21
اسباب اختلاف الحديث

تعاليمه صلى الله عليه و آله ، فلعلّهم كانوا يظنّون في بدء الأمر أن لن تقول الإنس والجنّ على اللّه ـ ولا على رسوله ـ كذبا، ولن يقول سفيهم عليه صلى الله عليه و آله شططا .
فكان النبيّ صلى الله عليه و آله يحاول علاج هذه المعضلة ، بتأنيب وترهيب على افتراء الكذب عليه صلى الله عليه و آله تارة ، وبالدعوة إلى الاحتياط في نقل حديثه صلى الله عليه و آله ثانية ، وبنصب طرق لعلاج ما اختلفوا فيه من الأحاديث ثالثةً ، وإليكم نماذج من هذه البيانات المباركة، بادئا بما ينهى عن الافتراء عليه صلى الله عليه و آله :

۶.روى المتّقي الهندي مرفوعا عن أمير المؤمنين عليه السلام ، عنه صلى الله عليه و آله :لا تكذبوا عليّ؛ فإنّه من كذب عليَّ فليلج النار . ۱

۷.وعن ابن عمر عنه صلى الله عليه و آله :إن الّذي يكذب عليّ يبتنى له بيت في النار . ۲

۸.وعن عدّة من الصحابة۳ عنه صلى الله عليه و آله : من كذب عليّ متعمّدا فليتبوّأ مقعده من النار . ۴

۹.المفيد۵ والطبري الإمامي ۶ مرفوعا عنه صلى الله عليه و آله : أيّها الناس ، كثرت الكذابة، فمن كذب عليّ متعمّدا فليتبوّأ مقعده من النار.

1.كنز العمّال : ج۳ ص۶۲۵ ح۸۲۳۵ .

2.كنز العمّال : ج۳ ص۶۲۵ ح۸۲۳۷ .

3.وهم عليّ أمير المؤمنين عليه السلام ، وأبو هريرة، وأنس، والزبير، وجابر، وعن أبي سعيد، وابن مسعود، وخالد بن عرفطة، وزيد بن أرقم، وسلمة بن الأكوع وعقبة بن عامر، ومعاوية بن أبي سفيان، والسائب بن يزيد، وسلمان بن خالد الخزاعي، وصهيب، وعن طارق بن أشيم، وطلحة بن عبيد اللّه ، وابن عبّاس، وابن عمر، وابن عمرو، لوعتبة بن غزوان، والعرس بن عميرة، وعمّار بن ياسر، وعمران بن حصين، وعمرو بن حارث، وعمرو بن عبسة، وعمرو بن مرّة الجهني، والمغيرة بن شعبة، ويعلى بن مرّة، وأبي عبيدة بن الجراح، وأبي موسى الأشعري، والبرّاء ، ومعاذ بن جبل، ونبيط بن شريط، وأبي ميمون ، وأبي رمثة ، وابن الزبير ، وأبي رافع ، وأم أيمن ، وسلمان الفارسي ، وأبي اُمامة رافع بن خديج ، ويزيد بن خديج ، ويزيد بن أسد ، وعائشة ، وأبي بكر، وعمر بن الخطّاب، وسعد بن أبي وقّاص ، وحذيفة بن أُسيد ، وحذيفة بن اليمان، وابن مسعود، وعثمان بن عفّان، وسعيد بن زيد، وأُسامة بن زيد، وبريدة، وسفينة ، وأبي قتادة ، وجذع بن عمرو ، وسعد بن المدحاس ، وعبد اللّه بن زغب، وأبي أوفى وعفّان بن حبيب، وغزوان، وأبي كبشة، وأبي ذرّ ، وأبي موسى الغافقي .

4.كنز العمّال : ج۳ ص۶۲۵ ح۸۲۳۸ .

5.الاعتقادات : ص ۱۱۸ .

6.المسترشد في إمامة أمير المؤمنين عليه السلام : ص ۲۳۱ .


اسباب اختلاف الحديث
20

ـ الخوَنة الناقضين لعهودهم ـ فأعلن : « لا يصلِّينّ أحدٌ العصرَ إلاّ في بني قريظة » ۱ ، وكان الحضور هناك مستلزما لتأخير الصلاة عن أول وقتها . فكان هذا الكلام منه صلى الله عليه و آله في بدء النظر منافيا لما قد سمعوه منه صلى الله عليه و آله من الأمر بالصلاة في أول وقتها ؛ نظير :

۵.ما روي عن ابن مسعود ، قال :سألت النبيّ صلى الله عليه و آله : أيّ العمل أحبّ إلى اللّه ؟ قال : الصلاة على وقتها . قلت: ثمّ أيّ؟ قال : برّ الوالدين . قلت : ثمّ أيّ؟ قال : الجهاد في سبيل اللّه . ۲

فيخيّل إلى الصحابة توجّه كلامين متنافيين في ظاهرهما : النهي عن الصلاة إلاّ مع التأخير ، والأمر بإقامه الصلاة في أول وقتها .
ففي مقام العلاج بين هذين الخطابين قدّم جمع من الصحابة خطابه الخاصّ ـ النهي عن الصلاة إلاّ بعد الحضور عند دور بني قريظة ـ على الخطاب العامّ الآمر بالصلاة في أول وقتها، فلم يصلّوا العصر، بل أخّروها لذاك المكان . ويجوز جمع من الصحابة التأخير، أو رجّحوا التقديم، ثمّ توجّهوا نحو بني قريظة، فصار اجتهاد هؤلاء الطائفة مقابلاً للنصّ الذي هو نهي الرسول الكريم صلى الله عليه و آله عن الصلاة إلاّ عند بني قريظة . ۳
اللّهم إلاّ أن يُتوهّم أنّ النهي ( الخاصّ ) عن الصلاة إلاّ عند بني قريضة مقيّد بعدم أدائه للتأخير عن وقت أدائها ( حسب اجتهادهم الآخر قبال النصّ ) .

ظهور الكذب على رسول اللّه صلى الله عليه و آله

من خلال دراسة الحديث والتأريخ نواجه ظاهرة شنيعة، وحقيقة بشِعة؛ وهي أنّ جماعة كانوا يكذبون على رسول اللّه صلى الله عليه و آله على عهده وأيّام حياته الميمونة فكانت جماعة من الصحابة الصالحين ترى أنّ هذه الأحاديث المفتراة تعارض ما كانوا يسمعونه من

1.فتح الباري : ج۷ ص۴۰۸ .

2.فتح الباري : ج۲ ص۹ ح۵۲۷ .

3.راجع صحيح البخاري : ج۱ ص۲۲۷ و ج۵ ص۵۰ عن ابن عمر ، وكذا المستدرك على الصحيحين : ج۳ ص۳۴ ، بإسناده عن عائشة ، وفي لفظها : «عزمت عليكم أن تصلّوا صلاة العصر حتّى تأتوا بني قريظة» ، شرح مسلم للنووي : ج۱۲ ص۹۸ ، مجمع الزوائد : ج۶ ص۱۴۰ ، فتح الباري : ج۱ ص۱۸۶ وج ۷ص۳۱۶ ، نيل الأوطار : ج۴ ص۱۲ ؛ الصراط المستقيم : ج۳ ص۱۸۳ ، بحار الأنوار : ج۲۰ ص۲۱۰ .

  • نام منبع :
    اسباب اختلاف الحديث
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 187233
صفحه از 728
پرینت  ارسال به