ومن شواهد هذا الحمل مضافا إلى ما أشرنا إليه :
۲۱۸.روي عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنّه ليغان على قلبي، وإنّي لأستغفر اللّه في اليوم مئة مرّة . ۱
۲۱۹.وعن الإمام الصادق عليه السلام :كان رسول اللّه صلى الله عليه و آله يتوب إلى اللّه في كلّ يوم سبعين مرّة من غير ذنب . ۲
وفي معناه أحاديث كثيرة لايسع المجال لنقلها . ۳
۲۲۰.وروى العيّاشي عن الإمام الباقر عليه السلام ما يدلّ على أنّ فَعلة يونس عليه السلام كانت تركا لما هو أحبّ إلى اللّه تعالى وأرضى عنده مع علمه عليه السلام بذلك . ۴
المثال الثاني : النهي عن إلقاء النفس في التهلكة
۰.221 1 . ورد في النصوص النهي عن إلقاء النفس في التهلكة ، خصوصا بضميمة ما دلّ على تنجّز التكليف بالعلم بالضرر .
2 . ما ورد من علم الرسول الكريم صلى الله عليه و آله والأئمّة عليهم السلام بقتلهم أو تضرّرهم بشيء معيّن مع عدم تحرّزهم عن سبب ذلك ، من باب التحرّز عن الضرر والتهلكة .
وقد اتّضح وجه العلاج ممّا تقدّم ، ونزيده توضيحا بأنَّه يمكن الفرق بين العلوم في توجّه أو تنجّز التكليف بالتحرّز ؛ لأنّه يمكن أن يكون العلم الملحوظ في تنجّز هذه الأحكام هو العلم الحاصل من مبادئ وأسباب خاصّة .
وبعبارة اُخرى : من الممكن أن يكون العلم المأخوذ في موضوع وجوب التحرّز من التهلكة هو العلم الحاصل من المبادئ العاديّة ، لا ما ينزل عليهم من المبادئ العالية على سبيل الوحي أو الإلهام ، فإنّ اللّه سبحانه الّذي يعلمهم بالقتل أو الضرر بطرق تخصّهم ، هو
1.ميزان الحكمة: ج۳ ص۲۲۷۸ ح ۱۵۱۲۶ و۱۵۱۲۷ .
2.ميزان الحكمة: ج۳ ص۲۲۷۸ ح۱۵۱۲۸ .
3.راجع الكافي : ج۲ ص۵۰۴ ح۴ و۵ وبحار الأنوار : ج۹۳ ص۲۸۲ ح۲۶۲ .
4.راجع البرهان في تفسير القرآن : ج۲ ص۲۰۰ ـ ۲۰۲ وبحار الأنوار : ج۱۴ ص۳۹۲ .