نزلت فيهم ، وببطنها تشمل الّذين يعملون كعملهم ، فالآية باقية حيّة جارية ما دامت السماوات والأرض .
۵۸۶.الصدوق بإسناده عن حمران بن أعين ، قال :سألت أبا جعفر عليه السلام عن ظهر القرآن وبطنه ، فقال : ظهره الّذين نزل فيهم القرآن ، وبطنه الّذين عملوا بمثل أعمالهم ، يجري فيهم ما نزل في اُولئك . ۱
۵۸۷.الصفّار بإسناده عن فضيل بن يسار، قال :سألت أبا جعفر عليه السلام عن هذه الرواية «ما من القرآن آية إلاّ ولها ظهر وبطن» ، فقال : ظهره تنزيله، وبطنه تأويله، منه ما قد مضى، ومنه ما لم يكن، يجري كما يجري الشمس والقمر، كلّما ۲ جاء تأويل شيء منه يكون على الأموات كما يكون على الأحياء، قال اللّه : « وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّ سِخُونَ فِى الْعِلْمِ » نحن نعلمه . ۳
وحاصل التأمّل في الروايات التي ورد فيها مصطلح الجري ، ولحاظ معنى الجري لغة، وتشبيه جري القرآن بجري الليل والنهار والشمس والقمر وسائر القرائن الموجودة في هذه الأحاديث ، يشرف بالمتأمّل على القطع بكون المراد من جري الآية هو حياتها الدائمة، وكون اللفظ القرآني بحيث يجري وينطبق على كثيرين ، فيكون مرادفا للانطباق على المصاديق . وإن شئت فقل : هو عبارة عن التطبيق والتفسير بالمصداق ، فيشمل موارد انطباق العامّ على أفراده ، والمطلق على مصاديقه ، والعنوان المأخوذ في القضايا الحقيقية على مجاريه ، والقضايا الشخصية أو الجزئية على غير من نزل فيه اللفظ، إذا دلّ الدليل على عدم خصوصية للمنزَّل فيهم ، وعدم اختصاص الحكم بهم .