ـ الخوَنة الناقضين لعهودهم ـ فأعلن : « لا يصلِّينّ أحدٌ العصرَ إلاّ في بني قريظة » ۱ ، وكان الحضور هناك مستلزما لتأخير الصلاة عن أول وقتها . فكان هذا الكلام منه صلى الله عليه و آله في بدء النظر منافيا لما قد سمعوه منه صلى الله عليه و آله من الأمر بالصلاة في أول وقتها ؛ نظير :
۵.ما روي عن ابن مسعود ، قال :سألت النبيّ صلى الله عليه و آله : أيّ العمل أحبّ إلى اللّه ؟ قال : الصلاة على وقتها . قلت: ثمّ أيّ؟ قال : برّ الوالدين . قلت : ثمّ أيّ؟ قال : الجهاد في سبيل اللّه . ۲
فيخيّل إلى الصحابة توجّه كلامين متنافيين في ظاهرهما : النهي عن الصلاة إلاّ مع التأخير ، والأمر بإقامه الصلاة في أول وقتها .
ففي مقام العلاج بين هذين الخطابين قدّم جمع من الصحابة خطابه الخاصّ ـ النهي عن الصلاة إلاّ بعد الحضور عند دور بني قريظة ـ على الخطاب العامّ الآمر بالصلاة في أول وقتها، فلم يصلّوا العصر، بل أخّروها لذاك المكان . ويجوز جمع من الصحابة التأخير، أو رجّحوا التقديم، ثمّ توجّهوا نحو بني قريظة، فصار اجتهاد هؤلاء الطائفة مقابلاً للنصّ الذي هو نهي الرسول الكريم صلى الله عليه و آله عن الصلاة إلاّ عند بني قريظة . ۳
اللّهم إلاّ أن يُتوهّم أنّ النهي ( الخاصّ ) عن الصلاة إلاّ عند بني قريضة مقيّد بعدم أدائه للتأخير عن وقت أدائها ( حسب اجتهادهم الآخر قبال النصّ ) .
ظهور الكذب على رسول اللّه صلى الله عليه و آله
من خلال دراسة الحديث والتأريخ نواجه ظاهرة شنيعة، وحقيقة بشِعة؛ وهي أنّ جماعة كانوا يكذبون على رسول اللّه صلى الله عليه و آله على عهده وأيّام حياته الميمونة فكانت جماعة من الصحابة الصالحين ترى أنّ هذه الأحاديث المفتراة تعارض ما كانوا يسمعونه من