ونطبق هذا المنهج بشكل أساسي على الرواة الذين لم يكن لهم ذكر في كتب التراجم والرجال ولهم روايات مبثوثة في كتب الحديث ، فقد استخرج الشيخ النمازي رضى الله عنه في مستدركاته مجموعة كبيرة منهم مع ذكر مصادر رواياتهم .
مصادر التضعيف
بعد العرض المتقدّم لنشأة علم الرجال ومراحل تطوره ، تعرّفنا على أهم المصادر الأولية والأُصول المعتمدة في الجرح والتعديل ، كما طالعنا أهم الميزات الأساسية لكل مرحلة من مراحل البحث العلمي الرجالي ، ونتوقّف الآن أمام أهم المصادر الأولية التي ورد فيها تضعيف الرواة وجرحهم ، تاركين البحث عن مصادر التوثيق التي قد تزيد على مصادر التضعيف بالتوثيقات العامة ؛ لأنّها خارج موضوعنا :
1 . رجال الكشّي (معرفة الناقلين) : أبو عمرو محمّد بن عبد بن عبدالعزيز الكشّي ، اختصره الشيخ الطوسي وسمّاه اختيار معرفة الرجال ، فحل محل الأصل ، وأصبح الرجوع إليه في معرفة آراء وأقوال الكشّي .
وهو أحد الأُصول الرجالية الخمسة ، وتقدّم تعريفه في المرحلة الرابعة من مراحل تطور علم الرجال .
فقد ذكر فيه 1151 نصّا في الجرح والتعديل ، والأخبار عن أحوال الرواة والرجال ، ويمكن تصنيف هذه النصوص إلى ما يلي :
أ ـ نصوص منقولة عن المعصومين فيها ذم أو مدح لأحد الرواة ، وعادةً يذكر إسناده إليها .
والاعتماد على هذه النصوص متوقّف على ثبوت صدورها ، أو وجود قرائن معتبرة تدلّ على إمكان الاعتماد عليها .
ب ـ نصوص مسندة لبعض الأصحاب فيها جرح وتعديل لبعض الرواة ، فالاعتماد عليها بدراسة أسانيدها وثبوت صدورها .