أقوال العلماء فيه :

قال النجاشي: «لا بأس به، كان يخفي أمره كثيرا، ثمّ ظاهر بالدين في آخر عمره» ^۱ .
وقال ابن الغضائري : «كان ضعيفا يضع الأحاديث ، ويروي عن المجاهيل ، ولا بأس بما رواه من الأشعثيّات وبما يجري مجراها ممّا رواه غيره» ^۲
وقال في ترجمة محمّد بن القاسم الاستر آبادى : «إنّ تفسيره موضوع عن سهل الديباجي» ^۳ .
وقال المحقّق التستري والسيّد الخوئي : إنّ هذه العبارة لا نعرف لها معنى ظاهرا ؛
فإنّ سهلاً لم يقع في طريقه هذا التفسير ^۴ ؛ فإنّ ابن بابويه رواه عن رجلين مجهولين ، أحدهما يُعرف بيوسف بن محمّد بن زياد ، والآخر علي بن محمّد بن يسار ، عن أبيهما .
ووجّه المحقّق التستري كلام ابن الغضائري بالقول : «لعلّ الأُصول (والتفسير موضوع كما عن سهل الديباجي) ، ولا منافاة بين من يحكم بوضعه للحديث وينقل عنه وضع التفسير» ^۵ .
أقول : ولعل ابن الغضائري رأى أنّ سهلاً الديباجي يروي من هذا التفسير روايات ؛ فلذا قال : «عن سهل الديباجي عن أبيه بأحاديث من هذه المناكير» . ^۶
ويظهر التعارض بين قول النجاشي : «لا بأس به» أى يمكن الأخذ منه ، وبين حكم ابن الغضائري عليه بالوضع ناظرا لبعض رواياته وفق منهجه في الجرح والتعديل ، ولعلّ ابن الغضائري ناظر لما سيأتي في «نماذج من رواياته» في حكمه
عليه بالوضع .
ورجّح الحكم بحسنه ومدحه : العلاّمة الحلّي ، حيث ذكره في القسم الأوّل من الخلاصة مع نقل نصّ قول النجاشي وابن الغضائري .
لكن قول ابن الغضائري في غاية الدقة ؛ حيث أسقط رواياته عن غير الأشعثيّات التي رواها غيره من المحدّثين ، ووصفه بالوضع نظرا لمثل رواياته الآتية ، فالراجح ما حقّقه ابن الغضائري .
وذكره الجزائري في القسم الثاني من رجاله المختصّ بالحسان وقال : «لا يبعد استفادة مدحه من نفي البأس وقرائن أُخرى ، واللّه أعلم» ^۷ .
وأمّا في مدرسة الخلفاء : فقد كان يخفي أمره عليهم ، ورووا عنه وحكموا عليه بالكذب ، قال الخطيب البغدادي : «سألت الأزهري عن سهل الديباجي ، فقال : كان كذّابا رافضيّا زنديقا» ^۸ .
وقال الذهبي : «رمي بالأخوين : الرفض والكذب ؛ رماه الأزهري وغيره» ^۹ .
ولعلّ رميهم له بالكذب والزندقة لأنّه كان يسبّ أسلافهم ، كما عن الأزهري قال : «رأيت في داره على الحائط مكتوبا لعن أبي بكر وعمر وباقي الصحابة العشرة سوى علي» ^۱۰ .
لكن الخطيب البغدادي نقل في تاريخه أكثر من خمسة وأربعين نصّا في الجرح والتعديل ، رواها عن عثمان بن أحمد الدقّاق عنه عن أبي حفص عمرو بن علي الصيرفي ^۱۱ ، ونقل ابن عساكر بعض تلك النصوص عن تاريخ بغداد ^۱۲ .

[ 156 ]

سهل بن أحمد الديباجي

اسمه ونسبه :

سهل بن أحمد بن عبد اللّه بن سهل الديباجي ، يكنّى أبا محمّد . كان ينزل درب الزعفرانيّة ببغداد .

طبقته :

ولد سنة (289 ه) وتوفّي في صفر سنة (330 ه) ^۱ .
ذكره الشيخ الطوسي في من لم يروِ عن واحد من الأئمّة عليهم السلام ، وقال : «سهل بن أحمد بن عبد اللّه بن سهل الديباجي ، بغدادي ، وكان ينزل درب الزعفرانيّة ببغداد . سمع منه التلعكبري سنة (370 ه) وله منه إجازة ولابنه ، أخبرنا عنه الحسين بن عبيد اللّه . يكنّى أبا محمّد» ^۲
.
روى عن : محمّد بن محمّد الأشعث ، ومحمّد بن يحيى الصولي ، وعلي بن النعمان ، ومحمّد بن الطبري ، وأبي خليفة ، ومحمّد بن أبي الأزهر ، وأبي حفص عمر بن علي ، ومحمّد بن العبّاس اليزيدي ، ومحمّد بن الحسن بن دريد ، وأبي بكر الأنباري .
وروى عنه ، هارون بن موسى التلعكبري ، ومحمّد بن الحسن الصفّار ، والشريف الرضي ، ومحمّد بن أحمد القمّي ، وعثمان بن أحمد الدقّاق ، والقاضي أبو العلاء محمّد بن علي الواسطي ، وغيرهم .