السبب الثامن والستّون : تكرّر النزول
قد ترد أحاديث متعدّدة تبيّن شأن نزول آية أو آيات معيّنة ، مع اختلاف بينها؛ بأن يدلّ البعض على نزول الآية في ظرف يختلف عمّا يدلّ عليه البعض الآخر ، فالقول بتنافيها الحقيقي المانع عن الجمع بينها فرع شروط ، منها : إحراز عدم تكرّر نزول ۱ الآية المذكورة ، وإلاّ فلتحمل عليه الروايات المختلفة بهذا اللون من الاختلاف في مقام الإثبات . هذا إذا اُحرِز اعتبار الروايات المتنافية سندا .
وأمّا مع عدم إحرازها فلتحمل على احتمال تكرّر النزول ؛ لاحتمال صدور تلك الروايات ثبوتا وفي نفس الأمر . اللّهمّ إلاّ إذا علم كذب بعضها . وهذا الجمع بلحاظ مقام الثبوت ونفس الأمر، وهو ما سمّيناه بالجمع أو العلاج الثبوتي ، في قبال العلاج الإثباتي ، وقد تقدّم تفصيلهما في الأمر التاسع من المقدّمة ، فراجع وتأمّل .
توضيح ذلك : أنّ بعض الآيات لا تنزل إلاّ مرّة واحدة ويعيّن موضعها في الكتاب العزيز ، والبعض الآخر يتكرّر نزولها .
وعلى فرض التكرّر ، إن كانت الآية الثانية مستقلّة عن الاُولى ومغايرة لها بنوع من