[271]
فارس بن حاتم بن ماهويه القزويني
اسمه و نسبه :
فارس بن حاتم بن ماهويه القزويني نزيل العسكر ، أي سامراء ، والقزويني نسبة إلى مدينة قزوين ، وهي مدينة مشهورة من مدن إيران شمال غرب طهران .
طبقته :
عدّه الشيخ الطوسي في رجاله من أصحاب الامام الهادي عليه السلام . ۱
روى رواية مضمرة ، كما جاء في التهذيب ، وأُخرى يذكر فيها صحبته للإمام أبي الحسن عليه السلام .
روى عنه : أحمد بن مالك القمي ، ومحمّد بن عيسى .
أقوال العلماء فيه :
قال ابن الغضائري : فارس بن حاتم بن ماهويه القزويني : فسد مذهبه وقتله بعض أصحاب أبي محمّد عليه السلام بالعسكر ، ولا يلتفت إلى حديثه ، وله كتب كلّها تخليط . ۲
وقال النجاشي : فارس بن حاتم بن ماهويه القزويني نزيل العسكر ، قل ما روى الحديث إلاّ شاذا ، له كتاب الردّ على الواقفة ، وكتاب الحروب ، وكتاب التفضيل ، وكتاب عدد الأئمة عليهم السلام من حساب الجمل ، وكتاب الردّ على الإسماعيلية . ۳
وقال الشيخ الطوسي في رجاله : فارس بن حاتم القزويني ، غالٍ ، ملعون . ۴
وفي رجال الكشّي ـ كما سيأتي ـ : إنّ القتل كان بأمر أبي الحسن العسكري ولا منافاة بينها وبين ما قاله ابن الغضائري ، فلعلّ الأمر بقتله صدر من أبي الحسن العسكري ، والقتل تمَّ في زمان أبي محمّد العسكري ، وعلى يد أحد أصحابه .
وذكر الفضل بن شاذان في بعض كتبه: إنّ من الكذّابين المشهورين الفاجر فارس بن حاتم القزويني .
وقال الكشّي في ترجمة أخيه طاهر : قال نصر بن الصباح: الحسن بن محمّد المعروف بابن بابا ، ومحمّد بن نصير النميري ، وفارس بن حاتم القزويني ، لعن هؤلاء الثلاثة عليّ بن محمّد العسكري عليه السلام . ۵
والرواية ضعيفة بنصر بن الصباح المغالي .
وقال في فارس بن حاتم القزويني : وهو منهم (من الغلاة) :
1. وجدت بخط جبريل بن أحمد ، حدّثني موسى بن جعفر بن وهب ، عن محمّد بن إبراهيم ، عن إبراهيم بن داوود اليعقوبي ، قال: كتبت إليه يعني ـ أبا الحسن عليه السلام ـ أعلمته أمر فارس بن حاتم فكتب: لا تحفلن به ، وإن أتاك فاستخف به .
والرواية ضعيفة السند؛ لجهالة موسى بن جعفر بن وهب ، ومحمّد بن إبراهيم ، وإبراهيم بن داوود اليعقوبي .
2 . وبهذا الإسناد ، عن موسى ، قال: كتب عروة إلى أبي الحسن عليه السلام في أمر فارس بن حاتم ، فكتب: كذبوه وهتكوه أبعده اللّه وأخزاه ، فهو كاذب في جميع ما يدعي ويصف ، ولكن صونوا أنفسكم عن الخوض والكلام في ذلك ، وتوقوا مشاورته ولا تجعلوا له السبيل إلى طلب الشر ، كفانا اللّه مؤنته و مؤنة من كان مثله .
وفي إسنادها ما في الرواية الأولى .
3. وبهذا الإسناد : قال موسى بن جعفر ، عن إبراهيم بن محمّد أنّه قال : كتبت إليه ـ جعلت فداك! ـ قبلنا أشياء يحكى عن فارس ، والخلاف بينه و بين عليّ بن جعفر ، حتّى صار يبرأ بعضهم من بعض ، فإن رأيت أن تمن عليَ بما عندك فيهما ، وأيهما يتولى حوائجي قبلك حتّى لا أعدوه إلى غيره فقد احتجت إلى ذلك ، فعلت متفضلاً إن شاءاللّه .
فكتب: ليس عن مثل هذا يسأل ولا في مثله يشك ، قد عظم اللّه قدر عليّ بن جعفر ، منعنا اللّه تعالى عن أن يقاس إليه فاقصد عليّ بن جعفر بحوائجك ، واجتنبوا فارسا وامتنعوا من إدخاله في شى ءٍ من أُموركم أو حوائجكم ، تفعل ذلك أنت ، ومن أطاعك من أهل بلادك ، فإنّه قد بلغني ما يموه به على الناس ، فلا تلتفتوا إليه إن شاءاللّه .
وفي سندها ما في الرواية الأُولى من الضعف .
4. حدّثني الحسين بن الحسن بن بندار القمّي ، قال حدّثني سعد بن عبداللّه بن أبي خلف القمّي ، قال : حدّثني محمّد بن عيسى بن عبيد : إنّ أبا الحسن العسكري عليه السلام أمر بقتل فارس بن حاتم القزويني ، وضمن لمن قتله الجنة فقتله جنيد .
وكان فارس فتانا يفتن الناس ، ويدعو إلى البدعة ، فخرج من أبي الحسن عليه السلام هذا فارس ـ لعنه اللّه ـ من قبلي فتانا داعيا إلى البدعة ، ودمه هدر لكل من قتله ، فمن هذا الذي يريحني منه و يقتله ، وأنا ضامن له على اللّه الجنة .
والرواية ضعيفة ؛ لجهالة الحسين بن الحسن بن بندر القمّي .
5 . قال سعد : وحدّثني جماعة من أصحابنا من العراقيين وغيرهم بهذا الحديث عن جنيد ، ثم سمعته أنا بعد ذلك من جنيد : أرسل إليَ أبو الحسن العسكري عليه السلام يأمرني بقتل فارس بن حاتم القزويني ـ لعنه اللّه ـ ، فقلت : لا حتّى أسمعه منه يقول لي ذلك يشافهني به .
قال : فبعث إليَ فدعاني فصرت إليه ، فقال : آمرك بقتل فارس بن حاتم فناولني دراهم من عنده ، وقال : اشتر بهذه سلاحا فأعرضه عليَ ، فذهبت فاشتريت سيفا فعرضته عليه ، فقال : رد هذا وخذ غيره ، قال : فرددته وأخذت مكانه ساطورا فعرضته عليه ، فقال : هذا نعم ، فجئت إلى فارس ، وقد خرج من المسجد بين الصلاتين المغرب والعشاء فضربته على رأسه فصرعته وثنيت عليه فسقط ميتا ، وقعت الضجة فرميت الساطور بين يدي ، واجتمع الناس وأخذت إذ لم يوجد هناك أحد غيري ، فلم يروا معي سلاحا ولا سكينا وطلبوا الزقاق والدور فلم يجدوا شيئا ، ولم ير أثر الساطور بعد ذلك . والرواية مرسلة .
6 . قال سعد : وحدّثني محمّد بن عيسى بن عبيد ، أنّه كتب إلى أيوب بن نوح يسأله عمّا خرج إليه في الملعون فارس بن حاتم ، في جواب كتاب الجبلي عليّ بن عبيداللّه الدينوري؟
فكتب إليه أيوب : سألتني أن أكتب إليك بخبر ما كتب به إليَ في أمر القزويني فارس ، وقد نسخت لك في كتابي هذا أمره ، وكان سبب خيانته ، ثم صرفته إلى أخيه ، فلما كان في سنتنا هذه أتاني ، وسألني وطلب إليَ في حاجة ، وفي الكتاب إلى أبي الحسن أعزه اللّه ، فدفعت ذلك عن نفسي ، فلم يزل يلح عليَ في ذلك حتّى قبلت ذلك منه ، وأنفذت الكتاب و مضيت إلى الحج ، ثم قدمت فلم يأت جوابات الكتب التي أنفذتها قبل خروجي ، فوجهت رسولاً في ذلك فكتب إليَّ ما قد كتبت به إليك ، ولو لا ذلك لم أكن أنا ممّن يتعرض لذلك حتّى كتب به إليَّ : كتب إليَ الجبلي يذكر أنّه وجه بأشياء على يدي فارس الخائن ـ لعنه اللّه ـ متقدمة ومتجددة لها قدر ، فأعلمناه أنّه لم يصل إلينا أصلاً ، وأمرناه ألاّ يوصل إلى الملعون شيئا أبدا ، وأن يصرف حوائجه إليك .
ووجه بتوقيع من فارس بخطّه له بالوصول ـ لعنه اللّه ـ وضاعف عليه العذاب ، فما أعظم ما اجترى على اللّه عز و جل و علينا في الكذب علينا ، و اختيان أموال موالينا و كفى به معاقبا و منتقما ، فأشهر فعل فارس في أصحابنا الجبليين وغيرهم من موالينا و لا تتجاوز بذلك إلى غيرهم من المخالفين ، كيما تحذر ناحية فارس ـ لعنه اللّه ـ و يتجنبوه و يحترسوا منه ، كفى اللّه مؤنته ، ونحن نسأل اللّه السلامة في الدين والدنيا ، وأن يمتعنا بها ، والسلام .
الرواية صحيحة السند ، وواضحة الدلالة في لعنه وذمه وفساد رأيه وخيانته .
7 . قال أبو النضر : سمعت أبا يعقوب يوسف بن السخت ، قال: كنت بسر من رأى أتنفل في وقت الزوال ، إذ جاء إليَ علي بن عبدالغفار ، فقال لي : أتاني العمري رحمه اللهفقال لي : يأمرك مولاك أن توجه رجلاً ثقة في طلب رجل ، يقال له : عليّ بن عمرو العطار قدم من قزوين ، وهو ينزل في جنبات دار أحمد بن الخضيب.
فقلت: سماني؟
فقال : لا ، و لكن لم أجد أوثق منك .
فدفعت إلى الدرب الذي فيه عليّ فوقفت على منزله ، فإذا هو عند فارس ، فأتيت عليا فأخبرته ، فركب وركبت معه ، فدخل على فارس فقام وعانقه ، وقال : كيف أشكر هذا البر .
فقال : تشكرني فإنّي لم آتك ، إنّما بلغني أنّ عليّ بن عمرو قدم يشكو ولد سنان ، وأنا أضمن له مصيره إلي ما يحب ، فدله عليه ، فأخذه بيده فأعلمه أنّي رسول أبي الحسن عليه السلام وأمره ألاّ يحدث في المال الذي معه حدثا ، وأعلمه أنّ لعن فارس قد خرج ، ووعده أن يصير إليه من غد ، ففعل ، فأوصل العمري ، وسأله عمّا أراد ، وأمر بلعن فارس وحمل ما معه .
الرواية ضعيفة السند بيوسف بن السخت الضعيف .
8 . ابن مسعود ، قال: حدّثني على بن محمّد ، قال: حدّثني محمّد بن أحمد ، عن محمّد بن عيسى ، عن أبي محمّد الرازي ، قال: ورد علينا رسول من قبل الرجل : أمّا القزويني فارس، فإنّه فاسق منحرف ، وتكلم بكلام خبيث فلعنه اللّه .
الرواية ضعيفة السند ؛ لجهالة علي بن محمّد ، و محمّد بن أحمد بالاشتراك بين الثقة وغيره وجهالة أبي محمّد الرازي .
9 . وكتب إبراهيم بن محمّد الهمداني ، مع جعفر ابنه ، في سنة ثمان و أربعين ومئتين ، يسأل عن العليل ، وعن القزويني أيهما يقصد بحوائجه وحوائج غيره ، فقد اضطرب الناس فيهما ، وصار يبرأ بعضهم من بعض .
فكتب إليه : ليس عن مثل هذا يسأل ، ولا في مثل هذا يشك ، وقد عظم اللّه من حرمة العليل أن يقاس إليه القزويني سمي باسمهما جميعا ، فاقصد إليه بحوائجك ومن أطاعك من أهل بلادك أن يقصدوا إلى العليل بحوائجهم ، وأن تجتنبوا القزويني أن تدخلوه في شيءٍ من أُموركم؛ فإنّه قد بلغني ما يموه به عند الناس ، فلا تلتفتوا إليه إن شاءاللّه ، وقد قرأ منصور بن عباس هذا الكتاب وبعض أهل الكوفة .
الرواية ضعيفة السند ؛ لجهالة إبراهيم بن محمّد الهمداني ، وابنه جعفر .
10 . محمّد بن مسعود : حدّثني علي بن محمّد ، قال: حدّثني أحمد بن محمّد بن عيسى ، قال: قرأنا في كتاب الدهقان وخط الرجل في القزويني ، وكان كتب إليه الدهقان يخبره باضطراب الناس في هذا الأمر ، وأنّ الموادعين قد أمسكوا عن بعض ما كانوا فيه لهذه العلّة من الاختلاف فكتب : كذبوه وهتكوه أبعده اللّه وأخزاه ، فهو كاذب في جميع ما يدعي ويصف ، ولكن صونوا أنفسكم عن الخوض والكلام في ذلك ، وتوقوا مشاورته ولا تجعلوا له السبيل إلى طلب الشر ، كف اللّه مؤنته ومؤنة من كان مثله .
الرواية صحيحة السند ، والدهقان صاحب الكتاب مجهول .
11. محمّد بن مسعود ، قال: حدّثني علي بن محمّد ، قال: حدّثني محمّد بن موسى ، عن سهل بن خلف ، عن سهيل بن محمّد ، وقد اشتبه يا سيدي على جماعة من مواليك أمر الحسن بن محمّد بن بابا ، فما الذي تأمرنا يا سيدي في أمره نتولاه أم نتبرأ عنه أم نمسك عنه فقد كثر القول فيه؟
فكتب بخطّه وقرأته : ملعون هو وفارس تبرؤوا منهما لعنهما اللّه وضاعف على فارس . ۶
والرواية ضعيفة السند؛ لجهالة سهل بن خلف ، وسهل بن محمّد .
وقال الشيخ في الغيبة في باب السفراء : (المذمومين من الوكلاء) .
ومنهم فارس بن حاتم بن ماهويه القزويني على ما رواه عبداللّه بن جعفر الحميري قال: كتب أبو الحسن العسكري عليه السلام إلى علي بن عمرو القزويني بخطّه : اعتقد فيما تدين اللّه تعالى به أنّ الباطن عندي حسب ما أظهرت لك فيمن استنبأت عنه ، وهو فارس ـ لعنه اللّه ـ فإنّه ليس يسعك إلاّ الاجتهاد في لعنه ، وقصده ومعاداته ، والمبالغة في ذلك بأكثر ما تجد السبيل إليهم.
ما كنت آمر أن يدان اللّه بأمر غير صحيح ، فجد وشد في لعنه وهتكه ، وقطع أسبابه ، وصد أصحابنا عنه ، وإبطال أمره وأبلغهم ذلك منّي ، واحكه لهم عنّي ، وأنّي سائلكم بين يدي اللّه عن هذه الأمر المؤكد ، فويل للعاصي والجاحد .
وكتبت بخطّي ليلة الثلاثاء لتسع ليالٍ من شهر ربيع الأول سنة خمسين مئتين وأنا أتوكل على اللّه وأحمده كثيرا . ۷
إذا فقد أجمعت كلمات الأصحاب في القول بلعنه من قبل الإمام أبي الحسن الهادي عليه السلام و وصفه بالغلو وفساد مذهبه .
واعتمادا على ما جاء في رجال النجاشي والطوسي وابن الغضائري والكشّي؛ عدّه العلاّمة الحلّي في القسم الثاني من الخلاصة ، ۸ والجزائري في القسم الرابع من رجاله المختص برواة الضعاف ، ۹ ومحمّد طه نجف في القسم الثالث من رجاله المختص بالضعفاء . ۱۰
وذكره ابن داوود في الجزء الأول والثاني من كتابه ، ولم أجد وجها صحيحا لذكره في الجزء الأول المختص بالموثقين والمهملين بعد ما تواتر واشتهر الأمر في ضعفه . ۱۱
وضعفه المجلسي في رجاله ، ۱۲ وحكم على روايته بالضعف ، وقال : لأنّ فارسا هو ابن حاتم القزويني الضعيف . ۱۳
1.رجال الطوسي : ص ۳۹۰ ، الرقم ۵۷۴۲ .
2.رجال ابن الغضائري : ص ۸۵ ، الرقم ۱۱۱ .
3.رجال النجاشي: ص ۳۱۰ ، الرقم ۸۴۸ .
4.رجال الطوسي: ص ۳۹۰ ، الرقم ۵۷۴۲ .
5.رجال الكشّي: ج ۲ ص ۸۰۵ ، الرقم ۹۹۹ .
6.رجال الكشّي: ج ۲ ص ۸۰۶ ـ ۸۱۰ ، الرقم ۱۰۰۳ ـ ۱۰۱۱ .
7.الغيبة: ص ۳۵۲ .
8.خلاصة الأقوال: ص ۳۸۷ ، الرقم ۱۵۵۶ .
9.حاوي الأقوال: ج ۴ ص ۱۸۸ .
10.إتقان المقال: ص ۳۳۴ .
11.رجال ابن داوود: ص ۱۵۰ الرقم ۱۱۸۵ ، و ص ۲۶۵ ، الرقم ۳۸۸ .
12.رجال المجلسي: ص ۲۷۷ .
13.ملاذ الأخيار: ج ۲ ص ۳۸۵ .