مصاديق الآية بما لها من عموم يشمل كلّ من يندرج في دائرته .
تحقيق في حقيقة الجري
نرى المفسِّرين يحملون بعض النصوص التفسيرية على كونها من باب الجري والتطبيق؛ أي التفسير بالمصداق ، وهذا من المناهج التفسيرية في مدرسة أهل البيت عليهم السلام ، فلنتحدَّث عن حقيقته ، فنقول :
هو كون اللفظ بصفة يجري وينطبق في حكمه على كثيرين ، سواء كان شمولها على نحو العموم، أو الإطلاق، أو بالغاء الخصوصية وتسرية الحكم النازل في الخاصّ إلى غير المنزَّل فيه ، أو تنقيح المناط، أو تشريك المماثلين والمسانخين فيما نزل في بعضهم ، وسواء أكان شموله بنحو الاستيعاب والاستغراق ، أو البدلية . ولا فرق بين أن يكون بعض أفراده في عرض البعض الآخر ، أم في طوله في عمود الزمان ، كما لا فرق بين أن يكون شمول كلّ واحد من ذلك من باب الظواهر أو البطون وموارد التأويل .
اصطلاح الجري في الأحاديث
لمّا كان هذا الاصطلاح ممّا نشأ ودبّ ودرج في بيان أهل البيت عليهم السلام ، فلزيادة التوضيح ينبغي نقل نماذج من رواياتهم في ذلك :
۵۸۴.العيّاشي عن عبد الرحيم القصير، قال :كنت يوما من الأيّام عند أبي جعفر عليه السلام فقال : يا عبدالرحيم ، قلت : لبّيك . قال : قول اللّه : « إِنَّمَآ أَنتَ مُنذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ »۱ إذ قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : أنا المنذر وعليّ الهادِ ، ومن الهادِ اليوم ؟ قال : فسكتّ طويلاً ، ثم رفعت رأسي فقلت : جعلت فداك، هي فيكم، تَوارَثونها رجل فرجل حتى انتهت إليك ، فأنت ـ جعلت فداك ـ الهادِ . قال : صدقت يا عبدالرحيم ، إنّ القرآن حيّ لا يموت ، والآية حيّة لا