73
الضّعفاء من رجال الحديث ج2

أقوال العلماء فيه :

في رجال الكشّي : «كان سالم بن أبي حفصة من البتريّة ، وهم من فرق الزيديّة ، وهم أصحاب الحسن بن صالح بن حيّ ، وسالم بن أبي حفصة ، والحكم بن عيينة وسلمة بن كهيل ، وأبي المقدام ثابت الحدّاد ، وهم الذين دعوا إلى ولاية علي وخلطوها بولاية أبي بكر و عمر ، ويثبتون لهما إمامتهما ، وينتقصون عثمان وطلحة والزبير وعائشة ، ويرون الخروج مع بطون ولد علي بن أبي طالب عليه السلام ، ويثبتون الإمامة من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لكلّ من خرج منهم ۱ » .
وجاءت تسميتهم بالبتريّة على ما رواه الكشّي : عن سعد بن جناح الكشّي ، قال : حدّثني علي بن محمّد بن يزيد القمّي ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن فضالة بن أيّوب ، عن الحسين بن عثمان الرواسي ، عن سدير قال : دخلت على أبي جعفر ومعي سلمة بن كهيل وأبو المقدام ثابت الحدّاد وسالم بن أبي حفصة وكثير النواء وجماعة معهم ، وعند أبي جعفر عليه السلام أخوه زيد بن علي عليهم السلام ، فقالوا لأبي جعفر عليه السلام : نتولّى عليّا وحسنا وحسينا ونتبرّأ من أعدائهم؟ قال :
«نعم» . قالوا : نتولّى أبا بكر وعمر ونتبرّأ من أعدائهم؟ قال : فالتفت إليهم زيد بن علي قال لهم : أتتبرّؤون من فاطمة عليهماالسلام ؟! بترتم أمرنا ، بتركم اللّه ! فيومئذٍ سُمّوا بالبتريّة ۲ .
والرواية في سندها سعد بن جناح المجهول ، وفي متنها تأمّل ؛ لأنّها تفترض ظهور البتريّة في حياة زيد بن علي ، علما أنّ الزيديّة بفرقها المتعدّدة ظهرت بعد شهادة زيد بن علي عليه السلام .
وقال الكشّي في سالم بن أبي حفصة :
1 ـ محمّد بن إبراهيم قال : حدّثني محمّد بن علي القمّي قال : حدّثنا عبد اللّه بن محمّد بن عيسى ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام ، عن زرارة ، عن سالم بن أبي حفصة قال : دخلت على أبي عبد اللّه عليه السلام فقلت له : عند اللّه يحتسب مصابنا برجل كان إذا حدّث قال : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، قال أبو عبد اللّه عليه السلام : «قال اللّه تعالى : ما من شيء إلاّ وقد وكلت به غيري ، إلاّ الصدقة فإنّي أتلقّفها بيدي لقفا ، حتّى أنّ الرجل والمرأة ليتصدّق بتمرة أو بشقّ تمرة فأُربّيها له كما يربّي الرجل فلوَّه أو فصيله ، فيلقاه يوم القيامة وهو مثل أُحُد وأعظم من أُحُد» ۳ .
والرواية ضعيفة ؛ لأنّها عن سالم بن أبي حفصة نفسه ، ولا دلالة فيها على مدح أو قدح سوى أنّه يروي عن أبي عبد اللّه
2 ـ محمّد بن مسعود قال : حدّثني علي بن محمّد ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن أبي بصير ، عن الحسن بن موسى ، عن زرارة قال : لقيت سالم بن أبي حفصة فقال لي : ويحك يا زرارة! إنّ أبا جعفر قال لي : «أخبرني عن النخل عندكم بالعراق ينبت قائما أو معترضا؟» . قال : فأخبرته أنّه ينبت قائما . قال : «فأخبِرني عن ثمركم حلوٌ هو؟» ، وسألني عن حمل النخل كيف يحمل؟ فأخبرته ، وسألني
عن السفن تسير في الماء أو في البرّ؟ قال : فوصفت له أنّها تسير في البحر ، ويمدّونها الرجال بصدورهم ، فأتم بإمام لا يعرف هذا؟! قال : فدخلت الطواف وأنا مغتمّ لما سمعت منه ، فلقيت أبا جعفر عليه السلام فأخبرته بما قال لي ، فلمّا حاذينا الحجر الأسود : قال : «إلْهَ عن ذكره ، فإنّه واللّه لا يؤول إلى خير أبدا» .
والرواية صحيحة السند ، ويظهر منها عدم اعتقاده بأبي جعفر عليه السلام ، وذمّ الإمام له والأخبار بضلالته .
3 ـ ابن مسعود قال : حدّثني علي بن الحسن قال : حدّثني العبّاس بن عامر وجعفر بن محمّد بن حكيم ، عن أبان بن عثمان ، عن أبي بصير قال : قيل لأبي عبد اللّه عليه السلام وأنا عنده : إنّ سالم بن أبي حفصة يروي عنك أنّك تتكلّم على سبعين وجها لك من كلّها المخرج! قال : فقال : «ما يريد سالم منّي؟! أيريد أن أجيء بالملائكة؟! فواللّه ما جاء بها النبيّون ، ولقد قال إبراهيم عليه السلام : إنّي سقيم ، واللّه ما كان سقيما وما كذب ، ولقد قال إبراهيم عليه السلام : بل فعله كبيرهم هذا ، وما فعله وما كذب ، ولقد قال يوسف عليه السلام : إنّكم لسارقون ، واللّه ما كانوا سارقين و ما كذب ۴ » .
والرواية رواها الكليني في روضة الكافي عن الحسين بن محمّد الأشعري ، عن معلّى بن محمّد ، عن الوشّاء ، عن أبان بن عثمان ، عن أبي بصير ، ونقلها الشيخ الصدوق في كمال الدين بسنده ۵ .
وهي صحيحة السند بسندي الكشّي والكليني .
4 ـ ابن مسعود قال : حدّثني علي بن الحسن ، عن جعفر بن محمّد بن حكيم ؛ وعبّاس بن عامر ، عن أبان بن عثمان قال : سالم بن أبي حفصة كان مرجّئا ۶ .
والرواية صحيحة السند ، ويثبت بها أنّه من المرجّئة .
5 ـ وجدت بخطّ جبريل بن أحمد : حدّثني العبيدي ، عن محمّد بن إسماعيل بن
بزيع ، عن منصور بن يونس ، عن فضيل الأعور قال : حدّثني أبو عبيدة الحذّاء قال : أخبرت أبا جعفر عليه السلام بما قال سالم بن أبي حفصة في الإمام ، فقال : ويل سالم! يا ويل سالم! ما يدري سالم ما منزلة الإمام! إنّ منزلة الإمام أعظم ممّا يذهب إليه سالم والناس أجمعون» ۷ .
والرواية في سندها جبرئيل بن أحمد ، وهو لم يوثّق .
6 ـ حمدويه وإبراهيم قالا : حدّثنا أيّوب بن نوح ، عن صفوان قال : حدّثني فضيل الأعور ، عن أبي عبيدة الحذّاء قال : قلت لأبي جعفر عليه السلام : إنّ سالم بن أبي حفصة يقول لي : ما بلغك أنّه من مات وليس له إمام كانت ميتته ميتة جاهليّة؟ فأقول : بلى ، فيقول : من إمامك؟ فأقول : أئّمتي آل محمّد ـ عليه وعليهم السلام ـ فيقول : واللّه ما أسمعك عرفت إماما . قال أبو جعفر عليه السلام : «ويح سالم! وما يدري سالم ما منزلة الإمام! منزلة الإمام ـ يا زياد ـ أعظم وأفضل ممّا يذهب إليه سالم والناس أجمعون» .
وحكي عن سالم أنّه كان مختفيا من بني أُميّة بالكوفة ، فلمّا بويع لأبي العبّاس خرج من الكوفة محرما ، فلم يزل يلبّي : لبّيك قاصم بني أُميّة لبّيك! حتّى أناخ بالبيت ۸
.
والرواية صحيحة السند .
7 ـ سعد بن جناح الكشّي قال : حدّثني علي بن محمّد بن يزيد القمّي ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن فضالة بن أيّوب ، عن الحسين بن عثمان الرواسي ، عن سدير قال : دخلت على أبي جعفر عليه السلام ومعي سلمة بن كهيل وأبو المقدام ثابت الحدّاد وسالم بن أبي حفصة وكثير النواء وجماعة معهم ، وعند أبي جعفر عليه السلام أخوه زيد بن علي (عليهم السلام) فقالوا لأبي جعفر عليه السلام :
نتولّى عليّا وحسنا وحسينا ونتبرّأ من أعدائهم؟ قال : «نعم» . قالوا : نتولّى أبا بكر وعمر ونبرّأ من أعدائهم؟ قال : فالتفت إليهم زيد بن علي قال لهم : أتتبرّؤون من فاطمة؟! بترتم أمرنا ، بتركم اللّه ! فيومئذٍ سُمُّوا البتريّة ۹ .
والرواية ضعيفة السند ؛ لجهالة سعد بن جناح ، وقد تقدّم السبب في تسميتهم بالبتريّة .
والمتحصّل من تلك الروايات التي منها الصحيحة السند : أنّ الرجل كان منحرفا وضالاًّ ومعاندا للإمام الحجّة أبي عبد اللّه ، ويظهر أنّه من المرجّئة المخرّبين في الدين .
ولذا عدّه من الضعفاء في القسم الثاني من الخلاصة قائلاً : «لعنه الصادق وكذّبه وكفّره» ۱۰ ، وابن داوود في الجزء الثاني من رجاله المختصّ بالمجروحين والمجهولين ۱۱ ، والجزائري في القسم الرابع من رجاله المختصّ برواة الضعاف ۱۲ ، ومحمّد طه نجف في القسم الثالث من رجاله المختصّ بالضعفاء ۱۳ .
وضعّفه المجلسي في رجاله ۱۴ ، وحكم بالضعف على الروايات التي وقع في أسانيدها . ۱۵
واختلف في وثاقته وتضعيفه في مدرسة الخلفاء :
فقد وثّقه العجلي وقال : «كوفي ثقة» ۱۶ .
وقال أحمد بن حنبل : «كان شيعيّا ، له رأي ما أظنّ به بأس ـ يعني الحديث ـ روى عنه الثوري ، وهو قليل الحديث» ۱۷ .
وعن ابن معين أنّه قال : «ثقة» ۱۸ .
وضعّفه النسائي وقال : «ليس بالقويّ» ۱۹ .
وعدّه في الضعفاء : ابن عديّ الجرجاني والعقيلي وابن حبّان وابن الجوزي ۲۰ .
وضعفه راجح في مدرسة الخلفاء ، ولا عبرة بتوثيق ابن معين والعجلي وابن حنبل ؛ لأنّه معارض بالنصوص الصحيحة السند كما في رجال الكشّي ، فيقدَّم ما جاء فيه من النصوص الصحيحة السند على توثيق علماء مدرسة الخلفاء .

1.رجال الكشّي : ج ۲ ص ۴۹۹ الرقم ۴۲۲ ، معجم الفرق الإسلامية : ص ۵۱ ، الفرق بين الفرق : ص ۴۲ ، مقباس الهداية : ج ۲ ص ۳۴۹ .

2.رجال الكشّي : ج ۲ ص ۵۰۴ الرقم ۴۲۹ .

3.رجال الكشّي : ج ۲ ص ۵۰۰ الرقم ۴۲۳ .

4.رجال الكشّي : ج ۲ ص ۵۰۴ الرقم ۴۲۵ .

5.الكافي : ج ۸ ص ۱۰۰ ح ۷۰ ، كمال الدين : ص ۲۲۹ .

6.رجال الكشّي : ج ۲ ص ۵۰۴ الرقم ۴۲۶ .

7.رجال الكشّي : ج ۲ ص ۵۰۴ الرقم ۴۲۷ .

8.رجال الكشّي : ج ۲ ص ۵۰۴ الرقم ۴۲۸ .

9.رجال الكشّي : ج ۲ ص ۵۰۴ ـ ۵۰۵ الرقم ۴۲۹ .

10.خلاصة الأقوال : ص ۳۵۵ .

11.رجال ابن داوود : ص ۳۴۷ .

12.حاوي الأقوال : ج ۳ ص ۴۹۷ ـ ۴۹۹ .

13.إتقان المقال : ص ۲۸۶ .

14.رجال المجلسي : ص ۲۱۷ .

15.مرآة العقول : ج ۵ ص ۱۹۷ وج ۱۶ ص ۷۷ ، ملاذ الأخيار : ج ۶ ص ۲۸۷ .

16.معرفة الثقات : ج ۱ ص ۲۸۳ .

17.العلل ومعرفة الرجال : ج ۱ ص ۵۴۶ .

18.الكامل فى الضعفاء : ج ۳ ص ۳۴۳ .

19.الضعفاء والمتروكين : ص ۱۸۳ .

20.الكامل في الضعفاء : ج ۳ ص ۳۴۴ ، الضعفاء الكبير للعقيلي : ج ۲ ص ۱۵۲ ، المجروحين لابن حبّان : ج ۱ ص ۳۴۳ ، الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي : ج ۱ ص ۳۰۷ .


الضّعفاء من رجال الحديث ج2
72

خلاصة القول فيه :

قال ابن الوليد : «إنّ أصله وضعه محمّد بن موسى الهمداني» ، لكنّه جاء بطرق أُخرى صحيحة . ولقول ابن الوليد المتقدّم ذكروه في الضعفاء . وفي رواياته أُمور منكرة كما تقدّم في «نماذج من رواياته» .

[ 138 ]

سالم بن أبي حفصة

اسمه و نسبه :

سالم بن أبي حفصة ، واسم أبيه عبيد ، مولى بني عجل ، كوفي ، يكنّى أبا يونس .

طبقته :

مات سنة (138 ه ) ۱ .
عدّه الشيخ الطوسي من أصحاب السجّاد عليه السلام ۲ ، ومن أصحاب الباقر عليه السلام ، ومن أصحاب الصادق عليه السلام .
وذكره البرقي في أصحاب الباقر عليه السلام ۳ .
روى عن : علي بن الحسين وأبي جعفر وأبي عبد اللّه (عليهم السلام) ، وعطيّة ، وجميع بن عمير التميمي ، وعمر بن محمّد بن الحنفيّة ، وأبي حازم ، ومنذر الثوري ، ومازن العائذي ، وكثير النواء ، وابن عبّاس ، وعبد اللّه بن صهبان ، وابن أبي ليلى ، وشيبان اللحّام ، والأعمش .
وروى عنه : زرارة وبكير ابنا أعين ، ومحمّد بن الفضيل ، وعلي بن عابس ، وعلي بن عقبة ، وابن عيينة ، وعبد الرحمان بن سفيان ، ووكيع بن سفيان .

1.رجال النجاشي : ص ۱۸۸ الرقم ۵۰۰ ، رجال الطوسي : ص ۱۱۵ الرقم ۱۱۴۵ .

2.رجال الطوسي : ص ۱۱۵ الرقم ۱۱۴۵ وص ۲۱۷ الرقم ۲۸۷۷ وص ۱۳۷ الرقم ۱۴۵۱ .

3.رجال البرقي : ص ۵۴ .

  • نام منبع :
    الضّعفاء من رجال الحديث ج2
    سایر پدیدآورندگان :
    الأسدي، عادل حسن
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1384
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 672118
صفحه از 527
پرینت  ارسال به