خلاصة القول فيه :
ضعيف جدّا ، غال المذهب ، ضعفه ابن الغضائري ، والنجاشي ، وعدّه من الضعفاء العلاّمة الحلّي ، ابن داوود ، والجزائري ، محمّد طه نجف ، والبهبودي .
[ 369]
نصر بن صباح
اسمه ونسبه :
نصر به صباح من أهل بلخ ، ومدينة بلخ من خراسان ، والآن شمال دولة افغانستان ينسب إليها نصر بن صباح ، ويكنّى أبا القاسم .
طبقته :
عدّه الشيخ فيمن لم يروِ عنهم عليهم السلام . ۱
روى عن : جعفر بن سهيل ، وأحمد بن عيسى ، وأبي يعقوب إسحاق بن محمّد البصري ، والفضل بن شاذان ، والحسن بن علي بن أبي عثمان سجادة .
روى عنه : محمّد بن مسعود العياشي ، ومحمّد بن عمر بن عبدالعزيز الكشّي ، وعلي بن محمّد الرازي .
أقوال العلماء فيه :
قال الكشّي في ترجمة سلمان : نصر بن الصباح وهو غالٍ ، وفي ترجمة جابر بن يزيد ، بعد نقل الرواية عن نصر بن الصباح ، قوله : «هذا حديث موضوع لا شك في كذبه ، ورواته كلّهم متهمون بالغلو والتفويض» .
وفي ترجمة المفضّل بن عمر ، قال : حدّثني أبو القاسم نصر بن الصباح ، وكان غاليا . ۲
وقال النجاشي : نصر بن الصباح ، أبوالقاسم البلخي ، غال المذهب ، روى عنه العياشي . ۳
وقال الشيخ الطوسي في رجاله : النصر بن الصباح ، يكنّى أبا القاسم ، من أهل بلخ ، لقي جلّة من كان في عصره من المشايخ والعلماء وروى عنهم ، إلاّ أنّه قيل : كان من الطيارة ، غالٍ . ۴
ولكن قد يناقش في نسبة الغلو إلى نصر بن الصباح؛ لأنّه قد نسب الغلو إلى جماعة ولعنهم وهذا ينافي كونه غاليا .
ويمكن الجواب عن ذلك ، بأنّ الغلو له درجات ، ولا مانع من شخص يكون غاليا بمرتبة يلعن غاليا آخر أشد منه في الغلو ، بما أنّ الغلاة فرق وطوائف .
وقد يستدلّ على حسنه وجلالته بما رواه الصدوق في إكمال الدين : وحدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضى الله عنهعنه ، عن سعد بن عبداللّه ، عن علي بن محمّد الرازي ، عن نصر بن الصباح البلخي ، قال : كان بمرو كاتب كان للخوزستاني سمّاه لي : نصر ، واجتمع عنده ألف دينار للناحية فاستشارني ، فقلت : ابعث بها إلى الحاجزي ، فقال : هو في عنقك إن سألني اللّه عز و جل عنه يوم القيامة ، فقلت : نعم ، قال نصر : ففارقته على ذلك ، ثم انصرفت إليه بعد سنتين فلقيته فسألته عن المال ، فذكر أنّه بعث من المال بمئتي دينار إلى الحاجزي فورد عليه وصولها والدعاء ، وكتب إليه كان المال ألف دينار ، فبعثت بمئتي دينار فإن أحببت أن تعامل أحدا فعامل الأسدي بالري ، قال نصر : وورد عليَّ نعي حاجز فجزعت من ذلك جزعا شديدا واغتممت له ، فقلت له : ولم تغتمّ وتجزع وقد مَنَّ اللّه عليك بدلالتين قد أخبرك بمبلغ المال ، وقد نعي إليك حاجزا مبتدئا .
حدّثنا أبي رضى الله عنه ، قال : حدّثنا سعد بن عبداللّه ، عن علي بن محمّد الرازي ، قال : حدّثني نصر بن الصباح ، قال : انفذ رجل من أهل بلخ خمسة دنانير إلى حاجز وكتب رقعة وغيّر فيها اسمه ، فخرج إليه الوصول باسمه ونسبه والدعاء له . ۵
قال السيّد الخوئي : لا دلالة في هاتين الروايتين إلاّ على أنّ نصرا الصباح كان معترفا بإمامة الإمام الثاني عشر عليه السلام وهذا لا ينافي غلوه ولا يلازم حسنه . ۶
ثم إنّ مضمون الرواية الأُولى رواه الشيخ الطوسي عن محمّد بن يعقوب،عن أحمد بن يوسف الشاشي ، قال لي محمّد بن الحسن الكاتب المروزي وجهت إلى حاجز الوشاء مئتي دينار... . ۷
ومقتضى ذلك أنّ ناقل الحديث هو أحمد بن يوسف الشاشي، دون نصر بن الصباح .
والروايتان عن نصر بن الصباح نفسه ، فلا يثبت بهما مدحه وحسنه .
إذا نصر بن الصباح غالٍ ، لذا ذكره العلاّمة في القسم الثاني من الخلاصة المختص بالضعفاء ، ۸ وابن داوود في الجزء الثاني من رجاله المختصّ بالمجروحين والمجهولين ، ۹ والجزائري في القسم الرابع من رجاله المختصّ برواة الضعاف ، ۱۰ ومحمّد طه نجف في القسم الثالث من رجاله المختصّ بالضعفاء . ۱۱
1.رجال الطوسي : ص ۴۴۹ ، الرقم ۶۳۵۸ .
2.رجال الكشّي : ج ۲ ص ۶۱۳ ، الرقم ۵۸۴ .
3.رجال النجاشي : ص ۴۲۸ ، الرقم ۱۱۴۹ .
4.رجال الطوسي : ص ۴۴۹ ، الرقم ۶۳۸۵ .
5.كمال الدين واتمام النعمة : ص ۴۸۸ .
6.معجم رجال الحديث : ج ۲۰ ص ۱۵۱ .
7.الغيبة للطوسي : ص ۴۱۵ .
8.خلاصة الأقوال : ص ۴۱۳ ، الرقم ۱۶۷۶ .
9.رجال ابن داوود : ص ۲۸۲ ، الرقم ۵۳۲ .
10.حاوي الأقوال : ج ۴ ص ۳۴۲ .
11.إتقان المقال : ص ۳۷۸ .