ولعلّ السرّ في عدم التصريح باسمه عليه السلام هو تجنّبه عن إثارة ما في نفوس حسّاده ومعانديه ، خصوصا مع كثرة ما كانوا يسمعونه منه صلى الله عليه و آله من المناقب والفضائل التي خصَّه اللّه تعالى بها دون غيره. كانوا يشمئزّون جدّا من سماع اسمه عليه السلام وذكره على لسان النبي صلى الله عليه و آله ، فيقعون فيهما صلّى اللّه عليهما وآلهما، فكان من حكيم سيرته صلى الله عليه و آله التفنّن بأساليب البيان عند ذكره وبيان فضائله وأهل بيته عليهم السلام .
مع أن المنهج المذكور أوقع في النفس وأقرّ في الذهن ، وأبعد عن تسرّع المعاندين إلى النكير عليه صلى الله عليه و آله .
المثال الأوّل : من بشّرني بخروج آذار فله الجنّة
۳۲۱.۱ . عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :من بشّرني بخروج آذار فله الجنّة . ۱
۳۲۲.۲ . ما رواه الكليني بإسناده عن يزيد بن خليفة، قال :وعظنا أبو عبد اللّه عليه السلام فأمر وزهّد ، ثمّ قال : عليكم بالورع ، فإنّه لا ينال ما عند اللّه إلاّ بالورع . ۲
۳۲۳.۳ . ما رواه الآمدي عن أمير المؤمنين عليه السلام :لا يفوز بالجنّة إلاّ من حسنت سريرته وخلصت نيّته . ۳
وهذا المعنى في الأحاديث أشهر من أن يحتاج إلى الإثبات .
مورد الاختلاف:
الحديث الأوّل يرتِّب الفوز بالجنّة على عمل عادي غير مقرّب أعني الإخبار بخروج شهر آذار من الشهور الروميّة ! ، وهو ـ مضافا إلى منافاته للعقل ـ معارَض للمقطوع به بل المتواتر في الأحاديث ، ومنه الوارد في الحديثين الأخيرين من أنّ وما عند اللّه تعالى لا ينال إلاّ بالورع والتقوى وحسن السريرة وخلوص النيّة .