349
الضّعفاء من رجال الحديث ج2

أقوال العلماء فيه :

قال النجاشي : «علي بن أبي حمزة ـ واسم أبي حمزة سالم ـ البطائني ، أبو الحسن مولى الأنصار ، كوفي ، وكان قائد أبي بصير يحيى بن القاسم . وله أخ يسمّى جعفر بن أبي حمزة . روى عن أبي الحسن موسى عليه السلام ، وروى عن أبي عبد اللّه عليه السلام ، ثمّ وقف ، وهو أحد عُمد الواقفة . وصنّف كتباً عدّة» ۱ .
وقال الطوسي في الفهرست : «علي بن أبي حمزة ، واقفي المذهب ، له أصل» ۲ .
وقال ابن الغضائري : «علي بن أبي حمزة ، لعنه اللّه ! أصل الوقف ، وأشدّ الخلق عداوةً للوليّ من بعد أبي إبراهيم عليهماالسلام» ۳ .
وقد وردت عدّة نصوص في ذمّه ، كما جاء في رجال الكشّي وكتاب الغيبة للطوسي ، نذكر منها مايلي :
1 ـ في رجال الكشّي : محمّد بن مسعود قال : حدّثني علي بن الحسن قال : حدّثني أبو داوود المسترق ، عن علي بن أبي حمزة قال : قال أبو الحسن موسى عليه السلام : يا علي ، أنت وأصحابك شبه الحمير!» .
ثمّ ذكرها الكشّي بسند آخر : عن حمدان بن أحمد قال : حدّثنا معاوية بن حكيم ، عن أبي داوود المسترق ، عن عقبة بيّاع القصب .
ثمّ ذكرها ثالثةً بالسند الأوّل ۴ .
والرواية بتلك الأسانيد صحيحة إلى ابن أبي حمزة ، ولكن كيف ينقل الرجل الذمّ في نفسه وأصحابه؟!
2 ـ وفيه أيضاً : حدّثنا حمدويه قال : حدّثني الحسن بن موسى ، عن أبي داوود
قال : كنت أنا وعتيبة بيّاع القصب عند علي بن أبي حمزة ـ قال : ـ فسمعته يقول : قال لي أبو الحسن موسى عليه السلام : «إنّما أنت يا علي وأصحابك أشباه الحمير» . ـ قال : ـ فقال عتيبة : أسمعت؟ ـ قال : ـ قلت : إي و اللّه ـ قال : ـ فقال : لقد سمعت ، و اللّه لا أنقل قدمي إليه ما حييت ۵ .
ومثله في الغيبة للطوسي ، قال : روى محمّد بن أحمد بن يحيى الأشعري ، عن عبد اللّه بن محمّد ، عن الخشّاب ، عن أبي داوود ۶ .
والرواية صحيحة السند في رجال الكشّي ، وأمّا في الغيبة فطريق الشيخ إلى محمّد بن يحيى في الفهرست والتهذيب صحيح ، فالرواية صحيحة السند ، فيثبت بها وصف علي بن أبي حمزة وأصحابه بأشباه الحمير .
3 ـ وفيه أيضاً : قال ابن مسعود : قال أبو الحسن علي بن الحسن بن فضّال : علي بن أبي حمزة كذّاب متّهم . وروى أصحابنا أنّ أبا الحسن الفارسي ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس بن عبدالرحمان قال : دخلت على الرضا عليه السلام قال بعد موت ابن أبي حمزة : «إنّه أُقعِد في قبره ، فسُئل عن الأئمّة عليهم السلام ، فأخبر بأسمائهم حتّى انتهى إليّ ، فسُئل فوقف ، فضُرب على رأسه ضربة امتلأ قبره ناراً» ۷ .
ثمّ ذكر مضمون الرواية مع السند مرّة أُخرى : عن محمّد بن الحسين قال : حدّثني أبو علي الفارسي ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس بن عبدالرحمان قال : دخلت على الرضا عليه السلام ، فقال لي : «مات علي بن أبي حمزة؟» . قلت : نعم . قال : «قد دخل النار» . قال : ففزعت من ذلك . قال : « ...فضرب في قبره ضربة اشتعل قبره ناراً» ۸ .
والرواية ضعيفة السند ؛ لجهالة أبي علي الفارسي .
4 ـ قال ابن مسعود : سمعت علي بن الحسن : ابن أبي حمزة كذّاب ملعون ، قد رويت عنه أحاديث كثيرة ، وكتبت تفسير القرآن كلّه من أوّله إلى آخره ، إلاّ أنّي لا أستحلّ أن أروي عنه حديثاً واحداً ۹ .
وفي هذا النصّ اضطراب ؛ لأنّ علي بن الحسن بن أبي حمزة من أصحاب الصادق والكاظم عليهماالسلام ، وابن مسعود من علماء الغيبة الصغرى ، فلا يصحّ السماع منه ؛ للاختلاف في الطبقة . ولعلّ الخبر متعلّق بالنصّ المتقدّم عن ابن فضّال .
ولعلّ تفسيره هو التفسير الذي رواه محمّد بن إبراهيم النعماني بسنده عن الحسن بن علي بن أبي حمزة ، عن أبيه ، عن إسماعيل بن جابر ، عن الإمام الصادق عليه السلام ، والمعروف بالتفسير المنسوب لأمير المؤمنين عليه السلام ، وجده الشيخ المجلسي ونقله في بحارالأنوار ۱۰ . ويظهر أنّه موضوع .
5 ـ وفي الغيبة للطوسي قال : وحدّثني جعفر بن سليمان ، عن داوود الصرمي ، عن علي بن أبي حمزة قال : قال لي أبو عبد اللّه عليه السلام : «من جاءك فقال لك : إنّه مرض ابني هذا ، وأغمضه ، وغسّله ، ووضعه في لحده ، ونفض يده من تراب قبره ، فلا تُصدِّقه» .
فهذا الخبر رواه ابن أبي حمزة ، وهو مطعون عليه ، وهو واقفي ، وسنذكر ما دعاه إلى القول بالوقف ۱۱ .
6 ـ وفيه أيضاً قال : روى الثقات أنّ أوّل من أظهر هذا الاعتقاد : علي بن أبي حمزة البطائني ، وزياد بن مروان القندي ، وعثمان بن عيسى الرواسي ؛ طمعوا في الدنيا ، ومالوا إلى حطامها ، واستمالوا قوماً ، فبذلوا لهم شيئاً ممّا اختانوه من الأموال ،
نحو : حمزة بن بزيع ، وابن المكاري ، وكرّام الخثعمي ، وأمثالهم ۱۲ .
7 ـ وفيه أيضاً قال : روى محمّد بن يعقوب ، عن محمّد بن يحيى العطّار ، عن محمّد بن أحمد ، عن محمّد بن جمهور ، عن أحمد بن الفضل ، عن يونس بن عبد الرحمان قال : مات أبو إبراهيم عليه السلام وليس من قوّامه أحد إلاّ وعنده المال الكثير ، وكان ذلك سبب وقفهم وجحدهم موته ؛ طمعاً في الأموال . كان عند زياد بن مروان القندي سبعون ألف دينار ، وعند علي بن أبي حمزة ثلاثون ألف دينار ، فلمّا رأيت ذلك وتبيّنت الحقّ وعرفت من أمر أبي الحسن الرضا عليه السلام ما علمت ، تكلّمت ودعوت الناس إليه ، فبعثا إليّ وقالا : ما يدعوك إلى هذا؟ إن كنت تريد المال فنحن نغنيك ، وضمنا لي عشرة آلاف دينار ، وقالا لي : كُفَّ! فأبيت ، وقلت لهما : إنّا روينا عن الصادقين عليهم السلام أنّهم قالوا : «إذا ظهرت البدع فعلى العالم أن يظهر علمه ، فإن لم يفعل سلب نور الإيمان» ، وما كنت لأدع الجهاد وأمر اللّه على كلّ حال ، فناصباني وأضمرا لي العداوة ۱۳ .
وذكرها الصدوق في عيون الأخبار قائلاً : حدّثنا محمّد بن الحسن بن الوليد قال : حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار ، عن أحمد بن الحسين بن سعيد ، عن محمّد بن جمهور ، عن أحمد بن الفضل ۱۴
.
وفي رجال الكشّي جزء منها : عن علي بن محمّد قال : حدّثني محمّد بن أحمد ، عن أحمد بن الحسين ، عن محمّد بن جمهور ، عن أحمد بن الفضل ، عن يونس بن عبد الرحمان قال : مات أبو الحسن عليه السلام وليس من قوّامه أحد إلاّ وعنده المال الكثير ، وكان ذلك سبب وقفهم وجحودهم موته ، وكان عند علي بن أبي حمزة ثلاثون ألف دينار ۱۵ .
والرواية في الغيبة ورجال الكشّي ضعيفة السند بمحمد بن جمهور الضعيف وأحمد بن الفضل المشترك .
8 ـ وفي رجال الكشّي : علي بن محمّد قال : حدّثني محمّد بن أحمد ، عن أبي عبد اللّه الرازي ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن محمّد بن الفضيل ، عن أبي الحسن عليه السلام ، قال : قلت : جعلت فداك! إنّي خلّفت ابن أبي حمزة وابن مهران وابن أبي سعيد أشدّ أهل الدنيا عداوةً للّه تعالى . قال : فقال : «ما ضرَّك من ضلَّ إذا اهتديت ، إنّهم كذّبوا رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم ، وكذّبوا أميرالمؤمنين ، وكذّبوا فلاناً وفلاناً ، وكذّبوا جعفراً وموسى ، ولي بآبائي عليهم السلام أُسوة» . قلت : جعلت فداك! إنّا نروي أنّك قلت لابن مهران : «أذْهَبَ اللّه نور قلبك ، وأدخَلَ الفقر بيتك!» .
فقال : «كيف حاله وحال بزه؟» . قلت : يا سيّدي ، أشدّ حال ، هم مكروبون ، وببغداد لم يقدر الحسين أن يخرج إلى العمرة ، فسكت .
وسمعته يقول في ابن أبي حمزة : «أما استبان لكم كذبه؟! أ ليس هو الذي يروي أنّ رأس المهديّ يُهدى إلى عيسى بن موسى وهو صاحب السفياني؟! وقال : إنّ أبا الحسن يعود بعد ثمانية أشهر؟!» ۱۶ .
والرواية ضعيفة السند بأبي عبد اللّه الرازي ومحمّد بن الفضيل المشترك .
9 ـ وقال الكشّي : حدّثني حمدويه قال : حدّثني الحسن بن موسى ، عن داوود بن محمّد ، عن أحمد بن محمّد قال : وقف علي أبو الحسن عليه السلام في بني زريق ، فقال لي وهو رافع صوته : «يا أحمد» ، قلت : لبيّك! قال : «إنّه لمّا قبض رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلمجهد الناس في إطفاء نور اللّه ، فأبى اللّه إلاّ أن يتمّ نوره بأميرالمؤمنين عليه السلام » . فلمّا توفّي أبو الحسن عليه السلام جهد علي بن أبي حمزة وأصحابه في إطفاء نور اللّه ، فأبى اللّه إلاّ أن يتمّ نوره ، وإنّ أهل الحقّ إذا دخل فيهم داخل سُرّوا به ، وإذا خرج منهم خارج لم يجزعوا عليه ؛ وذلك أنّهم على يقين من أمرهم . وإنّ أهل الباطل إذا دخل
فيهم داخل سُرّوا به ، وإذا خرج منهم خارج جزعوا عليه ؛ وذلك أنّهم على شكّ من أمرهم . إنّ اللّه ـ جلّ جلاله ـ يقول : «فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ» ـ قال : ـ ثمّ قال أبو عبد اللّه عليه السلام : «المستقرّ : الثابت ، والمستودع : المعاد» ۱۷ .
والرواية صحيحة السند إلى أحمد بن محمّد ، وهو مشترك بين كثير ، ولعلّه ابن أبي نصر ؛ لاختصاصه بالإمام الرضا عليه السلام .
10 ـ وقال الكشّي في موضع آخر : حدّثني محمّد بن مسعود قال : حدّثنا جعفر بن أحمد ، عن أحمد بن سليمان ، عن منصور بن العبّاس البغدادي قال : حدّثنا إسماعيل بن سهل قال : حدّثني بعض أصحابنا ـ وسألني أن أكتم اسمه ـ قال : كنت عند الرضا عليه السلام ، فدخل عليه علي بن أبي حمزة وابن السرّاج وابن المكاري ، فقال له ابن أبي حمزة : ما فعل أبوك؟ قال : «مضى» . قال : مضى موتاً؟ قال : «نعم» . ـ قال : ـ فقال : إلى من عهد؟ قال : «إليّ» . قال : فأنت إمام مفترض طاعته من اللّه ؟ قال : «نعم» .
قال ابن السرّاج وابن المكاري : قد و اللّه أمكنك من نفسه . قال : «ويلك! وبِمَ أُمكنت؟ أتريد أن آتي بغداد وأقول لهارون : أنا إمام مفترض طاعتي؟ و اللّه ما ذاك عليّ ، وإنّما قلت ذلك لكم عندما بلغني من اختلاف كلمتكم وتشتّت أمركم ؛ لئلاّ يصير سرّكم في يد عدوّكم» .
قال له ابن أبي حمزة : لقد أظهرت شيئاً ما كان يظهره أحد من آبائك ولا يتكلّم به! قال : «بلى و اللّه ، لقد تكلّم به خير آبائي رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم لمّا أمره اللّه تعالى أن ينذر عشيرته الأقربين ؛ جمع من أهل بيته أربعين رجلاً وقال لهم : إنّي رسول اللّه إليكم ، وكان أشدّهم تكذيباً له وتأليباً عليه عمّه أبو لهب ، فقال لهم النبيّ صلى الله عليه و آله وسلم : إن خدشني خدش فلست بنبيّ ، فهذا أوّل ما أُبدعُ لكم من آية النبوّة ، وأنا أقول : إن خدشني هارون خدشاً فلست بإمام ، فهذا ما أُبدعُ لكم من آية الإمامة» .
قال له علي : إنّا روينا عن آبائك أنّ الإمام لا يلي أمره إلاّ إمام مثله؟ فقال له أبو الحسن عليه السلام : «فأخبرني عن الحسين بن علي عليهماالسلام كان إماماً أو كان غير إمام؟» . قال : كان إماماً . قال : «فمن ولي أمره؟» . قال : علي بن الحسين . قال : «وأين كان علي بن الحسين عليهماالسلام؟» . قال : كان محبوساً بالكوفة في يد عبيد اللّه بن زياد ـ قال : ـ خرج وهم لايعلمون حتّى ولي أمر أبيه ثمّ انصرف .
فقال له أبو الحسن عليه السلام : «إن هذا أمكن علي بن الحسين عليه السلام أن يأتي كربلاء فيلي أمر أبيه ، فهو يمكن صاحب هذا الأمر أن يأتي بغداد فيلي أمر أبيه ثمّ ينصرف ، وليس فيَّ حبس ولا فيَّ إسار» .
قال له علي : إنّا روينا أنّ الإمام لايمضي حتّى يري عقبه؟
قال : فقال أبو الحسن عليه السلام : «أما رويتم في هذا الحديث غير هذا؟» . قال : لا . قال : «بلى و اللّه ، لقد رويتم فيه إلاّ القائم ، وأنتم لاتدرون ما معناه ولم قيل؟» . قال له علي : بلى و اللّه ، إنّ هذا لفي الحديث . قال له أبو الحسن عليه السلام : «ويلك! كيف اجترأت عليَّ بشيء تدع بعضه؟!» . ثمّ قال : «يا شيخ ، اِتّقِ اللّه ، ولا تكن من الصادّين عن دين اللّه تعالى» ۱۸ .
والرواية ضعيفة السند بأحمد بن سليمان ، وإسماعيل بن سهل ، والإرسال .
وفي عيون الأخبار للصدوق خبر قريب منه ، روى الصدوق عن علي بن أحمد بن محمّد بن عمران الدقّاق رضى الله عنه قال : حدّثنا محمّد بن أبي عبد اللّه الكوفي قال : حدّثني جرير بن حازم ، عن أبي مسروق قال : دخل على الرضا جماعة من الواقفة فيهم علي بن أبي حمزة البطائني ومحمّد بن إسحاق بن عمّار والحسين بن مهران والحسن بن أبي سعيد المكاري ، فقال له علي بن أبي حمزة : جعلت فداك! أخبرنا عن أبيك عليه السلام ما حاله؟ فقال له : «إنّه قد مضى» . فقال له : فإلى من عهد؟ فقال : «إليّ» . فقال له : إنّك لتقول قولاً ما قاله أحد من آبائك ؛ علي بن أبي طالب عليه السلام فمن دونه! قال : «لكن قد قاله خير آبائي وأفضلهم ؛ رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم» . فقال له : أما تخاف هؤلاء على نفسك؟ فقال : «لو خفت عليها كنت عليها معيناً ؛ إنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلمأتاه أبو لهب فتهدّده ، فقال له رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم : إن خدشت من قِبلك خدشة فأنا كذّاب ، فكانت أوّل آية نزع بها رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم ، وهي أوّل آية أنزع لكم ؛ إن خدشت خدشة من قِبل هارون فأنا كذّاب» .
فقال له الحسن بن مهران : قد أتانا ما نطلب إن أظهرت هذا القول! قال : «فتريد هذا؟! أتريد أن أذهب إلى هارون فأقول له : إنّي إمام وأنت لست في شيء؟! ليس هكذا صنع رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم في أوّل أمره ، إنّما قال ذلك لأهله ومواليه ومن يثق به ، فقد خصّهم به دون الناس ، وأنتم تعتقدون الإمامة لمن كان قبلي من آبائي ، ولا تقولون إنّه إنّما يمنع علي بن موسى أن يخبر أنّ أباه حيّ تقيّةً ، فإنّي لاأتّقيكم في أن أقول : إنّي إمام ، فكيف أتّقيكم في أن أدّعي أنّه حيّ ، لو كان حيّاً؟!» ۱۹ .
والرواية ضعيفة ؛ لجهالة جرير بن حازم .
11 ـ وفي الغيبة للشيخ الطوسي : وروى الشيخ عن محمّد بن أحمد بن يحيى ، عن بعض أصحابنا ، عن محمّد بن عيسى بن عبيد ، عن محمّد بن سنان قال : ذكر علي بن أبي حمزة عند الرضا عليه السلام فلعنه ، ثمّ قال : «إنّ علي بن أبي حمزة أراد أن لايعبد اللّه في سمائه وأرضه ، فأبى اللّه إلاّ أن يتمّ نوره ولو كره المشركون ؛ ولو كره اللّعين المشرك» . قلت : المشرك؟ قال : «نعم و اللّه ، وإن رغم أنفه ، كذلك هو في كتاب اللّه : «يُرِيدُونَ أَن يُطْفِـئواْ نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَ هِهِمْ» ، وقد جرت فيه وفي أمثاله أنّه أراد أن يطفئ نور اللّه » ۲۰ .
والرواية مرسلة ، أرسلها محمّد بن أحمد بن يحيى الذي يروي عن الضعفاء كثيراً .
إنّ هذه النصوص الواردة في ذمّه والتي رواها الصدوق والكشّي والطوسي وإن كان أكثرها ضعيفة السند ، لكنّها بمجموعها وشهادة ابن فضّال والعيّاشي والصدوق والنجاشي والطوسي وابن الغضائري على وقفه ، نقطع بوقفه وإنكاره لإمامة الرضا عليه السلام وكونه من المعاندين . لكن قد يتوهّم أنّه رجع عن الوقف ؛ لوجود روايتين رواهما الكشّي ، وهما :
1 ـ علي بن محمّد قال : حدّثني محمّد بن أحمد ، عن محمّد بن علي الهمداني ، عن رجل ، عن علي بن أبي حمزة قال : شكوت إلى أبي الحسن عليه السلام وحدّثته بالحديث عن أبيه وعن جدّه فقال : «يا علي ، هكذا قال أبي وجدّي عليهماالسلام؟» . ـ قال : ـ فبكيت ، ثمّ قال : «أو قد سألت اللّه لك أو أسأله لك في العلانية أن يغفر لك» ۲۱ .
والرواية ضعيفة السند بمحمد بن عليالهمداني والإرسال، وهي عن الرجل نفسه.
2 ـ وجدت بخطّ جبريل بن أحمد : حدّثني محمّد بن عبد اللّه بن مهران ، عن محمّد بن علي الصيرفي ، وعن الحسن بن علي بن أبي حمزة ، عن أبيه قال : دخلت المدينة وأنا مريض شديد المرض ، فكان أصحابنا يدخلون ولا أعقل بهم ، وذاك أنّه أصابني حمّى فذهب عقلي ، وأخبرني إسحاق بن عمّار أنّه أقام علي بالمدينة ثلاثة أيّام لا يشكّ أنّه لايخرج منها حتّى يدفنني ويصلّي عليَّ ، وخرج إسحاق بن عمّار ، وأفقت بعد ما خرج إسحاق ، فقلت لأصحابي : افتحوا كيسي وأخرجوا منه مئة دينار فاقسموها في أصحابنا ، وأرسل إليّ أبو الحسن عليه السلام بقدح فيه ماء ، فقال الرسول : يقول لك أبو الحسن عليه السلام : «اشرب هذا الماء ؛ فإنّ فيه شفاءً إن شاء اللّه » ، ففعلت ، فأسهل بطني ، فأخرج اللّه ما كنت أجده في بطني من الأذى ، ودخلت على أبي الحسن عليه السلام فقال : «يا علي ، أما إنّ أجلك قد حضر مرّة بعد مرّة» . فخرجت إلى مكّة ، فلقيت إسحاق بن عمّار ، فقال : و اللّه لقد أقمت بالمدينة ثلاثة أيّام ما شككت إلاّ أنّك ستموت! فأخبرني بقصّتك ، فأخبرته بما صنعت وما قال لي أبو الحسن ممّا
أنسأ اللّه في عمري مرّة بعد مرّة من الموت ، وأصابني مثل ما أصاب ، فقلت : يا إسحاق ، إنّه إمام ابن إمام ، وبهذا يعرف الإمام ۲۲ .
والرواية ضعيفة السند بمحمد بن عبد اللّه بن مهران ومحمّد بن علي الصيرفي والحسن بن علي وبعليّ بن أبي حمزة نفسه الذي يراد توثيقه بها .
مضافاً إلى أنّه لا دلالة فيها على توثيقه ؛ لأنّ الظاهر أنّ المراد بأبي الحسن عليه السلام هو موسى بن جعفر عليه السلام .
وقد حكم بضعفه العلاّمة الحلّي وذكره في القسم الثاني من الخلاصة المختصّ بالضعفاء ۲۳ ، وابن داوود الحلّي في الجزء الثاني من رجاله المختصّ بالمجروحين والمجهولين ۲۴ ، والجزائري في القسم الرابع من رجاله المختصّ برواة الضعاف ۲۵ ، ومحمّد طه نجف في القسم الثالث من رجاله المختصّ بالضعفاء ۲۶ .
وقال المجلسي : «ضعيف ، وقيل : ثقة ؛ لأنّ الشيخ قال في العدّة : عملت الطائفة بأخباره ، ولقوله في الرجال : له أصل ، ولقول ابن الغضائري في ابنه الحسن : أبوه أوثق منه» ۲۷ .
وحكم على رواياته في شرحه للكافي والتهذيب بقوله : «ضعيف المشهور» ۲۸ .
وذكره المحقّق البهبودي في الضعفاء ۲۹ .

1.رجال النجاشي : ص ۲۴۹ الرقم ۶۵۶ .

2.الفهرست للطوسي : ص ۱۶۱ الرقم ۴۱۸ .

3.الرجال لابن الغضائري : ص ۸۳ الرقم ۱۰۷ .

4.رجال الكشّي : ج ۲ ص ۷۰۵ الرقم ۷۵۴ و ص ۷۰۶ الرقم ۷۵۷ .

5.رجال الكشّي : ج ۲ ص ۷۴۳ الرقم ۸۳۶ .

6.الغيبة للطوسي : ص ۶۷ ح ۷۰ .

7.رجال الكشّي : ج ۲ ص ۷۰۵ الرقم ۷۵۵ .

8.رجال الكشّي : ج ۲ ص ۷۴۲ الرقم ۸۳۳ .

9.رجال الكشّي : ج ۲ ص ۷۰۶ الرقم ۷۵۶ .

10.بحارالأنوار : ج ۹۳ ص ۳ ـ ۹۷ .

11.الغيبة للطوسي : ص ۵۵ ح ۴۸ و ص ۵۶ ح ۴۹ .

12.الغيبة للطوسي : ص ۶۳ ح ۶۵ .

13.الغيبة للطوسي : ص ۶۴ ح ۶۶ .

14.عيون أخبار الرضا : ج ۱ ص ۹۱ ـ ۹۲ .

15.رجال الكشّي : ج ۲ ص ۷۰۶ الرقم ۷۵۹ .

16.رجال الكشّي : ج ۲ ص ۷۰۶ الرقم ۷۶۰ .

17.رجال الكشّي : ج ۲ ص ۷۴۳ الرقم ۸۳۷ .

18.رجال الكشّي : ج ۲ ص ۷۶۳ ـ ۷۶۴ الرقم ۸۸۳ .

19.عيون أخبار الرضا : ج ۲ ص ۲۱۳ ح ۲۰ .

20.الغيبة للطوسي : ص ۷۰ ح ۷۵ .

21.رجال الكشّي : ج ۲ ص ۷۰۶ الرقم ۷۵۸ .

22.رجال الكشّي : ج ۲ ص ۷۴۳ الرقم ۸۳۸ .

23.خلاصة الأقوال : ص ۳۶۲ .

24.رجال ابن داوود : ص ۲۵۹ .

25.حاوي الأقوال : ج ۴ ص ۲۴ ـ ۲۶ .

26.إتقان المقال : ص ۳۲۲ .

27.رجال المجلسي : ص ۲۵۵ .

28.مرآة العقول : ج ۱ ص ۱۱۵ و ص ۱۲۵ و ص ۱۷۶ و ص ۳۰۹ و ج ۲ ص ۱ و ص ۲۹۴ و ص ۳۳۱ ، ملاذ الأخيار : ج ۲ ص ۲۵۵ و ص ۳۰۶ و ج ۵ ص ۱۹ و ص ۱۷۶ و ص ۳۶۰ و ص ۳۷۸ .

29.معرفة الحديث : ص ۱۶۹ .


الضّعفاء من رجال الحديث ج2
348
  • نام منبع :
    الضّعفاء من رجال الحديث ج2
    سایر پدیدآورندگان :
    الأسدي، عادل حسن
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1384
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 656649
صفحه از 527
پرینت  ارسال به