27
اسباب اختلاف الحديث

في أنّ تصنيفه المذكور في أواسط حياة الإمام الكاظم عليه السلام ـ المستشهد سنة 189 ـ وقبل سنوات حبسه فإنّ يونس كان يسأل الإمام عليه السلام عن اختلاف الحديث .
قال شيخ الطائفة قدس سره : يونس بن عبدالرحمن مولى آل يقطين، له كتب كثيرة؛ أكثر من ثلاثين كتابا ، وقيل: إنّها مثل كتب الحسين بن سعيد وزيادة ، وله كتاب جامع الآثار ، وكتاب الشرائع ، وكتاب العلل، وكتاب اختلاف الحديث ومسائله عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليه السلام ، أخبرنا بجميع كتبه ورواياته جماعة عن أبي جعفر ابن بابويه ...» ۱ إلى آخر كلامه، مع ذكره لأربع طرق له إلى كتبه ورواياته » ۲ .

1.الفهرست: ص۲۶۶ الرقم ۸۱۳ .

2.فإن قلت : إنّ كلام الشيخ الطوسي قدس سره في الفهرست ـ وإن كان نصّا في أنّ من جملة كتب يونس « كتاب اختلاف الحديث » إلاّ أنّ دلالته على تصنيفه في حياة الإمام الكاظم عليه السلام غير ظاهر؛ فإنّ قوله : « كتاب ـ كذا وكذا إلى ـ كتاب الشرائع، وكتاب العلل، وكتاب اختلاف الحديث، ومسائله عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليه السلام » ، فكما يمكن عطف قوله : « ومسائله » على لفظة « اختلاف » ليكون عطف تفسير واسما آخر لكتاب «اختلاف الحديث »، كذلك يحتمل كونه عطفا على « كتاب اختلاف الحديث » ليعتبر اسما لكتاب آخر له . قلت : عبارة الشيخ قدس سره وإن تكن قابلة للاحتمالين إلاّ أنّ ظهورها في الاحتمال الأوّل غير قابل للإنكار ، فيدلّ على كون الكتاب المزبور نفس كتاب مسائله، وأنّه قد صنّف في حياة الإمام عليه السلام . وذلك لأنّ تكرار لفظة« كتاب » قبل كلّ واحد من أسماء كتبه وترك هذه اللفظة هنا يجعله ظاهرا في كون « ومسائله » عطفا على « اختلاف الحديث »، دون كتاب اختلاف الحديث على أنّ عدم ذكر النجاشي لكتاب مسائله واكتفائه بذكر كتاب اختلاف الحديث قرينة اُخرى على عدم تعدّدهما . لا يقال : بناء على كون «ومسائله » عطفا على لفظة « اختلاف » ، كما يحتمل أن يكون المراد به عطف تفسير على «اختلاف الحديث » واسما آخر للكتاب، كذلك يحتمل كونه عطف جمع عليه ، فيحكي الاسم عن كون الكتاب جامعا للأحاديث المتعلّقة باختلاف الحديث ولمسائل يونس الّتي سأله عليه السلام عنها ، فلا يكون دليلاً على أنّ أحاديث كتاب اختلاف الحديث ليونس ممّا سأل الإمام عليه السلام عنها ؛ لما يقال : هذا الاحتمال لايلائم سياق عبارة الشيخ قدس سره، بل مخالف لظاهرها ، حيث يدلّ على أنّ كتب يونس كانت مصنَّفة في موضوعات متعدّدة ، لا كتبا جامعة لشتات الأحاديث في مختلف المواضيع ، فلو كان بناء يونس ضمّ كتاب اختلاف الحديث لكتاب آخر له ـ لصغر حجمه مثلاً ـ لضمَّه إلى كتاب أنسب له من حيث الموضوع . اللّهمّ إلاّ أن يقال: إنّ كتاب اختلاف الحديث وكان جامعا لمسائل سأل عنها الإمام عليه السلام في اختلاف الحديث ومواضيع اُخرى، فجمع في كرّاسة واحدة ، فيكون اعترافا بكون أحاديثه في اختلاف الحديث إنّما هي مسائل سأل الإمام عليه السلام عنها ، وبهذا يثبت المطلوب أيضا .


اسباب اختلاف الحديث
26

شيئا، ولم يفُتني شيء لم أكتبه، أفتتخوّف عليّ النسيان فيما بعد ؟ فقال : لا، لست أتخوّف عليك النسيان والجهل . ۱

أقول: وأنت بالتأمّل في كلامه عليه السلام تراه مبتكرا لهذا العلم ، واضعا حجرَ أساسه، كما كان عليه السلام كذلك في سائر العلوم الإسلامية أيضا .
ولأئمّة أهل البيت عليهم السلام أحاديث كثيرة وكلمات قيّمة في هذا الموضوع وما يتعلّق به نذكر بعضها خلال هذا الكتاب إن شاءاللّه .
ولكثرة الروايات المأثورة عنهم عليهم السلام عقد كلّ من الكليني ۲ والمحدّث الحرّ العاملي ، راجع وسائل الشيعة : ج27 ص106 «باب وجوه الجمع بين الأحاديث المختلفة وكيفيّة العمل بها » . والمولى المجلسي ، ۳ وغيرهم قدس سرهم بابا في كتابه يتعلّق باختلاف الحديث .

سادسا : السابقون بالتأليف في مختلف الحديث

ألّف في هذا الموضوع جملة من علماء المدرستين ؛ شيعة أهل البيت عليهم السلام ، وإخواننا التابعين لمدرسة الخلفاء ، وفيما يلي نذكر جمعا منهم :

1 . مِن الشيعة

أ ـ يونس بن عبدالرحمن قدس سره المتوفّى سنة 208ه ، وهو أوّل من صنّف في هذا الموضوع حسب اطّلاعنا، ولم نعرف أحدا أقدم منه ، فقد صنّف في اختلاف الحجج، وكذا في علل الحديث . ۴
والمراد باختلاف الحجج هو اختلاف الحديث، أو ما يشمله، والأوّل أظهر بحال الأقدمين.
ثمّ إنّ وفاة هذا الحبر الفقيه والمحدّث الجليل وإن كانت سنة 208 إلاّ أنّه لا ينبغي الشكّ

1.الكافي : ج۱ ص۶۲ ح۱ .

2.راجع الكافي : ج۱ ص۶۲ ـ ۶۸ «باب اختلاف الحديث» .

3.راجع بحار الأنوار : ج۲ ص۲۱۹ ـ ۲۵۶ «باب علل اختلاف الأخبار وكيفيّة الجمع بينها والعمل بها» .

4.النجاشي ـ بعد ذكره ببالغ المدح والتبجيل والتوثيق ـ : «كانت له تصانيف كثيرة منها: كتاب السهو، كتاب الأدب والدلالة على الخير، كتاب الزكاة، كتاب جوامع الآثار ، كتاب الشرائع ، كتاب الصلاة ، كتاب العلل الكبير ، كتاب اختلاف الحجج، كتاب الاحتجاج في الطلاق، كتاب علل الحديث ... » ( رجال النجاشي: ص ۳۱۲ ) .

  • نام منبع :
    اسباب اختلاف الحديث
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 191039
صفحه از 728
پرینت  ارسال به