189
الضّعفاء من رجال الحديث ج3

الضّعفاء من رجال الحديث ج3
188

ب ـ الروايات والنصوص الذامة :

1. ذكر حمدويه بن نصير ، أنّ أيوب بن نوح دفع إليه دفترا فيه أحاديث محمّد بن سنان ، فقال لنا : إن شئتم أن تكتبوا ذلك فافعلوا ، فإنّي كتبت عن محمّد بن سنان ، ولا أروي لكم عنه شيئا ، فإنّه قال له محمّد قبل موته : كلّما اُحدثكم به لم يكن لي سماعة ولا رواية ، إنّما وجدته .
يثبت بهذا النصّ عدم حجّية روايات محمّد بن سنان التي في طريقها أيوب بن نوح ولا يثبت بها ضعفه .
2. محمّد بن مسعود ، قال حدّثني علي بن محمّد القمّي ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، قال : كنا عند صفوان بن يحيى ، فذكر محمّد بن سنان ، فقال : إنّ محمّد بن سنان كان من الطيارة فقصصناه .
الرواية صحيحة السند ويظهر منها أنّه كان من الغلاة ويستفاد من كلمة «قصصناه» رجوعه عن الغلو .
3. قال محمّد بن مسعود : قال عبداللّه بن حمدويه : سمعت الفضل بن شاذان ، يقول : لا أستحل أن أروي أحاديث محمّد بن سنان ، وذكر الفضل في بعض كتبه ، وأنّ من الكاذبين المشهورين ، ابن سنان ، وليس بعبداللّه .
السند إلى الفضل بن شاذان صحيح وقوله «لا أستحل أن أروي أحاديث محمّدبن سنان» رأياجتهادي نظرالروايات محمّد بن سنان وما فيهامن غلو وتخليط.
4 . أبو الحسن علي بن محمّد بن قتيبة النيسابوري ، قال : قال أبو محمّد الفضل بن شاذان : ارووا (ردوا) أحاديث محمّد بن سنان عنّي ، وقال : لا أحب (أحل) لكم أن ترووا أحاديث محمّد بن سنان عنّي مادمت حيا ، وإذا في الرواية بعد موته .
وعلي بن محمّد بن قتيبة النيسابوري لم يوثّق ، ولعلّ هذا النّصّ هو النصّ المتقدّم والإضافة «مادمت حيا» زيادة من ابن قتيبة النيسابوري ، فلا يحتج بها ولا داعي لتوجيهها .
5 . وجدت بخطّ أبي عبداللّه الشاذاني : إنّي سمعت العاصمي ، يقول : إنّ عبداللّه بن محمّد بن عيسى الأشعري الملقّب ببنان ، قال : كنت مع صفوان بن يحيى بالكوفة في منزل ، إذ دخل علينا محمّد بن سنان ، فقال صفوان ، هذا ابن سنان لقد هم أن يطير غير مرّة ، فقصصناه حتّى ثبت معنا .
هذا النصّ قريب من حيث الدلالة من النصّ الثاني ، لكنه أظهر منه في رجوع محمّد بن سنان عن الغلو .
6 . قال ابو عمرو : قد روى عنه الفضل ، وأبوه ، ويونس ، ومحمّد بن عيسى العبيدي ، ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، والحسن والحسين ابنا سعيد الأهوازيان ابنا دندان ، وأيوب بن نوح ، وغيرهم من العدول والثقات من أهل العلم ، وكان محمّد بن سنان مكفوف البصر أعمى فيما بلغني . ۱
7. ورأيت في بعض كتب الغلاة وهو كتاب الدور ، عن الحسن بن علي ، عن الحسن بن شعيب ، عن محمّد بن سنان ، قال : دخلت على أبي جعفر الثاني عليه السلام فقال لي : يا محمّد ، كيف أنت إذا لعنتك وبرئت منك وجعلتك محنة للعالمين أهدي بك من أشاء وأضل بك من أشاء ؟ قال : قلت له : تفعل بعبدك ما تشاء يا سيدي إنّك على كلّ شيء قدير ، ثم قال : يا محمّد أنت عبد قد أخلصت للّه ، إنّي ناجيت اللّه فيك ، فأبى إلاّ أن يضل بك كثيرا ويهدي بك كثيرا . ۲
الرواية أن ثبتت عن محمّد بن سنان ففيها صريح الغلو ، لكن لعلّها من موضوعات الغلاة عليه .
8 . حمدويه ، قال: حدّثنا أبو سعيد الآدمي ، عن محمّد بن مرزبان ، عن محمّد بن سنان ، قال : شكوت إلى الرضا عليه السلام وجع العين ، فأخذ قرطاسا فكتب إلى أبي جعفر عليه السلام وهو (أقل من يدي) أول شيء ، فدفع الكتاب إلى الخادم وأمرني أن أذهب معه ، وقال : اكتم ، فأتيناه وخادم قد حمله ، قال : ففتح الخادم الكتاب بين يدي أبي جعفر عليه السلام ، فجعل أبوجعفر عليه السلام ينظر في الكتاب ويرفع رأسه إلى السماء ويقول : ناج ، ففعل ذلك مرارا ، فذهب كلّ وجع في عيني ، وأبصرت بصرا لا يبصره أحد . قال : فقلت لأبي جعفر عليه السلام : جعلك اللّه شيخا على هذه الأُمة ، كما جعل عيسى بن مريم شيخا على بني إسرائيل ، قال ، ثم قلت له : يا شبيه صاحب فطرس ، قال : وانصرفت وقد أمرني الرضا عليه السلام أن أكتم ، فما زلت صحيح البصر حتّى أذعت ما كان من أبي جعفر عليه السلام في أمر عيني ، فعاودني الوجع . قال : قلت لمحمّد بن سنان : ما عنيت بقولك يا شبيه صاحب فطرس؟ فقال : إنّ اللّه تعالى غضب على ملك من الملائكة يدعى فطرس ، فدق جناحه ورمي في جزيرة من جزائر البحر ، فلما ولد الحسين عليه السلام بعث اللّه عز و جل جبرئيل إلى محمّد صلى الله عليه و آله ليهنئه بولادة الحسين عليه السلام ، وكان جبرئيل صديقا لفطرس فمرّ به وهو في الجزيرة مطروح ، فخبره بولادة الحسين عليه السلام وما أمر اللّه به ، فقال له : هل لك أن أحملك على جناح من أجنحتي وأمضي بك إلى محمّد صلى الله عليه و آله ليشفع لك؟ قال : فقال فطرس : نعم. فحمله على جناح من أجنحته حتّى أتى به محمّدا صلى الله عليه و آله ، فبلغه تهنئة ربّه تعالى ، ثم حدّثه بقصة فطرس ، فقال محمّد صلى الله عليه و آله لفطرس : امسح جناحك على مهد الحسين ، وتمسّح به ، ففعل ذلك فطرس ، فجبر اللّه جناحه ورده إلى منزله مع الملائكة ، ووجدت بخطّ جبريل بن أحمد ، حدّثني محمّد بن عبداللّه بن مهران ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، ومحمّد بن سنان ، جميعا قالا : كنا بمكّة وأبوالحسن الرضا عليه السلام بها ، فقلنا له : جعلنا فداك ! نحن خارجون وأنت مقيم ، فإن رأيت أن تكتب لنا إلى أبي جعفر عليه السلام كتابا نلم به ، فكتب إليه ، فقدمنا فقلنا للموفق أخرجه إلينا ، قال : فأخرجه إلينا وهو في صدر موفق ، فأقبل يقرؤه ويطويه ، وينظر فيه ويتبسم حتّى أتى على آخره ، ويطويه من أعلاه وينشره من أسفله. قال محمّد بن سنان : فلما فرغ من قراءته حرك رجله ، وقال : ناج ناج ، فقال أحمد : ثم قال ابن سنان عند ذلك ، فطرسية فطرسية . ۳
الرواية ضعيفة السند بسهل بن زياد أبو سعيد الآدمي ، ومحمّد بن مرزبان والرواية عن محمّد بن سنان ، وفيها من الخلط والضعف ما لا يمكن الاحتجاج بها .
وقال الكشّي في ترجمة المفضّل بن عمر بعد عد جماعة من الغلاة : ومحمّد بن سنان كذلك .
وقال في ترجمة أبو سمينة محمّد بن علي الصيرفي : وذكر فصلاً في بعض كتبه من الكذابين المشهورين ، أبوالخطّاب ، ويونس بن ظبيان ، ويزيد الصائغ ، ومحمّد بن سنان ، وأبو سمينة أشهرهم . ۴
وقال الشيخ المفيد في الرسالة العددية : ومحمّد بن سنان مطعون فيه ، لا تختلف العصابة في تهمته وضعفه ، وما كان هذا سبيله لا يعمل عليه في الدين . ۵
وقال ابن الغضائري : محمّد بن سنان أبوجعفر الهمداني ، مولاهم ، هذا أصح ما ينسب إليه ، ضعيف ، غالٍ ، يضع ، لا يلتفت إليه . ۶
وقال في ترجمة ذريح : إنّ طريقه ضعيف؛ لأنّ صاحب الكتاب ، قال : وروى محمّد بن سنان ، عبداللّه بن جبلة الكفائي ، عن ذريح المحاربي . ۷
وقال في ترجمة زياد بن المنذر : وأصحابنا يكرهون ما رواه محمّد بن سنان ، عنه ، ويعتمدون ما رواه محمّد بن بكر الأرجني . ۸
وقال النجاشي : قال أبو العباس أحمد بن محمّد بن سعيد ، إنّه روى عن الرضا عليه السلام ، قال : وله مسائل عنه معروفة ، وهو رجل ضعيف جدّا لا يعول عليه ، ولا يلتفت إلى ما تفرد به . وقد ذكر أبو عمرو في رجاله : أبوالحسن علي بن محمّد بن قتيبة النيسابوري ، قال : قال أبو محمّد الفضل بن شاذان : لا أحل لكم أن ترووا أحاديث محمّد بن سنان ، وذكر أيضا أنّه وجد بخطّ أبي عبداللّه الشاذاني : إنّي سمعت القاضي (العاصمي) يقول : إنّ عبداللّه بن محمّد بن عيسى الملقّب بـ «بنان» ، قال : كنت مع صفوان بن يحيى بالكوفة في منزل إذا دخل علينا محمّد بن سنان ، فقال صفوان : إنّ هذا ابن سنان ، لقد هم أن يطير غير مرّة ، فقصصناه حتّى ثبت معنا. وهذا يدلّ على اضطراب كان وزال . ۹
وقال في ترجمة مياح المدائني : ضعيف جدّا ، وله كتاب يعرف برسالة مياح ، وطريقها أضعف منها ، وهو محمّد بن سنان .
وقال الشيخ الطوسي في الفهرست : محمّد بن سنان : له كتاب ، وقد طعن عليه وضعف ، وكتبه مثل كتب الحسين بن سعيد على عددها ، وله كتاب النوادر و جميع
ما رواه إلاّ ما كان فيها من تخليط أو غلو . ۱۰
وقال في الرجال : عدّه من أصحاب الرضا عليه السلام : محمّد بن سنان ، ضعيف . ۱۱
وقال في تهذيب الأحكام والاستبصار : محمّد بن سنان مطعون فيه ، ضعيف جدّا ، وما يستبد بروايته ، ولا يشركه فيه غيره لا يعمل عليه . ۱۲
ممّا تقدّم يرجّح القول بضعفه والتوثيقات العامة كوقوعه في أسانيد تفسير القمّي أو كامل الزيارات، وذكرالمفيد له فيالرواة الثقات الذين رووا النصّ على إمامة الرضا عليه السلام .
وطبق القاعدة يقدّم التضعيف الخاص المنصوص على التوثيق العام ، وقد عرفت تضعيف الشيخ المفيد له في الرسالة العددية .
ولرجحان القول بضعفه ذكره العلاّمة الحلّي في القسم الثاني من الخلاصة المختص بالضعفاء ، وقال : الوجه عندي التوقّف فيما يرويه . ۱۳
وعدّه ابن داوود من الضعفاء والمجروحين في الجزء الثاني من رجاله ، وقال : والغالب على حديثه الفساد . ۱۴
وذكره الجزائري في القسم الرابع من رجاله المختص برواة الضعاف ، ۱۵ ومحمّد طه نجف في القسم الثالث من رجاله المختص بالضعفاء . ۱۶
ودرسه المحقّق البهبودي في الضعفاء ، وأثبت كذبه وضعفه . ۱۷
وضعّفه جملة من الفقهاء منهم : المحقّق الحلّي في المعتبر ، ۱۸ ويحيى بن سعيد الحلّي في الأشباه والنظائر ، ۱۹ والفاضل الآبي في كشف الرموز ، ۲۰ وفخر المحققين في إيضاح الفوائد ، ۲۱ وابن فهد الحلّي في المذهب البارع ، ۲۲ والشهيد الثاني في مسالك الأفهام ، ۲۳ والمحقّق الأردبيلي في مجمع الفائدة والبرهان ، ۲۴ والسيّد محمّد العاملي في مدارك الأحكام ، ۲۵ والبهائي في الحبل المتين ، ۲۶ والسبزواري في ذخيرة المعاد ، ۲۷ والسيّد محمّد جواد العاملي في مفتاح الكرامة ، ۲۸ وغيرهم .

1.رجال الكشّي : ج ۲ ص ۷۶۹ الرقم ۹۷۹ .

2.رجال الكشّي : ج ۲ ص ۸۴۹ الرقم ۱۰۹۱ .

3.رجال الكشّي : ج ۲ ص ۸۴۹ ـ ۸۵۰ الرقم ۱۰۹۲ .

4.المصدر نفسه : ج ۲ ص ۸۲۳ الرقم ۱۰۳۳ .

5.الرسالة العددية (جوابات أهل الموصل) : ص ۲۰ .

6.رجال ابن الغضائري : ص ۹۲ الرقم ۱۳۰ .

7.المصدر نفسه : ص ۵۹ الرقم ۴۹ .

8.المصدر نفسه : ص ۶۱ الرقم ۵۱ .

9.رجال النجاشي : ص ۳۲۸ الرقم ۸۸۸ .

10.الفهرست : ص ۲۱۹ الرقم ۶۱۹ .

11.رجال الطوسي : ص ۳۶۴ الرقم ۵۳۹۴ .

12.التهذيب : ج ۷ ص ۳۶۱ ، الاستبصار : ج ۳ ص ۲۲۴ .

13.خلاصة الأقوال : ص ۳۹۴ الرقم ۱۵۹۱ .

14.رجال ابن داوود : ص ۲۷۳ الرقم ۴۵۵ .

15.حاوي الأقوال : ج ۴ ص ۲۵۵ ـ ۲۶۰ .

16.إتقان المقال : ص ۳۴۶ .

17.معرفة الحديث : ص ۲۰۵ .

18.المعتبر : ج ۱ ص ۲۷۳ و۳۸۷ .

19.الأشباه والنظائر : ص ۲۹ .

20.كشف الرموز : ج ۱ ص ۱۰۱ .

21.إيضاح الفوائد : ج ۲ ص ۱۹۴ .

22.المذهب البارع : ج ۳ ص ۳۸۷ .

23.مسالك الأفهام : ج ۷ ص ۳۶۱ .

24.مجمع الفائدة والبرهان : ج ۲ ص ۶۱ .

25.مدارك الأحكام : ج ۱ ص ۲۷۴ .

26.الحبل المتين : ص ۸۷ .

27.ذخيرة المعاد : ج ۱ ص ۱۰۴ .

28.مفتاح الكرامة : ج ۴ ص ۲۸۴ .

  • نام منبع :
    الضّعفاء من رجال الحديث ج3
    سایر پدیدآورندگان :
    الأسدي، عادل حسن
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1384
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 141614
صفحه از 640
پرینت  ارسال به