357
اسباب اختلاف الحديث

الصورة عرضية عادة ، وتجري فيها أيضا الاحتمالات الأربعة المتقدّمة مضافا إلى الفروض التالية :
أ ـ حصول «النقل» من بعض المعاني إلى بعضها الآخر بعد ما كان اللفظ مشتركا فيهما .
ب ـ «هجران» بعض المعاني المشتركة في مقام استعمال اللفظ ؛ لانعدامه أو ندرة وجوده في الخارج، أو ما إلى ذلك .
ج ـ وفي ذلك تارة يتّحد «عرف أهل التخاطب»، واُخرى يختلف ، فإنّ المشترك قد يشترك فيه عرف أهل التخاطب ـ كأن يكون اللفظ موضوعا لمعنيين لغة، أو في العرف العامّ، أو في عرف خاصّ ـ وقد يختلف أهل الاصطلاح الّذي وقع فيه التخاطب ؛ كأن يكون أحدهما حقيقة لغوية، والاُخرى عرفية، ۱ أو شرعية، أو غيرهما .
الثالثة : تعدّد المعاني المعتمدة على تعدّد أجناس الدلالات، لا أنواعِها أو أصنافها فقط . وماهية هذه الصورة غير معهودة لنا وعند العرف ، وسيوافيك له نحو من البيان في القسم الخامس إن شاء اللّه تعالى .
ثمّ إنّه وإن عُقل أن يكون لجميع الصور والاحتمالات المتقدّمة مدخلية في اختلاف الأحاديث إجمالاً ، ۲ غير أنّ أهمّية بعض هذه الفروض والأقسام تدعونا إلى إفرادها بالذكر ، فنُفردها بالبحث خلال الأسباب التالية :

1.نظير ما ورد في شأن مصحف فاطمة عليهاالسلام من أنّه إملاء رسول اللّه صلى الله عليه و آله تارة (بصائر الدرجات: ص۱۷۵ ح۱۰ ، الكافي: ج۱ ص۲۴۰ ح۲ ) ، ومن إملاء جبرئيل عليه السلام اُخرى (راجع الكافي: ج۱ ص۲۴۱ ح۵ ) . وعلاج الحديث بحمل «رسول اللّه » على معناه اللغوي المنطبق على جبرئيل عليه السلام لا العرفي أعنيالنبيّ صلى الله عليه و آله .

2.ولا يهمّنا تحقيق بعض الحالات الّتي لايتمشّى من قبلها الاختلاف ، لقلّة الجدوى، فتنبّه .


اسباب اختلاف الحديث
356

فصل في تعدّد المعاني

كثيرا ما يتصوّر التنافي بين الأحاديث ، ويظهر بعد التثبّت والتحقيق أنَّ الاختلاف إنّما نشأ من استعمال اللفظ في معاني متعدّدة ، وأنّ توهّمَ استعماله في غير ما استعمل فيه أوهم الاختلاف المذكور . فالالتفات إلى تعدّد المعاني وصوره، ومعرفة أنحائه وكيفياته من الاُمور المهمّة في علاج الاختلاف بين الأحاديث .

صور تعدّد المعاني

اللفظ الدالّ على أكثر من معنى يمكن أن يكون على إحدى الصور التالية :
الاُولى : استعمال اللفظ استعمالاً واحدا في أكثر من معنى ، وهو على قسمين :
أ ـ كون المعاني المتعدّدة طولية . كالمعاني المبنيّة على التنزيل والتأويل ؛ أعني الظواهر والبواطن المودعة في الآيات أو الأحاديث . وسيوافيك توضيحهما في المباحث المخصوصة بها في القسم الخامس ، بل لها أصناف متعدّدة .
ب ـ كون المعاني عرضية ، نظير :
1 . استعمال اللفظ في معنيين مشتركين بـِ «اشتراك لفظي» .
2 . استعمال اللفظ في معنيين مشتركين بـِ «اشتراك معنوي» .
3 . استعمال اللفظ في معنيين «مجازيّين» مع دلالة القرائن على عدم إرادة المعنى الحقيقي .
4 . استعمال اللفظ في معنيين أحدهما «حقيقي» والآخر «مجازي» ، مع دلالة القرائن المنفصلة على إرادة كليهما، ومنه الكناية المستعملة في المعنى الملزوم واللازم معا .
الثانية : استعمال اللفظ في معنى واحد مردّد بين معنيين أو أكثر . والمعاني في هذه

  • نام منبع :
    اسباب اختلاف الحديث
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 187599
صفحه از 728
پرینت  ارسال به