شيئا، ولم يفُتني شيء لم أكتبه، أفتتخوّف عليّ النسيان فيما بعد ؟ فقال : لا، لست أتخوّف عليك النسيان والجهل . ۱
أقول: وأنت بالتأمّل في كلامه عليه السلام تراه مبتكرا لهذا العلم ، واضعا حجرَ أساسه، كما كان عليه السلام كذلك في سائر العلوم الإسلامية أيضا .
ولأئمّة أهل البيت عليهم السلام أحاديث كثيرة وكلمات قيّمة في هذا الموضوع وما يتعلّق به نذكر بعضها خلال هذا الكتاب إن شاءاللّه .
ولكثرة الروايات المأثورة عنهم عليهم السلام عقد كلّ من الكليني ۲ والمحدّث الحرّ العاملي ، راجع وسائل الشيعة : ج27 ص106 «باب وجوه الجمع بين الأحاديث المختلفة وكيفيّة العمل بها » . والمولى المجلسي ، ۳ وغيرهم قدس سرهم بابا في كتابه يتعلّق باختلاف الحديث .
سادسا : السابقون بالتأليف في مختلف الحديث
ألّف في هذا الموضوع جملة من علماء المدرستين ؛ شيعة أهل البيت عليهم السلام ، وإخواننا التابعين لمدرسة الخلفاء ، وفيما يلي نذكر جمعا منهم :
1 . مِن الشيعة
أ ـ يونس بن عبدالرحمن قدس سره المتوفّى سنة 208ه ، وهو أوّل من صنّف في هذا الموضوع حسب اطّلاعنا، ولم نعرف أحدا أقدم منه ، فقد صنّف في اختلاف الحجج، وكذا في علل الحديث . ۴
والمراد باختلاف الحجج هو اختلاف الحديث، أو ما يشمله، والأوّل أظهر بحال الأقدمين.
ثمّ إنّ وفاة هذا الحبر الفقيه والمحدّث الجليل وإن كانت سنة 208 إلاّ أنّه لا ينبغي الشكّ
1.الكافي : ج۱ ص۶۲ ح۱ .
2.راجع الكافي : ج۱ ص۶۲ ـ ۶۸ «باب اختلاف الحديث» .
3.راجع بحار الأنوار : ج۲ ص۲۱۹ ـ ۲۵۶ «باب علل اختلاف الأخبار وكيفيّة الجمع بينها والعمل بها» .
4.النجاشي ـ بعد ذكره ببالغ المدح والتبجيل والتوثيق ـ : «كانت له تصانيف كثيرة منها: كتاب السهو، كتاب الأدب والدلالة على الخير، كتاب الزكاة، كتاب جوامع الآثار ، كتاب الشرائع ، كتاب الصلاة ، كتاب العلل الكبير ، كتاب اختلاف الحجج، كتاب الاحتجاج في الطلاق، كتاب علل الحديث ... » ( رجال النجاشي: ص ۳۱۲ ) .