الأسدي، عادل حسن
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1384
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 178800
صفحه از 560
پرینت  ارسال به