المقدّمة
الحمد للّه الواحد الأحد الصمد، الّذي نزّل أحسن الحديث كتابا متشابها جعله لكلّ شيء تبيانا وتفصيلاً .
والصلاة والسلام على سيّد رسله، الّذي كشف به البُهَم، وأضاء به الظُلَم، وخصّه بجوامع الكلم ، وعلى أهل بيته الّذين قرن طاعتهم بطاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه و آله ، وحباهم جوامع العلم، وجعلهم اُولي الأمر، وأساس الدين، وعماد اليقين، وعِدل الكتاب الّذي لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، فكانوا موضع سرّه، ولجأ أمره، وعيبة علمه، وموئل حكمه، وكهوف كتبه، وجبال دينه، وأبواب مدينة علمه وحكمته . اللّهمّ صلّ عليه وعليهم أجمعين، واجعلنا من خيار مواليهم ، المخبتين إليهم بالتوحيد لك ، والإخلاص لوجهك الكريم ، بمحمّد وآله الأكرمين .
أمّا بعد ؛ فإنّ العقل الحصيف والنقل المنيف يحكمان بأنّ هُدى اللّه هو الهدى ، وأنّه الطريق الوحيد الّذي يسلك بنا سبل السلام ويوصلنا منازل الكمال وسعادة النشأتين .
ولا نعني بهدى اللّه تعالى إلاّ كتابه العزيز وسنّة رسوله الكريم صلى الله عليه و آله وأهل بيته المطهَّرين عليهم السلام ، الذين هم ترجمان وحيه، والعارفين بسنّته، وأبواب علمه وحكمته .
ثمّ إنَّ السنّة الشريفة ـ في جنب الكتاب العزيز ـ حجر الأساس في المعرفة الدينيّة ، ولا يتيسّر لكلّ مسلم استخراج متطلّباته المختلفة في مجال الفقه والتفسير والعقائد وغيرها من السنّة والأحاديث الحاكية عنها ؛ وذلك لأنّ الاستدلال بها والاستنباط منها