فأذاقه اللّه حر الحديد ، وكان المغيرة بن سعيد يكذب على أبي جعفر عليه السلام فأذاقه اللّه حر الحديد ، وكان محمّد بن بشير يكذب على أبي الحسن موسى عليه السلام فأذاقه اللّه حر الحديد ، وكان أبو الخطّاب يكذب على أبي عبداللّه عليه السلام فأذاقه اللّه حر الحديد ، والذي يكذب عليَّ محمّد بن فرات .
قال أبو يحيى : وكان محمّد بن فرات من الكتّاب ، فقتله إبراهيم بن شكله، ۱ والراواية صحيحة ، ويستدلّ بها على تضعيف من ذكروا في متن الرواية ، وأمثال ذلك كثير تجده مبثوثا في كتابنا إن شاء اللّه تعالى .
ثانيا ـ النصّ من أحد العلماء المتقدّمين
وممّا يثبت الضعف والجرح نصّ أحد الأعلام المتقدّمين ، كالبرقي ، والعيّاشي ، وابن فضّال ، وابن شاذان ، والكشّي ، والصدوق ، والمفيد ، وابن عقدة ، والعقيقي ، والشيخ الطوسي ، والنجاشي ، وابن الغضائري ، وأضرابهم . وذلك من جهة الشهادة أو حجية خبر الثقة أو رأيا اجتهاديا .
وقد اشتهر بين العلماء الأُصوليين حجية خبر الواحد الثقة ، وأنّها لا تختص بالأحكام الشرعية ، بل تعم الموضوعات الخارجية أيضا إلاّ ما قام الدليل على اعتبار التعدد فيه ، كما في المرافعات ، كما لا تعتبر العدالة في حجية الخبر ، بل الوثاقة ، لذا نعتمد على توثيقات وتضعيفات ابن فضّال وابن عقدة .
وحتّى من رد خبر الواحد الثقة في الروايات والأحكام الشرعية ، لم يرده في الموضوعات الخارجية التي لا يشترط في اعتبارها التعدد ـ والتي منها علم الرجال ـ لأنّ تطبيقه في مثل هذا يؤدي إلى عدم اعتبار علم الرجال ؛ لأنّه قائم على شهادة الواحد العدل الثقة ، وخبر الواحد الثقة ممّا يؤدي إلى بطلان الحديث ، وهذا ما لم يقل به أحد ، بل نجد سيرة العلماء قائمة على الاعتماد على ما جاء عن الواحد من العلماء الثقات في الجرح والتعديل .