رواياته :
له عدّة روايات : ثلاث منها في التهذيب والاستبصار ، وقد وصف الشيخ الطوسي تلك الروايات بالشذوذ ۱ ، ورواية واحدة في الكافي ۲ ، وأُخرى في الأمالي للمفيد ۳ ، وثالثة في الثاقب في المناقبلابن حمزة .
نماذج من رواياته :
۱.ـ ما جاء في الثاقب في المناقب عن رزين الأنماطي ، عن أبي عبد اللّه ـ صلوات اللّه عليه ـ عن أبيه ، عن آبائه (عليهم السلام) :أنّ أميرالمؤمنين ـ صلوات اللّه عليه ـ دخل الكوفة فأقام بها أيّاما ، فبينما هو يدور في طرقها ، فإذا هو بيهودي قد وضع يده على رأسه وهو يقول : معاشر الناس! أفبحكم الجاهليّة تحكمون ، وبه تأخذون ، وطريقا لا تحفظون؟!
فدعا به أميرالمؤمنين ـ صلوات اللّه عليه ـ فوقف بين يديه ، وقال له : «ما حالك يا أخا اليهود؟» .
فقال : يا أميرالمؤمنين ، إنّي رجل تاجر خرجت من ساباط المدائن ومعي ستّون حمارا ، فلمّا حضرت موضع كذا أُخذ ما كان معي اختطافا ، ولا أدري أين ذُهب بها .
فقال أميرالمؤمنين : «لن يذهب منك شيء ، يا قنبر ، أسرج لي فرسي» . فأسرج فرسه ، فلمّا ركبه قال : «يا قنبر ويا أصبغ بن نباتة ، خذا بيدي اليهودي وانطلقا به أمامي» . فانطلقا به حتّى صارا إلى الموضع الذي ذكره ، فخطّ أميرالمؤمنين ـ صلوات اللّه عليه ـ بسوطة خطّة ، فقال لهم : «قوموا في وسط هذه الخطّة ولا تجاوزوها فتخطفكم الجنّ» . ثمّ قنع فرسه واقتحم في الصحراء وقال : «واللّه ، معاشر ولد الجنّ من ولد الحارث بن السيّد ـ وهو إبليس ـ إن لم تردّوا عليه أحمره لنخلعنّ ما بيننا وبينكم من العهد والميثاق ، ولأضربنّكم بأسيافنا حتّى تفيؤوا إلى أمر اللّه !» . فإذا أنا بقعقعة اللجم وصهيل الخيل وقائل يقول : الطاعة للّه ولرسوله ولوصيّه . ثمّ انحدر في الصحراء ستّون حمارا بأحمالها لم يذهب منها شيء ، فأدّاها إلى اليهودي .
فلمّا دخل الكوفة قال له اليهودي : ما اسم محمّد ابن عمّك في التوراة؟ وما اسمك فيها؟ وما اسم ولديك؟
فقال أميرالمؤمنين ـ صلوات اللّه عليه وآله ـ : «سَلْ استرشادا ولا تسأل تعنُّتا ، عليك بكتاب التوراة ، اسم محمّد فيها طاب طاب ، واسمي إليا ، واسم ولديّ شبّر وشبير» .
فقال اليهودي : أشهد أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له ، وأشهد أنّ محمّدا عبده ورسوله ، وأنّك وصيّه من بعده ، وأنّ ما جاء به وجئت به حقّ ۴ .