كتبه ورواياته :
له كتاب الوصيّة ، ذكره النجاشي وقال بعد نقل طريقه إليه : «وهذا الطريق طريق مصري فيه اضطراب» ۱ .
وقال ابن الغضائري : «له كتاب الوصيّة لا يثبت سنده» .
وذكره الطوسي في الفهرست ، وطريقه إليه ضعيف بعبيد اللّه بن عبد اللّه الدهقان» ۲ .
له رواية واحدة في الكافي ، ووصل كتابه الوصيّة إلى ابن طاووس ، ونقل منه كثيراً في كتاب الطرف (الطرائف) ، ونقل المجلسي في البحار عن كتاب الطرف وكتاب مصباح الأنوار بعض رواياته ۳ .
نماذج من رواياته :
۰.جاء في الكافي : الحسين بن محمّد الأشعري ، عن معلّى بن محمّد ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحارث بن جعفر ، عن علي بن إسماعيل بن يقطين ، عن عيسى بن
المستفاد أبي موسى الضرير قال : حدّثني موسى بن جعفر عليهماالسلام قال : «قلت لأبي عبد اللّه عليه السلام : أليس كان أميرالمؤمنين عليه السلام كاتب الوصيّة ورسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم المملي عليه ، وجبرئيل والملائكة المقرّبون عليهم السلام شهود؟ ـ قال : ـ فأطرق طويلاً ، ثمّ قال : يا أبا الحسن ، قد كان ما قلت ، ولكن حين نزل رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلمالأمر نزلت الوصيّة من عند اللّه كتاباً مسجّلاً ، نزل به جبرئيل مع أُمناء اللّه ـ تبارك وتعالى ـ من الملائكة ، فقال جبرئيل : يا محمّد ، مره بإخراج من عندك إلاّ وصيّك ليقبضها منّا ، وتشهدنا بدفعك إيّاها إليه ضامناً لها ـ يعني عليّاً عليه السلام ـ فأمر النبيّ صلى الله عليه و آله وسلم بإخراج من كان في البيت ما خلا عليّاً عليه السلام ، وفاطمة فيما بين الستر والباب ، فقال جبرئيل : يا محمّد ، ربّك يقرئك السلام ويقول : هذا كتاب ما كنت عهدت إليك ، وشرطت عليك ، وشهدت به عليك ، وأشهدت به عليك ملائكتي ، وكفى بي يا محمّد شهيداً ـ قال : ـ فارتعدت مفاصل النبيّ صلى الله عليه و آله وسلم فقال :يا جبرئيل ، ربّي هو السلام ، ومنه السلام ، وإليه يعود السلام ، صدق عز و جلوبرّ ، هات الكتاب ، فدفعه إليه ، وأمره بدفعه إلى أميرالمؤمنين عليه السلام ، فقال له : اقرأه ، فقرأه حرفاً حرفاً ، فقال : يا علي ، هذا عهد ربّي ـ تبارك وتعالى ـ إليّ ، وشرطه عليّ وأمانته ، وقد بلّغت ونصحت وأدّيت . فقال علي عليه السلام : وأنا أشهد لك ـ بأبي وأُمّي أنت! ـ بالبلاغ والنصيحة والتصديق على ما قلت ، ويشهد لك به سمعي وبصري ولحمي ودمي . فقال جبرئيل عليه السلام : وأنا لكما على ذلك من الشاهدين . فقال رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم : يا علي ، أخذت وصيّتي وعرفتها وضمنت للّه ولي الوفاء بما فيها؟ فقال علي عليه السلام : نعم ـ بأبي أنت وأُمّي! ـ على ضمانها ، وعلى اللّه عوني وتوفيقي على أدائها . فقال رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم : يا علي إنّي أُريد أن أُشهد عليك بموافاتي بها يوم القيامة . فقال علي عليه السلام : نعم أشهد . فقال النبيّ صلى الله عليه و آله : إنّ جبرئيل وميكائيل فيما بيني وبينك الآن ، وهما حاضران معهما الملائكة المقرّبون لأُشهدهم عليك . فقال : نعم ليشهدوا ، وأنا ـ بأبي أنت وأُمّي! ـ أُشهدهم . فأشهدهم رسول اللّه صلى الله عليه و آله وكان فيما اشترط عليه النبيّ صلى الله عليه و آله وسلمبأمر جبرئيل عليه السلام فيما أمر اللّه عز و جل أن قال له : يا علي ، تفي بما
فيها من موالاة من والى اللّه ورسوله ، والبراءة والعداوة لمن عادى اللّه ورسوله ، والبراءة منهم على الصبر منك ، وعلى كظم الغيظ ، وعلى ذهاب حقّك ، وغصب خمسك ، وانتهاك حرمتك؟ فقال : نعم يا رسول اللّه ، فقال أميرالمؤمنين عليه السلام : والذي فلق الحبّة وبرأ النسمة ، لقد سمعت جبرئيل عليه السلام يقول للنبيّ صلى الله عليه و آله وسلم : يا محمّد ، عرّفه أنّه ينتهك الحرمة ، وهي حرمة اللّه وحرمة رسول اللّه صلى الله عليه و آله وعلى أن تخضب لحيته من رأسه بدم عبيط . قال أميرالمؤمنين عليه السلام : فصعقت حين فهمت الكلمة من الأمين جبرئيل عليه السلام حتّى سقطت على وجهي ، وقلت : نعم ، قبلت ورضيت وإن انتهكت الحرمة ، وعطّلت السنن ، ومزّق الكتاب ، وهدّمت الكعبة ، وخضبت لحيتي من رأسي بدم عبيط ، صابراً محتسباً أبداً حتّى أقدم عليك . ثمّ دعا رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلمفاطمة والحسن والحسين وأعلمهم مثل ما أعلم أميرالمؤمنين عليه السلام ، فقالوا مثل قوله ، فختمت الوصيّة بخواتيم من ذهب لم تمسّه النار ، ودفعت إلى أميرالمؤمنين عليه السلام » .
فقلت لأبي الحسن عليه السلام : بأبي أنت وأُمّي! ألا تذكر ما كان في الوصيّة؟ فقال : «سنن اللّه وسنن رسوله» . فقلت : أكان في الوصيّة توثّبهم وخلافهم على أميرالمؤمنين عليه السلام ؟ فقال : «نعم و اللّه ، شيئاً شيئاً وحرفاً حرفاً ، أما سمعت قول اللّه عز و جل : «إِنَّا نَحْنُ نُحْىِ الْمَوْتَى وَ نَكْتُبُ مَا قَدَّمُواْ وَ ءَاثَـرَهُمْ وَ كُلَّ شَىْ ءٍ أَحْصَيْنَـهُ فِى إِمَامٍ مُّبِينٍ»؟ ! و اللّه لقد قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلملأميرالمؤمنين وفاطمة عليهماالسلام : أليس قد فهمتما ما تقدّمت به إليكما وقبلتماه؟ فقالا : بلى ، وصبرنا على ما ساءنا وغاظنا» ۴ .
1.رجال النجاشي : ص ۲۹۷ ـ ۲۹۸ الرقم ۸۰۹ .
2.الفهرست للطوسي : ص ۱۸۸ الرقم ۵۲۰ و ص ۳۲۱ الرقم ۵۲۰ .
3.راجع بحار الأنوار : ج ۲۲ ص ۴۷۶ و ص ۴۷۹ و ج ۶۳ ص ۵۳۵ و ج ۶۵ ص ۳۰۰ و ج ۷۷ ص ۲۹۴ و ج ۷۸ ص ۳۰۵ و ص ۳۷۹ .
4.الكافي : ج ۱ ص ۲۸۱ ح ۴ .