الرجال ؛ لتعرف أسماء الرواة ، وبعد الغيبة الصغرى حيث اشتد الصراع بين مدرسة أهل البيت والمدارس الفكرية الأُخرى اتجه علماء الشيعة للتصنيف في علم الرجال مع ذكر أحوالهم من توثيق وتضعيف ، مع ذكر مصنّفات الأصحاب ، حتّى كانت حصيلة هذا الجهد العلمي متمثلة في الأُصول الرجالية الخمس ، ثم تطوّر البحث الرجالي في زمن المدرسة الحلّيّة في جمع الأُصول الرجالية الخمس وغيرها ، والنظر فيها ودراسة معطياتها الدلالية والسندية مع ذكر المرجحات عند التعارض بين أقوال الأصحاب .
ثمَّ ظهرت الحركة الأخبارية لتجمع الحديث ، وبعد ذلك دخل الحديث كعنصر أساسي في البحث الرجالي في تمييز المشتركات ومعرفة الطبقات والاستدراك على ما جاء في الكتب الرجالية السابقة ، مع تطبيقات دقيقة لعلم الرجال على أسانيد الأحاديث ، تمثلت بشرح الكتب الأربعة ، والتأليف في الصحيح ، أو ما هو قريب منه ك« الوسائل » .
ثمَّ حصل صراع عميق وواسع بين المدرسة الأُصولية والمدرسة الأخبارية أسفر عن انحسار المدرسة الأخبارية وانتصار الأُصولية التي تميزت باهتمام للقواعد الكلية في الاستنباط ، ولقد أثّرت تلك الذهنية التأسيسية في القواعد الكلّية وتطبيقها في نوعية وكيفية التضعيف في علم الرجال ، حيث كانت المؤلفات في تلك الفترة متجهة نحو القواعد الكلّيّة المعروفة بالقواعد الرجالية ، ومن خلال هذه المسيرة الفكرية والتحقيقية من البحوث الرجالية الحافلة بالعطاء الفكري ، ظهر علماء ومحققون استوعبوا النتاج الفكري وتأصيله ، وضبط الأسماء والطبقات حتّى اتخذ علم أُصول علم الرجال صيغته الأخيرة .
ما يثبت به التضعيف
ذكر العلماء جملة أُمور يثبت بها التوثيق والتضعيف ، غير أنّنا خصصنا بالبحث ما يثبت به التضعيف ؛ لأنّ موضوع بحثنا مختص بالضعفاء نذكرها حسب أهميتها