91
الضّعفاء من رجال الحديث ج1

ب ـ إنّ بعض من تضعيفاته رواية، وبعض منها اجتهاد .
ج ـ إنّ الموقف أن نتعامل مع رواياته واجتهاداته في التضعيف كما نتعامل مع روايات واجتهادات الموثقين من الرجاليين. ۱
ثالثا . منهج ابن الغضائري :
جمع منهج ابن الغضائري أهم خصائص البحث العلمي في نقل الأقوال والنظرة الاجتهادية وفق قواعد علمية رصينة ، نذكر أهم خصائص منهجه بما يلي :
1 . التصنيف في الضعفاء خاصةً ، فهو أول من أفرد كتابا في الضعفاء .
2 . مراجعته لكتب الرواة ورواياتهم ونقد المتون المروية عنهم لمعرفة عقائدهم وتصحيح الحكم عليهم ، وقد يحكم بوثاقة الراوي أو بضعفه نظرا لرواياته .
3 . مناقشة الأحكام الصادرة من القمّيين بالغلو والارتفاع على الرواة لما عرف منهم التشدد في هذا المصطلح وتوسيعه ، بينما البغداديون ـ والمؤلف منهم ـ لا يرون ذلك .
4 . تفريعه في جهات التضعيف بين الضعيف المطلق وبين الضعيف في الدين والمذهب أو الرواية والنقل والحديث والسداد لذا نجد أحكامه على الرجال من عدّة جوانب وبألفاظ متعدد لكل منها دلالة في النظر لحال الراوي .
5 . استخدامه لعبارات علمية في أدلة الجرح وعدمه مثل «المنكر» و«الوضع» و«الإرسال» و «الشاهد» و «العلة» و «التخليط» و «الغلو» و «الاضطراب» و«الارتفاع» و«التفرد بالغرائب» ، وأمثال ذلك ممّا يدل على عناية فائقة بالعلم وتوغل عميق. ۲
فهو من أرصن كتب الرجال في الدقّة والقوة وفي الترتيب والتعبير والأداء والالتزام بمصطلح علماء الفن .

1.أُصول علم الرجال : ص ۱۰۹ .

2.راجع الرجال لابن الغضائري (مقدمة المحقّق) : ص ۳۰ ـ ۳۱ .


الضّعفاء من رجال الحديث ج1
90

الاعتماد عليه ، خصوصا بعد اعتماد العلماء عليه كابن طاووس، وابن داوود، والعلاّمة الحلّي، وغيرهم .
وأوضح دليل على أنّ الكتاب لعالم نقّاد متخصص ، والنظر في كتابه والاطلاع على منهجه العلمي الذي اتبعه في الكتاب وبالمقارنة بينه وبين من عاصره من الرجال نجد أنّ صاحب الكتاب من أئمّة الفن وحذاق النقاد في علم الرجال .
ولما لم نجد أحدا ينسبه إلى غير ابن الغضائري فلا مجال للتشكيك في نسبته إليه ، وأنّه الرجالي المعروف الذي اعتمد على أقواله النجاشي، وابن طاووس .
ثانيا : ليس كل تضعيفات ابن الغضائري اجتهادية ، وإنّما بعضها روايةً ناقلاً تضعيفات القمّيين، ومشيرا إلى أنّه طعن عليه. والبعض الآخر اجتهاد وفق منهجه الخاص.
ثالثا : الذي يطالع أحكامه وأقواله يكتشف أنّه لم يكن متسرعا ، وإنّما متتبع لأحوال الراوي ورواياته ، ثُمَّ يعطي الحكم النهائي ، لذا حكم على وثاقة بعض الرواة نظرا لرواياتهم ، وردَّ من ضعفهم ؛ لأنّ ما روي عنهم ليس فيه ما يوجب التضعيف .
رابعا : إنّ لابن الغضائري كتابين أحدهما في الممدوحين ، والآخر في الضعفاء ، والذي وصل إلينا كتابه المختص بالضعفاء ، ولو وصل إلينا كتابه في الممدوحين لما أُتهم بكثرة التضعيف ، ولما وصف بالطعان .
وقولهم : إنّه لم يسلم منه أحد ليس بصحيح ، لأنّه وثّق بعض الضعفاء ، وكتابه يخلو من ذكر بعض الضعفاء الذين صرح الرجاليون بضعفهم .
إذا أدلة النافين غير ناهضة في نفي الكتاب ، وأنّ القرائن المحيطة بالكتاب من اعتماد أمثال السيّد ابن طاووس، والعلاّمة الحلّي، وابن داوود الحلّي ، وظاهر الوحيد البهبهاني في ثبوت النسبة وأمثالها من القرائن هي في جانب الإثبات ، وممّا تقدم نخلصها إلى ما يلي :
أ ـ إنّ كتاب الضعفاء هو من تأليف أبي الحسين بن الحسين الشهير بابن الغضائري.

  • نام منبع :
    الضّعفاء من رجال الحديث ج1
    سایر پدیدآورندگان :
    الأسدي، عادل حسن
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1384
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 179529
صفحه از 560
پرینت  ارسال به