فتحقّق أنّ هناك حقيقتين :
الاُولى : أنَّ اللّه تعالى جعل العبدَ المؤمن المُطيعَ محبوبا عنده وعند أوليائه وعند المؤمنين وفي عقول الناس وقلوبهم .
الثانية : أنّه تعالى جعل الشرّ وأهله محبوبين عند النفس الأمّارة بالسوء، المستهترة بميولها ، وجعل الخير وأهله مبغوضين عندها .
فالسائل في الحديث الأوّل سأل الإمام عليه السلام عن الحقيقة الاُولى ، وتوهَّم أنَّ محبّة الخير وأهله مغروسة في ضمير جميع الناس بدلالةِ الآية 96 من سورة مريم وبعضِ الأحاديث ، فنفى الإمامُ عليه السلام زعمَه الخاطئ ، فقوله عليه السلام : «ليس كما يقولون» من النفي والحصر الإضافيّين .
الإشارة إلى أمثلة اُخرى
1 . ما ورد في تفسير الآية : « الشُّعَرَآءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ »۱ ممّا يفسِّرها تارة ۲ بأنّ الشعراء هم المقصودون بها بظهرها وتنزيلها واُخرى بما ينفيه وأنّ المقصود بهم القصّاصون أو الفقهاء الفاسقون ، معبِّرا عن ذلك بأنّه : «هل رأيت شاعرا يتّبعه أحد؟! إنّما هم قوم تفقّهوا لغير الدين فضلّوا وأضلّوا» ۳ .
2 . وما ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام في صفة القرآن وأنّه «ما للقلب جلاء غيره» ۴ ؛ مع دلالة النصوص الاُخرى على كون كثير من الاُمور من «جلاء القلب»، منها : «تقوى اللّه » ، و«الذكر» ، و «الحديث» ، و «المواعظ» ۵ ، بل ورد ذلك في بعض الأطعمة «السفرجل ۶ » و «التلبين» ، و «الكمّثرى» ، و «العسل» .
1.الشعراء : ۲۲۴ .
2.راجع المستدرك على الصحيحين: ج۳ ص۴۸۸ ح۶۰۶۴ و الدرّ المنثور: ج۶ ص۳۳۴ .
3.معاني الأخبار : ص۳۸۵ ح۱۹ ، و راجع تفسير القمّي : ج۲ ص۱۲۵ و وسائل الشيعة : ج۲۷ ص۱۳۲ ح۳۳۴۰۴ .
4.نهج البلاغة: الخطبة ۱۷۶ .
5.راجع نهج البلاغة: الخطبة ۱۹۸ و ۲۲۲ ، الكافي: ج۱ ص۴۱ ح۸ ، غرر الحكم : ح۱۳۵۴ .
6.راجع الكافي: ج۶ ص۳۲۰ ح۲ و ص۳۵۸ ح۱ ، المحاسن : ج۲ ص۳۶۴ ح۲۲۶۹ ـ ۲۲۷۱ ، مستدرك الوسائل: ج۱۶ ص۳۶۷ ح۲۰۲۰۲ ، بحار الأنوار: ج۶۶ ص۱۶۹ ح۷ ـ ۹ .