375
اسباب اختلاف الحديث

السبب الخمسون : المجاز المُرسل

المجاز وأنواعه

المجاز : هو استعمال اللفظ في غير ما وضع له ؛ وعرّفه التفتازاني بكونه «الكلمة المُستعملة في غير ما وضعت له في اصطلاح التخاطب» ۱ . ۲
وينقسم المجاز إلى خمسة أقسام : فإنّه إمّا لغوي، أو عقليّ ، ثمّ اللغوي إمّا مجاز مُرسل، أو مفرد بالاستعارة ، وكلّ واحد من المُرسل أو المفرد إمّا يكون في الكلمة، أو في الكلام ويسمّى بالمجاز المركّب .
بيان ذلك: أنّه إذا كان التجوّز في الإسناد فيسمّى المجاز العقلي ، وهو أن يُسنِد المتكلّمُ الفعلَ ـ أو ما في معناه ـ إلى غير ما هو له ؛ لعلاقة تصحّح الإسناد، مع قرينة تمنع كون الإسناد إلى ما هو له . ووجه تسمية هذا المجاز عقليا أنَّ التجوّز إنّما يُفهم من «العقل» دون اللغة، بخلاف المجاز اللغوي . ۳

1.المختصر في شرح تلخيص المفتاح : ج۲ ص۶۱ .

2.وراجع أيضا في تحقيق تعريفه : أسرار البلاغة : ص ۳۰۴ والطراز للأمير يحيى بن حمزة العلوي : ج۱ ص۶۴ ـ ۶۸ .

3.مثاله : ما في قوله تعالى : « فَسَالَتْ أَوْدِيَةُ » فأسند السيلان والجري إلى الأودية، مع أنّ السيلان من صفات المياه الّتي هي مظروف الأودية دون ظروفها . وكذا مثل ما ورد أنّ : «من سرّه زمان ساءته أزمان» فقد أسند فعل السرور والإساءة إلى الزمن مع أنّهما من فعل مظروف الزمان دون الظرف . وقد يمثّل له : بأنّ سيّدة نساء أهل الجنّة عليهاالسلامسُمِّيت «فاطمة» لأنّها فُطِمت وقُطِعت من كلّ رجس وشرّ ومن عذاب اللّه تعالى وغضبه . أو بإطلاق « مَّآءٍ دَافِقٍ » على ماء النطفة، مع كونه ماء مدفوقا .


اسباب اختلاف الحديث
374

ويشهد لجانب الحرمة :

۳۸۷.ما رواه الصدوق بإسناده عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليه السلام : أنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله قال لعليّ عليه السلام :إنّي اُحبّ لك ما أحبّ لنفسي ، وأكره لك ما أكره لنفسي ، فلا تختّم بخاتم ذهب ـ إلى أن قال : ـ ولا تلبس الحرير فيحرق اللّه جلدك يوم تلقاه . ۱

حيث وعد عليه العذاب ، وهو دالّ على كونه من الكبائر، فلا يلائم الكراهة الشرعية .

1.كتاب من لايحضره الفقيه : ج۱ ص۱۶۴ ح۷۷۴ ، علل الشرائع : ص۳۴۸ ب۵۷ ح۳ ، وسائل الشيعة : ج۴ ص ۳۶۹ ۵۴۱۵ .

  • نام منبع :
    اسباب اختلاف الحديث
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 191654
صفحه از 728
پرینت  ارسال به